كانت أسرة صغيرة تعيش في كوخ و سط الغابة حيث كان الأب حطاب و الأم ترعى الأطفال الصغار.
كل يوم في الصباح الباكر يخرج الأب للحطب و الأم تجني الخضار من بقعة أرضية قرب كوخهم..فتعد الطعام البسيط لأولادها أما رب البيت فلا يعود إلا عشية منهكا من جرّاء التعب.
لكن ذات ليلة إرتفعت حرارة الأب الحنون و ما بالأم إلا أن اهتمت به و غطّته بكامل الرعاية التي يستحقها كمعيل الأسرة و ركيزة الحياة الأسرية.
لا يزال الأب طريح الفراش..و لا قوت بالبيت..إستأذنت الأم من الأب بأن تخرج لتجلب الخشب عوضا عنه ..تردد الأب في اول الأمر لكنه لم يجد حلا آخر..
ذهبت الأم للغابة بدأت بقطع الأشجار بطريقة عشوائية و إذ بها تسمع حثيثا يقترب ..توقفت عن القطع لتنظر من و إذا بملك الغابة (الأسد) يظهر من بين الأشجار بمظهره الخلاب و هو بكامل شموخه..إرتعشت الأم من الخوف لأول وهلة .فما إن بدأ الأسد بالكلام حتى تلاشت مخاوفها..إستفسر الأسد عن سبب غياب حطاب الغابة و أنه من غير المعقول أن تأتي إمرأة لتحطب الخشب بهذا الشكل العشوائي المضر بالأشجار و بطريقته اللأّذعة في الكلام أخبر المرأة بأنها لا تصلح لمثل هذه المهام.
لكن عندما صرّحت الأم بضرورة الحطب للقوت سمح لها بذلك.
عادت الأم لكوخها محمّلة بزادها من الخشب ما إن دخلت الكوخ حتى تلقى لها زوجها سائلا عن سلامتها فأجابت بأن كل شيء على ما يرام إلا أن ذلك الأسد طويل اللسان و مغرور بنفسه ..
في أثناء هذا الحوار سمع الأسد كلام المرأة الغير مبالية و ما كان في نيته غير الإطمئنان على صحة الحطاب…عاد الأسد أدراجه و قد جرحه كلام الأم و مزق قلبه..
في صباح اليوم الموالي عادت الأم للغابة و جاءها الأسد فقال لها أن تأخذ سيفها و تضربه بين عينيه …إستغربت لطلبه لكن بعد إلحاحه خضعت لطلبه و ضربته كما أراد فنجم عن ذلك جرح انسكبت دماه على وجه الأسد الأشقر…
انسحب ملك الغابة بكل هدوء تاركا الأم تتابع عملها …عادت لأسرتها كسائر الأيام غير مبالية لما فعلت.
بعد مرور ثلاثة أيام أو أكثر رجع الأسد للمرأة و هي تقوم بعملها
ألقت عليه التحية و ردها عليها
ثم إستأنف قائلا… هل ترين الجرح الذي سببته لي في ذلك اليوم.
-قالت…لا,لا يوجد أثر له يبدو أنه شفي.
– قال الأسد الحكيم….تماما, لقد شفي الجرح بين عيني, لكن الجرح الذي سببته لي بكلامك لم يشفى بعد و لن يشفى لأنك طعنتني من الخلف.
ذهلت المرأة و جمدت في مكانها دون أي حركة او كلمة.
و بهذا فقد تعلمت المرأة من هذا الدرس ألا تحكم على أحد دون أن تعرفه و أن لا تتكلم بالسوء في ظهر الغيب.
قصة من وحي الخيال ترددت على مسامعي كثيرا و أنا صغيرة لكن بلغتنا العامية.
و حاولت أن أكتبها بلغتنا العربية ليفهمها الجميع .
و القصة موجهة للصغار خاصة .
أتمنى ان تعجبكم.