من المكن تقليص احتمال الاصابة بسكتة دماغية عبر التعرف على بعض العادات المعيشية وتغييرها .
فإن كان إحتمال إصابتك بها مرتفعآ ، من شأن الأسبرين وعملية جراحية تهدف إلى استئصال بطانة الشريان السباتي أن يخففا من أثرها .
بالتالي ، في حال الإصابة بالسكتة الدماغية فمن شأن العلاج المبكر أن يقلص الضرر اللاحق بالدماغ والعجز الذي يستتبعه . واليوم 70% من الذين يصابون بسكته دماغيه يحافظون على استقلاليتهم ، 10 % يشفون تمامآ .
عند الاصابة بالسكتة الدماغية ، اطلب المساعدة الطبية على الفور تمامآ كما تفعل في حالة النوبة القلبية . فكل دقيقة تمضي بدون علاج يتزايد الضرر والعجز الجهدي . إن نجاح العلاج يعتمد على سرعة المباشرة به .
يشتمل الدماغ على 100 مليار خلية عصبية وعلى تريليونات من الوصلات العصبية . وبالبرغم من أن وزنه لا يتجاوز 2% من وزن الجسم ، إلا أنه يستهلك 70% من اوكسجين الجسم ومغذيات اخرى . وبما أن الدماغ لايستطيع تخزين هذه المغذيات كما تفعل العضلات ، فهو يحتاج إلى تدفق مستمر للدم ليعمل بشكل طبيعي .
وتحدث السكتة الدماغية حين يطرأ نقص على كمية هذا الدم وتُحرم الانسجة الدماغية من حاجتها منه . وبعد أربع دقائق من إنقطاع المغذيات الأساسية ، تبدأ خلايا الدماغ بالموت .
ثمة نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية :
– السكتة الإقفارية ischemic stroke
تنتج نسبة 80% من حالات السكتة الدماغية عن التصلب العصيدي Atherosclerosis وهو عبارة عن تراكم رواسب دهنية محتوية على الكوليسترول يدعى بـ " اللويحة " . ويؤدي نمو اللويحه إلى تخشين الجدار الداخلي للشريان . وقد يسبب هذا السطح غير المنتظم اضطرابآ في جريان الدم حول الرواسب – تمامآ كالصخرة في نهر جار – مكونآ خثرة .
عادة وبشكل مؤقت ، تشير الأعراض البسيطة التي تنتج عن الانقطاع في جريان الدم إلى نوبة إقفارية عابرة . وخلال هذه النوبة ، قد يطلق الجسم أنزيمات تذيب الخثرة بسرعة وتعيد الدم إلى جريانه الطبيعي .
– السكتة النزفية hemorrhagic stroke
يتعرض المرء لهذه السكتة حين ينفجر شريان في الدماغ ويسرّب الدم . فيتسرب الدم النازف من الشريان إلى الأنسجة المحيطة مؤديآ إلى تلفها . بينما ينقطع الدم عن الخلايا التي هي وراء التسرب أو التمزق لتتلف بدورها .
ويعتبر الورم الوعائي من أحد الأسباب المسؤولة عن السكتة النزفية . فمع التقدم في السن ، يتطور هذا الانتفاخ الموجود في نقطة ضعيفة داخل جدار الوعاء الدموية . والجدير بالذكر أن بعض الأورام الوعائية تنتج عن تأهب وراثي . غير أن السبب الأكثر شيوعآ للسكتة الدماغية النزفية هو إرتفاع ضغط الدم .
والواقع أن السكتة الدماغية النزفية هي أقل شيوعآ من السكتة الاقفارية ، إلا أن نسبة الوفاة ترتفع فيها . إذ تشير الإحصائيات إلى أن 50% من المصابين بالسكتة النزفية يموتون بينما تنخفض هذه النسبة إلى 20% لدى حالات السكتة الاقفارية . أما بالنسبة إلى حالات السكتة الدماغية بين الشباب الراشدين فهي نزفية بشكل عام .
هل يمكننا تفادي السكتة الدماغية ؟
يستحيل في الواقع تغيير بعض عوامل الخطر . غير أنه من الممكن السيطرة على بعض المؤشرات الأخرى بواسطة الأدوية وعبر تغيير بعض الأساليب المعيشية . وبما أن بعض هذه المؤشرات لا تسبب أعراضآ بالضرورة ، فقد لا تدرك بأنك تعاني منها .
عوامل الخطر التي يمكن التحكم بها هي التالية :
– ارتفاع ضغط الدم :
يعتبر إرتفاع ضغط الدم مسؤولآ عن 40% من حالات السكتة الدماغية . ويعتبر ضغط الدم مرتفعآ إن تجاوز الضغط الإنقباضي 140ملم زئبق والضغط الإنبساطي 90 ملم زئبق .
– التدخين :
يرتفع إحتمال إصابة المدخنين بالسكتة الدماغية إلى 50% أكثر من غير المدخنين .
– الاعتلال القلبي الوعائي :
إضافة إلى التصلب العصيدي ، فإن الحالات القلبية التي تشتمل على قصور القلب الإحتقاني ، نوبة قلبية سابقة ، اعتلال القلب و الصمام الحاد ، أو تبديل الصمام و الرجفان الاذيني ( وهو خفقان قلبي غير منتظم وسريع غالبآ ) تجعل الإنسان عرضة لسكتة دماغية .
– نوبة احتقانية عابرة :
قد لا تدوم هذه النوبة لأكثر من بضع دقائق مسببة أعراضآ بسيطة . إلا أن 20% من حالات السكتة الدماغية قد تعرضت مسبقآ لنوبة إحتقانية أو أكثر . بالتالي ، كلما زاد عدد النوبات الاحتقانية تعاظم خطر الإصابة بالسكتة الدماغيه .
– ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم :
يعتبر إرتفاع مستوى كوليسترول البروتين الشحمي الخفيض الكثافة في الدم من العوامل التي تزيد احتمال الاصابة بالتصلب العصيدي . بالمقابل فإن إرتفاع مستوى كوليسترول البروتين الشحمي الرفيع الكثافة يقلص من الخطورة لأن من شأنه أن يمنع تكوّن لويحات على جدر الأوعية الدموية .
الاعراض : اعرف المؤشرات الإنذارية :
إذا لاحظت واحدة أو أكثر من هذه المؤشرات ، أطلب طبيبك فورآ ، لأنها قد تشير إلى إمكانية حدوث سكتة دماغية أو نوبة إحتقانية :-
– ضعف مفاجيء أو خدر في وجهك أو ذراعك أو رجلك على جهة واحدة من جسمك
– اعتام فجائي أو ضبابية في الرؤية أو فقدان البصر في عين واحدة
– فقد القدرة على الكلام أو صعوبة في الكلام أو في فهم الكلام
– صداع مفاجيء شديد – حادث مفاجيء على نحو غير متوقع وبدون سبب ظاهر
– دوار غير مبرر أو تقلقل أو سقطة مفاجئة خصوصآ إذا كانت مصحوبة بأي من الاعراض الأخرى
بعض عوامل الخطر الخارجة عن السيطرة :
ليس بالإمكان طبعآ تغيير عوامل الخطر التالية . غير أن المعرفة بوجود الخطر ، قد تدفعك إلى تغيير طريقة معيشتك للتقليص منه :-
– التاريخ العائلي :
يتعاظم خطر الاصابة بالسكتة الدماغية إن كان أحد الأبوين أو الأخ أو الأخت قد تعرض سابقآ لسكتة دماغية أو لنوبة احتقانية . بيد أنه لم يتوضح حتى الان إن كان السبب وراثيآ أو عائدآ إلى أساليب حياة عائلية .
– السن :
بشكل عام ، يتزايد خطر السكتة الدماغية مع التقدم في السن .
– الجنس :
يعتبر احتمال الاصابة بالسكتة الدماغية أعلى لدى الرجل مما هو عليه لدى النساء حتى سن الخامسة والخمسين . بعد هذا السن ، ومع إنخفاض مستوى الاستروجين عند المرأة خلال سن اليأس يتساوى الخطر لدى الجنسين .
– العرق :
يعتبر السود أكثر عرضة للسكتة الدماغية من البيض . ويرجع ذلك جزئيآ إلى ارتفاع احتمال اصابتهم بارتفاع ضغط الدم و السكري
منقول