لقد أوضحت الدراسات و الإحصاءات أن متوسط الانتشار العالمي لظاهرة الوزن الزائد بين الأطفال في تزايد مستمر من سنة لأخرى، ويرجع سبب ذلك إلى زيادة تناول الوجبات السريعة ذات المستوى العالي من الدهون والمواد النشوية، ولقد حذر المصطفى الكريم عليه الصلاة والسلام من الإفراط في الأكل عندما قال صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم "المعدة بيت الداء".
فمرض السكر له عدة أنواع:
النوع الأول: هو ذلك النوع المعتمد في علاجه على الأنسولين ويصيب الأطفال والكبار دون سن الأربعين، وسبب ذلك هو عدم قدرة البنكرياس لإفراز هرمون الأنسولين بسبب تحطم خلايا بيتا المفرزة لهرمون الأنسولين..
النوع الثاني: وهو نوع غير معتمد في علاجه على الأنسولين وهذا النوع يصيب الأشخاص البدناء سواء كانوا أطفالا أم كباراً، بمعنى أن أي طفل أو شخص بدين يكون عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر، وذلك بسبب ضعف البنكرياس لإنتاج الكمية الكافية من هرمون الأنسولين، وذلك بسبب ضعف حساسية مستقبلات الأنسولين في أنسجة الجسم المختلفة.
كيف يمكن الوقاية من مرض السكر عند الأطفال؟
حقيقة لا يوجد أي طريقة يمكن اتباعها للوقاية من النوع الأول من مرض السكر عند الأطفال، ولكن النوع الثاني وهو النوع المصاحب للسمنة فنعم يمكن الوقاية من حدوثه بالوقاية من السمنة بإتباع ما يلي:
النمط الغذائي: حيث إنه من الأكيد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات الحرارية بالرياضة واللعب والحركة يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم؛ وبالتالي يقلل من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين؛ مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكر، وبذلك فإن من أهم الخطوات التي يجب اتباعها هي تقليل نسبة السعرات الحرارية الموجودة في الأكل وخصوصاً الوجبات السريعة الغنية بالسكريات والدهون.
المشروبات الغازية: نظراً لأن هذه المشروبات ذات مذاق جيد ولا تعطي إحساساً بامتلاء المعدة فلا يشعر معها الطفل بالشبع، ولا ينتبه إلى كمية السعرات التي يستهلكها؛ وبالتالي فإننا ننصح الأطفال والكبار بالتقليل من شرب هذه المشروبات الغازية المحتوية على نسبة عالية من السكريات..
قلة النشاط والحركة: من المعروف أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص كثيري الحركة؛ ومما يلاحظ أن كثرة جلوس الأطفال أمام التلفزيون والبلاستيشن وأجهزة الكمبيوتر في الآونة الأخيرة أدت إلى قلة النشاط والحركة لديهم، وبالتالي زادت نسبة السمنة، وحتى نقي أطفالنا من السمنة والسكر (النوع الثاني) يجب علينا أن ننصحهم بزيادة الحركة، وكذلك توجيه المعلمين وخاصة في المدارس الخاصة إلى زيادة أوقات الأنشطة البدنية وزيادة حصص التربية الرياضية، وبالتالي يؤدي إلى بناء أجسام الأطفال بصورة جيدة ويحرق ما يتكون من دهون تحت الجلد ويزيد من السعرات الحرارية المفقودة، وبذلك ينقص الوزن ويقل انتشار البدانة أو السمنة وبالتالي تقل الإصابة بمرض السكر.
ما هي المضاعفات الأخرى للبدانة؟
قال صلى الله عليه وسلم "أصل كل داء البردة وهي التخمة" فالسمنة لها مضاعفات أخرى بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكر (النوع الثاني) كذلك لها مضاعفات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والتي تعتبر الأكثر شيوعاً في الوفيات في البلاد المتحضرة عند البالغين وكذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض المفاصل والأربطة.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} إن العلاج الأمثل للوقاية من مرض السكر "النوع الثاني" وأمراض القلب والشرايين والضغط هي الوقاية من السمنة، ولكي نقي أنفسنا من السمنة يجب اتباع ما أمرنا الله سبحانه وتعالى بعدم الإسراف في تناول الطعام والشراب وبهذا سبق القرآن العلم الحديث منذ أكثر من 14 قرناً إلى أهمية التوازن في تناول الطعام والشراب وحذر من أضرار الإسراف فيهما على صحة الإنسان ويتضمنهم بالتأكيد أطفالنا الأعزاء.