تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف أتعامل مع أمي؟

كيف أتعامل مع أمي؟ 2024.


سؤال يتردد في أذهان بعض الفتيات، خاصة عندما يصلن إلى مرحلة المراهقة، كيف أتعامل مع أمي؟

.. حيث تصبح الفتاة بهذه السن حساسة، ومشاعرها مرهفة؛ مما يولد بعض المشكلات أو المشاعر التي قد تولد فجوة بين الفتاة وأمها.

كيف أتعامل مع أمي ؟

سؤال صغير في حروفه كبير في أهميته، لذلك تم طرحه في حوار حي أجراه الموقع سابقاً مع الأستاذة فوزية ملائكة "استشارية في مشكلات المراهقات والفتيات" والتي أجابت من خلاله على تساؤلات مجموعة من الفتيات طرحن استفساراتهن ومشاعرهن عليها، فقدمت لهن بعض النصائح التي من شأنها أن تعينهن بإذن الله على التعامل مع أمهاتهن بالشكل الذي يرضي الله تعالى ويتفق مع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعلهن في مصاف البنات البارات المميزات.
وفيما يلي بعض الأسئلة التي أجابت عنها الأستاذة فوزية الملائكة للفتيات المشاركات في الحوار:
س1- أمي لا تسمع مني أي طلب، فكيف أتعامل معها؟ وعلى أي شيء تضربني! فما الحل؟ وماذا أفعل خاصة وأن أبي لا يبالي؟، إنني أعمل كل شيء لإسعادها أرجو الرد عليّ بأسرع وقت ممكن؟
1- ارقي نفسك في الصباح بعد الفجر. وفي المغرب بعد الصلاة؛ لأن الشيطان ناصب ساقيه ليوغر العداوة بينكما، وحين تحصنين نفسك لن تستطيع أمك أن تصل إليك، بما يقلقك فسوف يخنس شيطانها. ولكن عليك أيضاً أن تبحثي عما يغضبها منك، وابعدي عن فعله وعن غضبها.
2- دائماً سابقي إلى جنة الله سبحانه وتعالى بأن تخدميها، وتقومين بكل ما تحتاجه من أعمال وأشغال في البيت، ولا تتركي الخادمة هي التي تنال برها وتسابقك لخدمتها إلا ما لا تستطيعي عمله.
3- ادعي لها في ظهر الغيب بأن يرحمها الله ويهديها لطاعته، ويحنن قلبها عليك فهذا سريع العلاج.
4- عندما تطلبين شيئاً لابد أن تشرحي لها لماذا تريدين ذلك الطلب، وتطلبين بأفضل العبارات مثل أن تقولي: جزاك الله خيراً يا أمي، أريد كذا وكذا، واصبري عليها لتفكر إن كان في هذا الطلب خير أم لا، فهي بسنها وخبرتها قد لا ترى فيه خيراً لك.

س2- أمي ربة بيت .. أمي ما أحلاها .. كيف البيت يكون لا أعرف لولاها .. أنا أحب أمي كثيراً .. كيف يمكنني رد جميلها .. فهي الحياة وبدونها أنا لاشيء.. أنا صفر بدون أمي..
لا يستطيع أحد أن يرد لأمه جميلها ولكن فقط علمنا الله كيف:
1- بالدعاء لهما.
2- بالاحترام بأن لا تتقدمي أمامها في المشي. ولا تسبقي كلامها. ولا تقاطعينها حين تتحدث. أو تصححين لها ما قالت إلا بالصوت الهادئ، وليس أمام الناس – ولا تدخلي قبلها من الباب ولا تسابقي خطاها – ولا تجلسي في مكان تحبه وتتركينها واقفة، ولاتسابقينها في الأكل، فتأخذي من الطعام ما تسبق يديها إليه، لا تتركي مشورتها وطلب النصح في كل ما يخصك.
3- والأهم أن تخدمينها في كل ما تحتاجه.
4- تطيعينها في كل ما تأمر به إلا في معصية الله.
5- وأن ترحمينها في كبرها وعند عجزها وضعفها ومرضها.
6- أن تحسني إليها وهذا أمر الله عز وجل، فالإحسان أعلى درجات البر بالوالدين، وهو أكثر من كل ما ذكرته، بل هو التذلل لهما والجلوس بين أقدام الوالدين لطلب رضاهما "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا" سورة الإسراء.

س3- أحب أمي وأكن لها كل التقدير والاحترام.. لكن مشكلتي أنها كثيرة النقد لي منذ كنت في الصغر، بداع وبدون داع مع علمي أنها لا تقصد إيذاء مشاعري؟
هذا حال كثير من الأمهات، والقصد من ذلك تصحيح سلوك أبناءهم، وهم بغير قصد يجرحون أبناءهم ويؤذون مشاعرهم وكله خطأ. أرجو منك أن تجلسي مع أمك جلسة ود وحب وحنان بعد أن تكوني عملتي لها فنجاناً من الشاي، وتحدثينها بحبك أولاً وتقديرك لما تقدمه لك ولإخوانك. وذكريها بفضلها عند الله، وجزاءها على تربيتكم. ثم قولي لها ما يزعجك ويضايق راحتك. وأبكي بين يديها. وارمي رأسك على صدرها بكل الرفق والحب والتذلل، واطلبي أن ترحمك وترضى عنك. وكل هذا يحتاج منك الشجاعة وعدم الخجل منها لأنه لا أحد يستطيع أن يوصل لها ما تريدين غيرك، فلا تخافين من إظهار مشاعرك وضعفك وألمك لها وسترحمك.

س4- ما الحل في التفرقة بيني وبين إخواني الذكور في التعامل؟ هل هناك طريقة معينة للوصول لقلب الأم؟

نعم اقرئي لها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء رجل فقال له: إني وهبت ابني هذا كذا وكذا فقال الرسول له أو لك أبناء غيره؟ قال الرجل: نعم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم قم فأني لا أشهد على زور" رواه النسائي، وصححه الألباني، وأصل الحديث بمعناه في البخاري وفيه: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
أما كيف تصلين لقلب أمك؟

فلا بد لك من التعلم لأن هذا أمر فيه عبادة لله تعالى وجنة عرضها السموات والأرض. وقد ذكرت ذلك كله في الإجابة على السؤال الثاني السابقة فاقرئيها جزاك الله خيرا.
س5- أمي لا تأخذ برأينا في الأغلب، أمي تغضب سريعا، حتى ولو كانت الجلسة حواريه، أمي تحب استفزازي، فما العمل؟ أريد برها ولا أستطيع، إنها تعمل ليل نهار في البيت وقد أفرغتنا للعمل خارج البيت دوامين(صباحي ومسائي)، أريد أن أعرف بما تفكر وكيف تخطط أعانني الله وإياكم على بر أمهاتنا وآبائنا.

كما تعلمين حين تكبر البنت ترى الأم أنها أصبحت سيدة أي امرأة، فتريد منها التصرف كما أنها بالغة ناضجة، وتنظر لكل أمر على أنه خطأ تريد أن تصححه لها وتغضب وتنهر؛ لأنها توقعت أكثر مما هو لدى الأبناء، وهذا خطأ حقيقةً من الأمهات ولكن لن نقوم الخطأ بخطأ آخر. لهذا كل ما عليك أن تتجنبي مواجهتها وتبتعدي عنها أثناء الغضب، وتتجاهلي استفزازها لك. وحين تهدأ اجلسي معها وتحدثي إليها عما يجعلك قلقة بشأنها، وبطريقه لا تلقي فيها اللوم عليها أو تؤنبيها، بل ابدئي بالثناء على ما تفعله من أجلك وعددي لها فضلها عليك.
وادعي لها أمامها برفع يديك إلى السماء وأسمعيها دعائك وثناءك لها. ثم جربي أن ترشي العطر على مخدتها قبل النوم واهديها بطاقة من عمل يديك فيها دعاء. وزينيها بالرسم الجميل والإمضاء الوفي وصدقي أنك لن تكافئيها ولو حملتيها على ظهرك وطفتي بها البيت الحرام. لهذا إنسي لها غضبها واستفزازها واسبقيها إلى العفو والتسامح وتقبيل رأسها ويديها في كل مرة تخرجين وتدخلين بين يديها، وألقي السلام عليها؛ فهذا ينشر الحب بينكما كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س6- كيف أتخلص من شعور الحاجة لأمي فيما لا تعطيني إياه.. كالتقدير والفهم، إعطاء الثقة والثناء .. الاحترام .. أرى ذلك مهم للشعور بالأمان.. ربما ينقص أمي الاتزان العاطفي، المنطق والتفكير بعقل في العواقب والأمور وأثر هذه العواطف المؤقتة من غضب على أمور تافهة لا تستحق والمقاطعة لمدة طويلة من أجلها.. ككلمة لم تعجبها ذلك الوقت لا يشترط أن تكون قلة أدب أو وقاحة، بل مجرد إبداء رأي، أو تعبير عن الذات ومشاعرها التي لا تجرح أحداً .. في حين قد تقبلها وبكل رحابة صدر في وقت آخر.. بالإضافة إلى أن اعتذاري قد يعقد المشكلة أكبر ويجعلها تهينني أكثر بينما ترك الموضوع يوم واحد كفيل برجوع مياه العلاقة لمجاريها. أعذر أمي الآن لأن لديها ارتفاع في الضغط، وهي الآن أفضل بكثير من سن مراهقتي .. لكن ما حصل معي لا يزال له أثره الكبير عليّ حتى أصبح أشبه بالعقدة. لا أعرف للراحة طريق وهي غاضبة؛ وإن لم أخطئ. يجبر النقص في ذلك كثيراً ما أجده من ثناء وتقدير من إدارتي في العمل أو من صديقة مقربة أثق بها. إلا أن هذين الأمرين قد يزولان بابتعادهما لأي ظرف أو سبب لست مع اكتساب الثقة في النفس أو الأمان من مصدر خارجي، فهو زائل فكيف أعوض هذه الحاجة تلقائياً؟ هل يكون بالعمل على إيجاد ذاتي في نشاط أو ما شابه وإن لم أجد؟ كيف أتعامل مع أمي في هذه الحالة؟ شاكرة لك وأعتذر عن الإطالة.

– جيد أن نعترف بالمشكلة التي تواجهنا، بدل الهروب منها في عادات وسلوكيات سلبية، كالنوم الكثير أو الأكل الكثير أو التسوق الكثير، أو العلاقات المحرمة؛ للبحث عن الأمان النفسي والعاطفة المفقودة.
أما فقد الثقة والأمان والاحترام والتقدير فهذا فعلاً لا يأتي من الخارج عندما نكبر ونبلغ، بل يجب أن نكون قد اكتسبناه من الطفولة، وأكيد يكون من خلال نظرة الأهل والأبوين قبل ذلك والمجتمع حولنا، ومما يكون قد صدر من أفعال وأخلاق حميدة اكتسبناها وسلوك جيد محمود, فيثني علينا الناس والأهل والمدرسة فنكبر وتكبر ثقتنا وتقديرنا لذاتنا واحترامنا لأنفسنا معنا.
حين نكبر وتكون هذه الثقة والاحترام والتقدير لأنفسنا مفقودة، نتعب ونقلق وتهاجمنا الأمراض النفسية، ونبحث عن الآمان المفقود من الخارج من ثناء الناس والوالدين والمعلمين وهذا جيد لو كان يدعم ما لدينا منهم ليزداد المخزون عندنا ويكتمل، ولكن كما قلت حين نفقده ونحن صغار نظل نطلبه ونحن كبار. أما الآن فالحل أن:
1- تدعمي نفسك وتبحثي عن ما وهبك الله من المزايا والصفات والأخلاق الحميدة، وتضخمي هذه العطايا من الله وتشكريه وتحمديه وتطلبي المزيد فتقولي كما في السنة " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ….. الحديث ".
2- أوجدي لأمك الأعذار وادعي لها دائماً, أرجو منك ألا تنزعجي من مشاعرك وقلقك على ما يحدث من أمك، هذا طبيعي لأنه من حبك لها ورحمتك بها، وتسعين دائماً لراحتها وخدمتها قبل أن تطلب منك ذلك، وارحمي مرضها وكبرها وهي مرحلة عصيبة في حياة الوالدين، أقصد الكبر وهو ما أمر الله به ببرهما.
3- ستأتيك الثقة والأمان والاحترام من كل عمل بر وتطوع تقدميه للناس ولوالديك، فتشعرين بنعمة الله أن سخرك وقادك بهذا العمل لبلوغ جناته.
4- أنت كمسلمة تستمدين ثقتك من الله الذي أعزك بالإسلام والإيمان وفضلك على كثير ممن أضل عنه وعن طريقه.
5- توددي لأمك أكثر، وتحملي حالها واحتسبي عند الله هذا التكليف.

ربي يحفظ امهاتنا جميعا

ودي وتقديري للجميع

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.