هل تعرف ما معنى أن الله اختبرك بأبنائك؟
اختبرك: هل تثق في نفسك أنك أنت الذي تربيهم، أم تستعين به على تربيتهم؟؟
اختبرك: هل تقف عند بابه طالبًا منه متوسِّلاً إليه، أم تكون معتمد على نفسك، أم تتركهم وتهملهم تركًا تامًّا؟؟
لَمّا نقول:
(توكل على الله واستعين به)
هذا لا يعني بصورة أن تتركهم،
بل تعامل معهم بثلاث معاملات:
تكلم وأنت يائس أن يأتي كلامك بنتيجة -يائس أن يبلغ كلامك قلوبهم-، مُتيقِّـنًا أن الله هو الذي يقذف في قلوبهم كلامك.
تكلم وأنت لا تنتظر أن يتغيّر تصرفهم بكلامك، بل يُغير الله أحوالهم -ولو بعد حين- ويجعل كلامك سبب لتغيّرهم، ويكون في ميزانك، كلامك هذا يكون في ميزانك.
احرص على إبعادهم عن الفساد وعن أسبابه متيقنًا أن حِرصك ليس هو سبب حِفظهم إنما يحفظهم الله ، وتبرَأ ذِمَّتك.
يعني أنت كل تفكيرك مع الله الذي ابتلاك، تتكلم وما تتصور أن الكلام هوالذي سيأتي بنتيجة
لكني أتكلم من أجل أن أقوم بما يجب عليَّ، فَلَمّا ألقى الله أستطيع أن أدافع عن نفسي أني قلت قدر ما أستطيع.
‘من أجل هذا لا تيأسوا من الكلام
أما المرحلة الأولى في الحياة التي هي إلى سن "العاشرة" فهؤلاء استمتِعوا معهم بتكرار الكلام؛ لأنهم يستطيعوا أن يستوعبوا الكلام مهما تكرر
وبعد هذا لمّا يأتي ما نُسميه "بالمراهقة" هذه المرحلة
تكلم مهما صَدّوك، تكلم مهما ردّوك؛
لأن كلامك هذا من باب [التعبّد وليس من باب التسلية ]
يعني أنت تكلم وانصحهم وعِظهم
وقل لهم: قوموا للصلاة…
مِن أجل أن تتقرّب إلى "الله" بهذه الكلمات وليس من أجل أنَّ هذه الكلمات هي التي تأتي بالنتيجة
واصبر، ثم يجعل الله كلامك يثقب قلوبهم رحمةً بك وبهم.
تكلم وحتى لو وجدت أنهم لا يسمعون، تكلم حتى لو وضعوا أصابعهم في آذانهم!
تكلم لأن مسؤوليتك أن تتكلم، ليس مسؤوليتك أن تأتي بقلوبهم ما يأتي بقلوبهم إلاَّ الله، سيأتي بقلوبهم لكن الله يختبر تصبر أم لا تصبر اختبرك أنت.
من أجل ذلك كُن يائساً مِن «نفسك» وضَعْ كل رجائك من ربك، وانتظر الفرج، سيأتيك ولابُد؛ لأن الله وعد بهذا.
أ. أناهيد السميري
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق لك كل الود والاحترام |
||
جيل كله عاوز ضرب النار