أماني والعصفور الأحدب
في يوم من أيام الربيع الجميلة خرجت أماني الحلوة مع والدتها وبصحبة جارتهم وأبنائها بنزهة إلى الحديقة الكبيرة … ولعبت مع أصدقائها وصديقاتها وكانت نزهة جميلة جدا وأثناء تجولها في أرجاء الحديقة الكبيرة لمحت أماني عصفورا صغيرا يمشي بصعوبة ويبدو عليه التعب والألم .
حزنت أماني كثيرا من منظر العصفور ومدت يدها إليه و أمسكته بسهولة
وعند عودتهم للبيت أحضرت علبة من الكرتون وفرشتها ببعض المناديل الورقية ووضعت له بعض الماء وحبات من القمح اللين وأطعمته بيدها ووضعت العلبة في غرفتها حتى لا يخاف العصفور واعتنت به أياما حتى تعافى من مرضه وأصبح يستطيع المشي والطيران وكانت تلاحقه في فضاء غرفتها لتمسك به من حين لآخر وتحفظه كخير أنيس وأصبح العصفور الصغير صديقها المدلل
وفي أحد الأيام طلبت أماني من والدها أن يحضر لها قفصا . فكان لها ما أرادت جاء والدها ذات مساء حاملا معه قفصا لماعا ومذهبا يكاد لونه يضئ . أخذته أماني وشكرت والدها قائلة إنه قفص جميل جدا يا بابا .
تبسم والدها قائلا ليس في الدنيا قفص جميل يا ابنتي أنا لبيت رغبتك فقط
وضعت أماني العصفور في القفص وكل يوم تطعمه وترعاه حتى اشتد ولعها بالعصافير فأصبحت تقصد الحقول المجاورة كل صباح برفقة أخيها حسام وبعض الأصدقاء وكانوا يصطادون العصافير ثم يبيعونها للعم أبو محمد ولا يعرفون مصيرها لكنهم جميعا يظنون أنه يذبحها ويأكل لحمها ويبيع الجميل منها
ولكن العم أبو محمد كان رجلا وديعا وكريما ومتواضعا ويحب الخير ولطالما قصدته أماني لتستعير منه بعض الكتب فتقرؤها ثم تعيدها إليه
في أحد الأيام أخبرته بقصة العصفور الأحدب وكيف ساعدته واعتنت به حتى شفي من مرضه وكيف اقتنت له قفصا وشكت إليه أن العصفور قد قلت زقزقته منذ أن وضعته بالقفص .
فشكرها العم أبو محمد على ما قامت به من عمل جميل مع العصفور واقترح عليها أن تبيعه العصفور والقفص .
ترددت كثيرا أماني بادئ الأمر لأنها تحب عصفورها المدلل لكنها فكرت مليا وقالت : حسنا سوف أهبك العصفور والقفص بشرط أن تقوم برعايته وحمايته وألا تفرط به فأنت أكثر خبرة مني .
في اليوم التالي أخذت أماني القفص وبداخله العصفور وقصدت بيت أبي محمد فطمأنها بأنه سيفعل كل ما في وسعه لحماية العصفور وتربيته والحنان عليه
مضت أيام قليلة , وكان الشوق والحنين يراودان أماني الصغيرة لرؤية عصفورها إلى أن زارهم العم أبو محمد ذات ليلة بمنزل والدها ….
حيث ابتسم ابتسامة جميلة مملوءة بالحنان وهو يربت على كتف أماني قائلا لقد وفيت بوعدي يا ابنتي الغالية وحافظت على العصفور
فسألته مرتبكة متعثرة بكلامها ومتلعثمة : ماذا تقصد يا عمي ؟؟؟
فقال العم أبو محمد اسمعي يا ابنتي لقد كنت أشتري كل العصافير التي كنتم تصطادونها ثم أطلق سراحها … وهذا ما فعلته مع عصفورك الأحدب
أطلقت سراحه وهو الآن يطير بالجو مع العصافير سعيدا لأنه استعاد حريته
وأخذ يبتسم قائلا لقد جئتك بهذه القصيدة الجميلة اقرئيها وتأملي معانيها
تناولت أماني والورقة وأخذت تقرأها بصوتها الجميل :
خلقت طليقا كطيف النسيم , حرا كنور الضحى في سماه
تغرد كالطير أين اندفعت , وتشدو بما شاء الإله
وتمرح بين ورود الصباح , ونعم بالنور أنى تراه
وتمشي كما شئت بين المروج وتقطف ورد الربا في رباه
كذا صاغك الله يا ابن الوجود وألقتك في الكون هذه الحياة
فما لك ترضى بذل القيود , وتحني لمن كبلوك الجباه
في يوم من أيام الربيع الجميلة خرجت أماني الحلوة مع والدتها وبصحبة جارتهم وأبنائها بنزهة إلى الحديقة الكبيرة … ولعبت مع أصدقائها وصديقاتها وكانت نزهة جميلة جدا وأثناء تجولها في أرجاء الحديقة الكبيرة لمحت أماني عصفورا صغيرا يمشي بصعوبة ويبدو عليه التعب والألم .
حزنت أماني كثيرا من منظر العصفور ومدت يدها إليه و أمسكته بسهولة
وعند عودتهم للبيت أحضرت علبة من الكرتون وفرشتها ببعض المناديل الورقية ووضعت له بعض الماء وحبات من القمح اللين وأطعمته بيدها ووضعت العلبة في غرفتها حتى لا يخاف العصفور واعتنت به أياما حتى تعافى من مرضه وأصبح يستطيع المشي والطيران وكانت تلاحقه في فضاء غرفتها لتمسك به من حين لآخر وتحفظه كخير أنيس وأصبح العصفور الصغير صديقها المدلل
وفي أحد الأيام طلبت أماني من والدها أن يحضر لها قفصا . فكان لها ما أرادت جاء والدها ذات مساء حاملا معه قفصا لماعا ومذهبا يكاد لونه يضئ . أخذته أماني وشكرت والدها قائلة إنه قفص جميل جدا يا بابا .
تبسم والدها قائلا ليس في الدنيا قفص جميل يا ابنتي أنا لبيت رغبتك فقط
وضعت أماني العصفور في القفص وكل يوم تطعمه وترعاه حتى اشتد ولعها بالعصافير فأصبحت تقصد الحقول المجاورة كل صباح برفقة أخيها حسام وبعض الأصدقاء وكانوا يصطادون العصافير ثم يبيعونها للعم أبو محمد ولا يعرفون مصيرها لكنهم جميعا يظنون أنه يذبحها ويأكل لحمها ويبيع الجميل منها
ولكن العم أبو محمد كان رجلا وديعا وكريما ومتواضعا ويحب الخير ولطالما قصدته أماني لتستعير منه بعض الكتب فتقرؤها ثم تعيدها إليه
في أحد الأيام أخبرته بقصة العصفور الأحدب وكيف ساعدته واعتنت به حتى شفي من مرضه وكيف اقتنت له قفصا وشكت إليه أن العصفور قد قلت زقزقته منذ أن وضعته بالقفص .
فشكرها العم أبو محمد على ما قامت به من عمل جميل مع العصفور واقترح عليها أن تبيعه العصفور والقفص .
ترددت كثيرا أماني بادئ الأمر لأنها تحب عصفورها المدلل لكنها فكرت مليا وقالت : حسنا سوف أهبك العصفور والقفص بشرط أن تقوم برعايته وحمايته وألا تفرط به فأنت أكثر خبرة مني .
في اليوم التالي أخذت أماني القفص وبداخله العصفور وقصدت بيت أبي محمد فطمأنها بأنه سيفعل كل ما في وسعه لحماية العصفور وتربيته والحنان عليه
مضت أيام قليلة , وكان الشوق والحنين يراودان أماني الصغيرة لرؤية عصفورها إلى أن زارهم العم أبو محمد ذات ليلة بمنزل والدها ….
حيث ابتسم ابتسامة جميلة مملوءة بالحنان وهو يربت على كتف أماني قائلا لقد وفيت بوعدي يا ابنتي الغالية وحافظت على العصفور
فسألته مرتبكة متعثرة بكلامها ومتلعثمة : ماذا تقصد يا عمي ؟؟؟
فقال العم أبو محمد اسمعي يا ابنتي لقد كنت أشتري كل العصافير التي كنتم تصطادونها ثم أطلق سراحها … وهذا ما فعلته مع عصفورك الأحدب
أطلقت سراحه وهو الآن يطير بالجو مع العصافير سعيدا لأنه استعاد حريته
وأخذ يبتسم قائلا لقد جئتك بهذه القصيدة الجميلة اقرئيها وتأملي معانيها
تناولت أماني والورقة وأخذت تقرأها بصوتها الجميل :
خلقت طليقا كطيف النسيم , حرا كنور الضحى في سماه
تغرد كالطير أين اندفعت , وتشدو بما شاء الإله
وتمرح بين ورود الصباح , ونعم بالنور أنى تراه
وتمشي كما شئت بين المروج وتقطف ورد الربا في رباه
كذا صاغك الله يا ابن الوجود وألقتك في الكون هذه الحياة
فما لك ترضى بذل القيود , وتحني لمن كبلوك الجباه
وتسكت في النفس صوت الحياة القوي إذا ما تغني صداه
ألا انهض وسر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة
إلى النور فالنور عذب جميل إلى النور فالنور ظل الإله
صمتت أماني قليلا ثم أدركت سر العم أبو محمد وقصته مع العصافير
وحاجة الكائنات جميعا إلى الحرية بعيدا عن كل الأقفاص
حتى وإن كانت أقفاصا ذهبية جميلة
فالحرية ليس لها ثمن ولا يعدلها ثمن
وأخذت تقفز فرحة وهيا تغني مبتسمة وشكرت العم أبو محمد
ودمتم بكل الحب سالمين …….