الفرق
ورد في كتاب " من بدائع العريفي " مجموعة من القصص ومنها القصة التالية:
ذكروا أن رجلا كان ذاهبا يوما إلى المسجد ليصلي الظهر ، وفي أثناء الطريق رأى رجلا واقفا على نخلة ، يخرص رطباً ، ويجمع الرطب ، والإقامة للصلاة قريبة بعد قليل ، فتضايق هذا الرجل الذاهب لصلاة الظهر ، فقال: أعوذ بالله لهذه الدرجة الدين ما يساوي شيء عندك ، أنت يا فلان واقف على هذه النخلة ، والإمام يقيم الصلاة بعد قليل ، فغضب صاحبنا وقال: يا هذا أنت ما سمعت الأذان ، قال: نعم سمعت الأذان ، فقال له صاحبنا: انزل يا **** ، فقال الرجل: أنا **** أنا سأعلمك أني **** وأخذ عسيب من النخلة ونزل فجرى صاحبنا إلى المسجد وخاف أن يضرب ، فلما جاءت صلاة العصر ، طبعا صاحب النخلة هذا نزل وصلى في بيته وتناول الغداء ونام له ساعة أو ساعة ونصف ، وطلع مرة أخرى ليكمل خرص الرطب وبينما هو يعمل ، وإذا بصاحبنا خارج ، ليصلي العصر ووجد هذا الرجل على النخلة نفسها يقطع ويخرص هذا الرطب ، والإقامة قريبة لصلاة العصر ، فجاء إليه واستعمل مهارات معه فجاء إليه ، وقال: السلام عليكم ، فرد عليه الرجل: وعليكم السلام وهو مشغول بهذا الرطب ، فقال له: عسى أن تكون الثمرة طيبة هذه السنة ، فقال الرجل: الحمد لله ، فقال صاحبنا: الله يبارك لك ويوفقك ويرزقك ، ويجزيك خيرا على وقفتك في هذه الشمس ، ويجعلك يا رب مبارك في ذريتك وعيالك ويعظم لك الأجر ، فقال الرجل في سرور: الله يجزيك خيرا آمين آمين.
فقال الرجل: ربنا يجعلك تربح إن شاء الله ، ثم قال له الرجل : ولكنك مع هذا التعب وهذه الشمس ، واليوم حار قليلا ، أظنك ما دريت وما علمت أنه قد أذن لصلاة العصر والإقامة بعد قليل ، عسى الله أن يجعلك في الجنة والنعيم أنت ووالديك ، فقال الرجل: والله جزاك الله خيرا على أنك ذكرتني بالصلاة ، والله يا أخي أنت أحسن من واحد جاءني الظهر ، ويقول لي: صل يا **** ، والله لو أدري من هو لأضربنه.
انظروا إلى الفرق في أثر أسلوب التعامل على الرغم من أن الغاية التي يسعى لها الرجل في الحالتين