الحزن ليس مطلوبا شرعا , ولا مقصودا أصلا
د . عائض القرني
فالحزن منهي عنه في قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا } .
وقوله : { ولا تحزن عليهم } , في غير موضع .
وقوله : { لا تحزن إن الله معنا }
والمنفي كقوله : { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .
فالحزن خمود لجذوة الطلب , وهمود لروح الهمة , وبرود
في النفس , وهو حمى تشل جسم الحياة .
للقلب , وأحب شيء إلى الشيطان : أن يحزن العبد ليقطعه
عن سيره , ويوقفه عن سلوكه , قال تعالى :
{ إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا } .
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثه :
[ أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث , لأن ذلك يحزنه ] .
الذي يصيب النفس , وقد طلب من المسلم طرده وعدم
الاستسلام له , ودحضه ورده ومقاومته ومغالبته بالوسائل
المشروعة .
فالحزن ليس مطلوب , ولا مقصود , ولا فيه فائدة , وقد
استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
[ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ] .
فهو قرين الهم , والفرق بينهما : أن المكروه الذي يرد
على القلب إن كان لما يستقبل أورثه الهم , وإن كان مضى
أورثه الحزن , وكلاهما مضعف للقلب عن السير , مفتر
للعزم .
والحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش , وهو مصل سام
للروح يورثها الفتور والنكد والحيرة , ويصيبها بوجوم
قاتم متذبل أمام الجمال , فتهوي عند الحسن , وتنطفىء
عند مباهج الحياة , فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم .
ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع , ولهذا يقول أهل
الجنة إذا دخلوها : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } .
فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن , كما
يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .
فإذا حل الحزن وليس للنفس فيه حيلة , وليس لها في
استجلابه سبيل , فهي مأجورة على ما أصابها ؛ لأنه نوع
من المصائب , فعلى العبد أن يدافعه إذا نزل بالأدعية
والوسائل الحية الكفيلة بطرده .
فإن الحزن المحمود إن حمد بعد وقوعه – وهو ما كان سببه
فوت طاعة أو وقوع معصية – فإن حزن العبد على تقصيره
مع ربه وتفريطه في جنب مولاه : دليل على حياته وقبوله
الهداية , ونوره واهتدائه .
سبحانك يارب
شكرآ لكى أختى
معلومات قيمة وتستحق الشكر والتقدير
لكى ودى واحترامى
شكرآ لكى أختى
معلومات قيمة وتستحق الشكر والتقدير
لكى ودى واحترامى