خرت تبحث عن بعض القطع الخشبية وعلب السردين الفارغة أو قنينات العصير الصغيرة المستعملة بين النفايات ,غير مكترثة بما حولها مندفعة فقط لجمع تلك القطع فقد صممت أخيرا أن تحتل المرتبة الأولى بالقسم وما همها شئ آخر ..
كان الجو مشمسا والحي شبه ميت وهي كانت صغيرة لا تميز وقت الظهيرة للنوم أو للعب أو لجمع قطع مستعملة من نفايات الجيران,فاتسخت ثيابها وعلق بعض الذباب بها ,,و في همة ونشاط جمعت ما احتاجت إليه واتجهت نحو بيت صديقتها لتساعدها في صنع رجل الفضاء الذي طلب الأستاذ منهما صنعه,,ضحكتا كثيرا حينما انتهيا من صنعه وحلمتا بغيرة الزميلات ..وعادت الى المنزل بعد أن دام غيابها خمس ساعات بثايب وأيدي متسخة..لتجد أختها تبكي وزوج أختها مشتعل من القلق لم تنطق بكلمة واحدة بعد أن صعقت بصفعة شلت جسدها الصغير تلاها سب وشتم لم تفهم منه شيئا ،ولا حتى سببه.. كل ما كان يجول بخاطرها أنها ستحتل المرتبة الأولى أخيرا..وبعد حمام ساخن مشبع بالصراخ واللكز كل حين وجدب لشعرها ..آوت إلى الفراش دون عشاء تنتظر بشوق شروق الشمس للذهاب للمدرسة..
وقبل الجميع كانت أمام القسم بابتسامة عريضة وخد محمر ..دخل الجميع وبقيت تنتظر بقلق ..
أين صديقتك جاءها صوت الأستاذ ..
ستأتي .. فرجل الفضاء بحوزتها هي به ..
لم تقومي بواجبك المدرسي وتتعللين تعالي الى هنا..
تقدمت نحوه بصمت وهي تسمع قهقهة زميلاتها..
مدي يدك
ومدتها في صمت
طاخ، طاخ ، هذا جزاء من يتقاعس في القسم عودي الى مكانك وستنالين الصفر
ولم تبكي..
تغيبت صديقتها..و ضاع رجل الفضاء ولم تنل المرتبة الأولى و..نالت ما لا تستحق من الضرب ..فاعتصر قلبها إحساس بالظلم,, لازالت تحس به..
[/color][/size]