أصدرت منظمة الصحة العالمية في الفترة الأخيرة تقارير تفيد بأن نصف المجتمع السعودي معرضين للسمنة أو مصابين بداء السمنة، وذلك يدل على أن المجتمع السعودي يعاني من أزمة صحية حقيقية.
في البداية لا بد من تعريف السمنة وأسبابها وكيف التغلب على مثل ذلك للوصول إلى مجتمع صحي وخالي من الأمراض المصاحبة لهذا المرض.
تعريف السمنة:
يمكن تعريف السمنة بأنها زيادة في حجم الجسم 20% عن الحجم الطبيعي، حيث تتراكم هذه الدهون في مناطق مختلفة من الجسم أهمها الصدر والأرداف والخصر والبطن، ويكون ذلك نتيجة زيادة السعرات الحرارية المتناولة عن طريق المواد الغذائية والتي تحتوي (النشويات والدهون والبروتين ) وقلة النشاط البدني أو الحركي.
حيث مصادر الطاقة التي تمد الجسم كالنشويات تعطي طاقة للجسم من 40-50%، أما الدهون فتعطي الجسم طاقة 20-30 %، فيما يعطي البروتين طاقة من 10-20%، أي أن جرام واحد من النشويات يعطي 4 سعرات حرارية أما الجرام الواحد من الدهون فإنه يعطى 9سعر حرارية.
إذن لابد من التعرف على الأسباب التي تؤدي إلى السمنة ومن أهم الأسباب هي:
أسباب السمنة:
1- تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، والحلويات بأنواعها، وذلك لزيادة محتواها من السعرات الحرارية والكولسترول والدهون الحيوانية، التي تسبب تصلب الشرايين وامراض للقلب.
2-قلة المجهود الحركي والاعتماد على التقنية الحديثة كالسيارات ووسائل الترفيه.
3-الحالة النفسية واضطرابات النوم وعدم انتظام مواعيد الأكل والنوم.
4-الطفرة الاقتصادية والتحول الكبير في نمط الحياة من الريف إلى المدنية، وزيادة المدن الاقتصادية الكبيرة في مختلف مناطق المملكة.
5-الوراثة، والتي تعتبر من أهم الأسباب للإصابة بهذا المرض واختلال الغدد الصماء.
6-وقد يكون أحيانا الشخص مصاب بمرض معين يمنعه من ممارسة الرياضة، كالكسور وآلام المفاصل وعدم وجود أماكن مناسبة لممارسة الرياضة ورياضة المشي.
7- إتباع نظام غذائي غير جيد من غير إشراف طبي، كالذي ينشر في بعض الصحف والمجلات، والذي يركز أحيانا على نوع معين من الغذاء الذي يكون أحياناً مرتفع السعرات الحرارية.
8-الأكلات الشعبية والتي تشتهر بها مناطق المملكة لارتفاع محتواها من الدهون.
أمراض مصاحبة:
يترتب على زيادة السمنة أمراض خطيرة جدا كأمراض القلب وتصلب الشرايين وداء السكري والإصابة بأمراض خطيرة كسرطان الثدي وسرطان القولون. ومع زيادة الوزن قد يؤثر ذلك على العظام كآلالم المفاصل وسرعة ضربات القلب مع أقل مجهود يبذله الشخص، وضيق في التنفس. وتؤكد بعض الأبحاث أن السمنة ممكن أن تؤثر على الخصوبة والإنجاب لدى الرجال والنساء.
إذاً كيف يمكن التغلب على ذلك؟!
نصائح:
1-إتباع نظام غذائي متوازن: إذ يجب أن تحتوي الوجبة الغذائية المتناولة على البروتين والدهون والكربوهيدات بالإضافة إلى محتواها من المعادن والفيتامينات والأملاح، وزيادة نسبة الألياف في الوجبة الغذائية.
2- تنظيم أوقات الأكل والنوم وممارسة الرياضة بمعدل ساعة كل يوم، أو على الأقل 3 ساعات أسبوعياً بمعدل ساعة في اليوم الواحد، كرياضة المشي والابتعاد عن الضغط النفسي والتوتر العصبي.
3-استبدال الدهون الحيوانية بزيوت نباتية (كزيت الزيتون) في التحضير والإعداد.
4-استبدال المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بعصائر طبيعية/ والامتناع عن تناول الوجبات السريعة.
5-استبدال المشروبات كاملة الدسم بأخرى قليلة أو منخفضة الدسم ( الحليب – الألبان والأجبان).
6-تناول الخضروات والفواكه، والامتناع أو تقليل تناول الحلويات والمكسرات لارتفاع محتواها من الدهون.
7-في حالة وجود نحافة شديدة أو سمنة مفرطة، لا بد من زيارة الطبيب المختص ل‘جراء الفحوصات اللازمة ووضع نظام غذائي متوازن تحت إشرافه ومتابعته.
8-إصدار النشرات التثقيفية الدورية ونشرها في كافة وسائل الإعلام عن أسباب وأعراض السمنة، وكيفية التخلص منه.
هل أنا سمين؟
يمكنك الإجابة على السؤال بنفسك، عبر قياس السمة لديك. وهناك عدة طرق لقياس السمنة ولكن من أشهرها قياس مؤشر كتلة الجسم حيث يتم
حسابها على النحو التالي:
الوزن بالكيوجرام ÷ الطول بالمتر المربع
فإذا كان الناتج في حدود 18.5- 24.8 يكون وزن الشخص طبيعي.
أما إذا كان أقل من ذلك، فإنه يكون نحيفاً، وإن كان أعلى من ذلك، فإن الشخص هنا يعدّ سميناً، أو معرضاً للسمنة.