جريدة الشرق الأوسط 27/04/2004
«لو علمت كل أم ماذا سيكون عليه حال طفلها عند احتضانه مرات متكررة يومياً لما فارق الصغار أحضان أمهاتهم».. هذه النتيجة توصلت لها إحدى الدراسات التي تؤكد أن احتضان الطفل 4 مرات في اليوم يؤدي الى المساهمة في تكوين شخصية طفل سوي، أما احتضانه 8 مرات فيعني تطويره لطفل مبدع، وإذا زاد العدد عن 8 مرات فهذا يعني أنه سيكون طفلا قويا مقاوما للصدمات.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مكتبة الملك عبد العزيز ضمن أنشطتها الثقافية لهذا العام، تحت عنوان «نحو مراهقة ايجابية»، التي استضافت فيها الدكتورة عادلة البابطين طبيبة نساء وولادة وخبيرة في التنمية الذاتية. وحذرت عادلة البابطين من الجفاف العاطفي في الأسرة ومن انقطاع لغة الحوار ودعت لضرورة تفهم الطفل والتعرف على فسيولوجية ومراحل تقدمه في العمر والتطورات التي ستطرأ عليه باقتراب مرحلة المراهقة، وبالتالي احتوائه في هذه المرحلة التي تبدأ ملامحها في الظهور مع صفات تلازم المراهق تدريجيا مثل التذمر ثم التمرد.
ومن هنا، والحديث للدكتورة عادلة، تكمن أهمية تفهم الأم للمراهق منذ الطفولة واستعدادها لتهيئة أجواء أقل متاعب من خلال التعرف على مميزات المراهق بعد التحولات التي ستعتريه، فهو بجانب تحليه بطاقة عالية يعتمد على ذاته ويشعر بمركزيته بين أصدقائه ويجنح عن الاستماع لأي نصائح متحلياً بالاندفاعية.
وعن أدبيات الحوار التي يفترض أن تتحلي بها الأم أوضحت عادلة البابطين أن اهمها: عدم توجيه النقد اللاذع أو اللوم والتقريع للمراهق على أخطائه أثناء الحوار، والتحلي بالصبر وطول النفس معه ومع أي مشكلات يتسبب في خلقها.
وتؤكد أن عدم فرض الكبار اراءهم على المراهق ومناقشته بهدوء وبصوت منخفض هو حقه الذي كفله له الإسلام، بجانب عدم إغفال احترام خصوصيته والابتعاد عن إحراجه بمناقشته أمام الآخرين.
وتقترح على الأمهات اكتشاف هوايات الأبناء والمساعدة في تنظيم أوقاتهم لاستثمارها بما يتواءم مع طاقات الأطفال والمراهقين، بالإضافة لأهمية أن تتعرف الأم على التقنيات الحديثة ومستجدات العصر وأن تكون هي مصدر تعليم أبنائها. بجانب أهمية الاقتناع بأن أي معاناة مع الأطفال والمراهقين تبدأ من خلال شعورهم بانعدام الإشباع العاطفي.
وأشارت في ختام الندوة إلى أن المراهق إذا شعر بافتقاد الحنان والاحتواء وغابت لغة الحوار عن الأجواء المنزلية فهو بالقطع سيبحث عن ذلك لدى الأصدقاء أو غيرهم وهنا يكمن الخطر.
من جانب آخر وفي ذات الأسبوع نظمت مكتبة الملك عبد العزيز عن التطوير الذاتي ندوة تحت عنوان «كيف نتغير نحو الأفضل»، ذكرت فيها الدكتورة عادلة البابطين أن التخطيط للحياة والرغبة في التغيير للأفضل يعد مهارة يفترض إتقانها.
ويبدأ ذلك، من خلال تحديد الأهداف التي تستدعي التغيير ووضعها بصورة تنسجم مع الذات وبحسب طاقة كل منا يفترض أن تكون الأهداف. وأكدت أنه من الضروري تفادي خلق فجوة الأداء من خلال عدم الطموح للمستحيل وان نختار أهدافا واقعية.
وعن ايجابية الاعتقاد وأهميتها أكدت أن الإنسان يتحرك وفقاً لاعتقاده وتلبية لقناعاته وأوضحت أن وراء كل حدث رسالة ايجابية ولذلك رسائل الناجحين والمتميزين تعتمد على تحويل المعنى السلبي إلى إيجابي.
وذكرت أن مؤشرات التغيير تتشكل في الإحباط والملل وكثرة المشاكل وتكرار الفشل وان دراسة أسباب المشكلة ثم وضع الحلول على شكل مراحل تؤدي لخطوات التغيير المرجوة.