علمى ابنك قيمة المال
(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))
كم مرة يشاهدني ابني وأنا أسحب من ماكينة النقود، ويستمتع هو أكثر عندما يضغط بأصابعه على الرقم السري ويستلم المبلغ من الماكينة.
إن هذه العملية السهلة واليسيرة يراها الطفل ويعتقد أ ن هذا هو الجهدالذي يبذله الإنسان للحصول على المال ، ولا يعلم أن المسألة فيها صعوبة ومشقة فكم من الساعات والأيام والسنوات صرفها الوالدان من أجل هذه اللحظة التي يذهبان فيها إلى ماكنية الصراف وخلال دقيقة واحدة يسحبان جهد شهر كامل بل شهور؟
ويبقى السؤال المهم: كيف نربي ابناءنا على احترام المال وتقديره وحسن صرفه؟
-ينبغي عدم إظهار الغنى الفاحش للأبناء أثناء التسوق، حتى ولو كان الوالدان من الأغنياء.
-تدريب الأطفال على القاعدة العمُرية والتي ذكرها عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – «أَوَ كلما اشتيهت اشتريت؟» وهذه قاعدة مهمة تضبط شهوة الطفل في حب الشراءوالإسراف.
– عند اتخاذ القرار بالشراء ندرب ابناءنا على مقارنة الأسعار مع المطلوب شراءه وغيره من المنتجات مع مقارنة الجودة.
– مناقشة الأطفال عن المبلغ الذي سيدفع وهل هو مناسب مع حاجة المطلوب شراءه وميزانية الشهر؟
– عند اتخاذ القرار بالشراء لابد من مناقشة الطفل عن الوقت الذي ستعمر فيه هذه الحاجةواللعبة، وكم نسبة الاستفادة منها، وهل هي لسعادة لحظية أم مستمرة لأيام؟
– علمه الاعتزاز بالصدقة للفقراء والمساكين، وأن هذا المال أمانة في أيدينا
– عرض نماذج للأغنياء والفقراء وكيفية التعامل مع أموالهم، فنضرب لهم الأمثال ، ابتداء من قارون الذي يملك خزائن الأرض ، وأن الله خسف به الأرض بسبب عد م احترامه للمال،
– تعليم الأطفال أن يعملوا أعمالاً ولو بسيطة بمقابل مالي، ولو كانت هذه الأعمال منزلية كغسل الصحون وتنظيف المنزل أو ترتيب الغرفة حتى يشعروا بأهميةالحصول على المال مقابل الجهد.
– علمهم عدم صرف كل المبالغ التي حصلوا عليها من العيدية، وإنما يستثمرون جزءا منها.
– لابد من تعليمهم مبدأ الصرف على ماهو ضروري وأساسي أو الصرف على أمر كمالي ترفيهي، والتدريب على هذه القيم.
إذاً أموالنا لن تأتي بكميات سحرية أو نزلت علينا من السماء أو بأرقام سرية تضغط على الماكينة، وإنما جاءت بجهد وتعب وتفكير، وهذا هو المفهوم، فخيرالدراهم أكسب بطاعة الله وأخرج في حق الله.