الشيخ / على القرنى
سمة المؤمنين، الاطمئنان إلى الله يملأ نفوسهم فيبنيها،
يحرك جوارحهم فيقوِّيها.
لا يستمدون تصوراتهم وقِيَمَهم وموازينهم من الناس، وإنما يستمدونها من رب الناس؛
فأنى يجدوا في أنفسهم وهنًا عند محنة أو عند منحة أو عند شهوة،
أو يجدوا في قلوبهم حزنًا على فائت من الدنيا ؟
إنهم على الحق؛ فماذا بعد الحق إلاّ الضلال،
ليكن للباطل سلطانه، ليكن له هيله وهيلمانه،
ليكن معه جمعه وجنوده،
إن هذا لا يغير من الخطب شيئًا.
هذا هو الصنف الأول من الناس ممن أسَّسَ بنيانه على تقوى من الله ورضوان؛
هامات لا تنحني، وقامات لا تنثني، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل هذا الصنف .
أما الصنف الثاني:
فأسَّس بنيانه على شفا جُرُف هارٍ، يعبد الله على حرف،
إن أصابه خير اطمأنَّ به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة،
يذوب أمام المحنة فلا يتماسك، يلعب بعواطفه الخبر البسيط فلا يثبت،
يطير فؤاده للنبأ الخفيف فلا يسكن، فؤاده هواه،
يعيش موزعًا بين همِّ حياة حاضر ومفاجآت تنتظر،
لا تطمئن لقوله، ولا تثق في تصرفاته،
بصره زائغ، عقله فارغ، أفكاره تائهة، مغلوب على أمره،
لا ينفع في ريادة ولا يُعتمَد عليه في ساقة،
جبان مفتون فرَّار غرَّار .
مثل هذا كالشجرة لا جذور لها ولا ثمرة،
لا تثبت أمام الريح، ولا تقوى على مقاومة الآفات .
أو كالبناء بلا أساس،
سرعان ما يخر سقفه على من فيه.
فهو قلق بائس، متردد، تعصف به الفتن، تدمره المِحَن،
إن عزلته لم يرعوِ،
إن خاطبته لم يفهم.
إن المؤمن ليقف شامخًا وهو يرى مثل هذا الصنف البائس،
وقد غرق في شهواته الهابطة وفي نزواته الخليعة السافلة يَعُبُّ منها،
لكنها حكمة الله البالغة التي أرادت أن يقف الإيمان مُجرَّدًا من الزينة والطلاء،
عاطلاً عن عوامل الإغراء، لا هتاف لذة، ولا دغدغة شهوة،
وإنما هو الجهد ليقبل عليه من يقبل وهو على يقين
أنه يريد الله والدار الآخرة،
ولينصرف عنه من يبتغي المطامع والمنافع الدنيوية،
ومن يشتهي الزينة ويطلب المتاع :
" لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ "
(الأنفال/42).
كل بذل إذا العقيدة ريعَتْ
دون بذل النفوس نذر زهيد
مسلم يا صعاب لن تقهريني
في فؤادي زمازم ورعود
لا أبالي ولو أُقيمت بدربي
وطريقي حواجز وسدود
من دمائي في مقفرات البراري
يطلع الزهر والحياة والورود
نتظر كل جديد لك
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
فعلآ ماتركتى شئ ماوصفتيه
جزيتى خيرآ واثابك الله الجنة ان شاء الله حبيبتى