تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة البستان الأزرق

قصة البستان الأزرق 2024.

قصة البستان الأزرق
قصة البستان الأزرق

كانتْ سمكةٌ صغيرةٌ، تعيشُ في نهرٍ جميل

خليجية

النهرُ الكريمُ، غذّاها بطعامِهِ، وربّاها بحنانِهِ، حتى صارتْ كبيرة‏
السمكةُ لم تفارقِ النهرَ، ولم تعرفْ وطناً غيرَهُ. في مياهِهِ تسبح


وعلى أمواجِهِ ترقص، وفي أعماقه تغوص

النهرُ يحضنها بين ضفتيهِ، كأنَّهُ أُمٌّ رؤوم‏
عاشتِ السمكةُ، هانئةً سعيدة


ذاتَ يوم.. قالت لها الضفدعة: صديقتي السمكة

خليجية

ماذا تريدين
هل شاهدْتِ الأزهار؟‏ لا‏
هل تعرفينَ الأشجار؟‏ لا
اصعدي إلى الشاطئ
لماذا؟‏سأُريكِ أشياءَ جميلة
أين؟‏ في البستان‏


قالت السمكة:‏ أيكونُ البستانُ أجملَ من النهر

نعم‏
أنا لم أرَ أجملَ من النهر
وهل خرجْتِ منه مرَّةً؟‏ لا‏
اخرجي، وشاهدي بعينيكِ‏
قفزَتِ السمكةُ إلى الشاطئ‏
وحينما صارتْ على الرمال، شعرَتْ باختناقٍ شديد..‏
أخذَتْ تتلوَّى، وتتقلَّب‏


جمعَتْ قواها، وزلقَتْ إلى الماء.. وعندما احتضنها النهر

عادت إليها أنفاسُها

وآبَ إليها نشاطها، فبدأَتْ تغوصُ، وتقفزُ، فرحةً آمنة
صاحتِ الضفدعةُ:‏ لماذا رجعْتِ أيَّتُها السمكة
النهرُ وطني، ولن أتركه
اتركيه قليلاً، ثم تعودين إليه
لن أفعل
لماذا؟‏ إذا تركْتُهُ فسوف أموت لن تموتي‏


وما يدريكِ؟‏قالت الضفدعة:‏ أنا أعيشُ تارةً في الماء

وتارةً في البستان‏

قالتِ السمكةُ:‏ أنا ليس لي إلاّ وطنٌ واحد

انصرفَتِ الضفدعةُ يائسةً‏ وانطلقتِ السمكةُ، داخلَ النهرِ
ترقصُ وتغنِّي:‏ يا نهري يا وطني الغالي‏
يا أحلى كلِّ الأوطانِ‏ لا أبغي غيرَكَ لي وطناً‏
فالموجُ الأزرقُ بستاني‏

قصة البستان الأزرق
قصة البستان الأزرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.