في إنجاز طبي كبير، أعلن باحثون صينيون أنهم توصلوا لأسلوب علاجي جديد من شأنه أن يساعد الأزواج المصابين بمشاكل في الخصوبة أو بأعراضالعقم الجنسي على التنعم بالإنجاب، وأزاحوا النقاب في الوقت ذاته عن أنهم نجحوا في تصميم بويضات بداخل مبيضات السيدات المصابات بعقم. وقالوا إنه عندما يتم تخصيب تلك البويضات، يمكن وقتها إنجاب نشأ صغير يتمتع بحالة صحية جيدة. وأكد الباحثون أن هذا الأسلوب المبتكر يمنح شعاع الأمل من جديد للمرضى المصابين بالسرطان الذين يصابون بالعقم نتيجة تعرضهم للعلاج الكيماوي، وكذلك السيدات اللواتي يبلغن سن اليأس أو (انقطاع الطمث) وهن في مرحلة الشباب.
وأشار الباحثون إلى أن التجارب التي توصلوا من خلالها لتلك النتيجة بالغة الأهمية قد أجريت على مجموعة من فئران التجارب، وشددوا في السياق ذاته على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن يتم تعميمها على البشر. ومع هذا، فقد شكك مجموعة من الخبراء الإنكليز في النتائج التي خلص إليها هؤلاء الباحثين الصينيين. لكن الدراسة المهمة أوضحت أنها تمركزت على الخلايا الجذعية – التي تمتلك القوة على التحول إلى أنواع أخرى من الخلايا – والتي تقدم بدورها "مجموعة إصلاحية" للجسم.
وكشف الباحثون الصينيون عن أنهم قاموا بإزالة خلايا جذعية من مبايض الفئران التي أجروا عليها التجارب، ثم قاموا بإنمائها داخل المعمل
وبعدها قاموا بحقنها بداخل أنثى الفئران اللواتي يمتلكن مبيضات مصابة بالعقم، حيث تم تحويلهم إلى بويضات. وبعد تزاوج الفئران، ولدت مجموعة من الفئران ذات الحالة الصحية الجيدة، ويخطط الباحثون الآن لإجراء سلسلة من التجارب التي تهدف إلى خلق بويضات من الخلايا الجذعية التي تمت إزالتها من مبيضات السيدات. من جانبه ، قال دكتور جي وو – الباحث بجامعة شانغهاي جياو تونغ – أن الأسلوب الجديد قادر على استرداد الخصوبة بعد الطرق العلاجية الخاصة بالسرطان، بالإضافة لقدرته على معالجة العقم، بما فيها انقطاع الطمث المبكر.
وذكرت تقارير صحافية أنه يجوز – من الناحية النظرية – استخلاص خلايا جذعية من مبيض احدى السيدات، ومن ثم القيام بتنشئتها بداخل المعمل، وبعدها تجمد حتى الطلب. وهو ما يمكن أن يتيح للسيدات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة أن يحتفظن بفرصهن في الإنجاب دون أن يشعرن بقلق من تداعيات بلوغهن سن اليأس. كما أكد الباحثون على أن فهم آلية إفراز البويضات بصورة أكبر، أمر من الممكن أن يؤدي أيضًا إلى تصميم عقاقير دوائية جديدة لدعم الخصوبة، تلك الحالة التي تؤثر على زوجين من بين ستة أزواج.
وقد رحّب علماء إنكليز متخصصون في الخلايا الجذعية بالنتائج التي توصل إليها الباحثون الصينيون، غير أنهم حذروا من أن تلك المزاعم بحاجة لأن يتم التصديق عليها في مجموعة أخرى من المعامل الطبية. وقال البروفيسور روبين لوفيل- بادج، من المعهد القومي للأبحاث الطبية بلندن :" سوف يكون هذا البحث غاية في الأهمية إذا ما كان صحيحًا، وبخاصة إذا أصبح من الممكن تطبيقه على الإنسان". في حين نوه عزيم سوراني، أستاذ الاستنساخ بجامعة كامبريدج، إلى أن تلك الدراسة "المثيرة للغاية" تحتوي على "تفاصيل مرهقة
شكرآ جزيلآ