سرق ثعلبٌ سبع دجاجاتٍ صغيراتٍ ووضعها في قفص، وأغلق عليها الباب بمفتاح علّقهُ بسلسلة في رقبته.
وفي كلّ يومٍ كان يقدّم لهنّ طعاماً..، هيّا يا دَجاجات.. أُريد أن أراكن ريّاناتٍ سميناتٍ….، ويضحك الثعلب… ثم يلحس شفتيه بطرف لسانه..
كانت الدجاجات تبكي وترتجف خوفاً من رؤية الثعلب وهو جالس قرب القفص يتطلّع إليهن بفرح..
في يوم ما سمع بكاءَهنّ طيرُ الكناري، فأشفق عليهن وقال لنفسه: سأنقذهنّ.. فكّر الكناري وفكّر..، والتمعت في رأسه فكرة..، ثم ابتسم… وقف على غصن قريب من القفص وقال:
صباح الخير يا سيد ثعلب…
التفتَ الثعلبُ نحو الصوتِ..، ابتسم متعجباً وتساءَل..، عصفورٌ يسلّم عليّ!! غريب!! على كلٍّ..، أهلاً.. صباح الخير يا عصفور..، ماذا تريد؟!
عفواً سيّد ثعلب، أنا كناري..، طير الكناري..
آه.. كناري!! طيّب..، وماذا تريد يا كناري؟
جئتُ أُغنّي لكَ..، أريد أن أدخلَ السرورَ إلى نفسك
تُغنّي لي!!.. حسناً.. هذا جميل منك.. غنّ ما شاء لك أن تغنّي، ولكن حبذا يا كناري أن تقترب مني كي أسمع صوتك جيداً..
أوه يا ثعلب! دعني أبقَ في مكاني لأسباب فنيّة..
راح الكناري يُغنّي…، أرسل أنغامه الهادئة العذبة… واستمرَّ في الغناء.. ورويداً رويداً دبَّ النعاسُ في عينيّ الثعلب، فأغمضَ جفنيه، ثم انطرحَ على الأرض.. وراح في نومٍ عميق وشخير عالٍ..
ابتسم الكناري وتوقّف عن الغناء، وهمس لنفسه: لقد فعل الغِنَاءُ فعله.. اقترب من الثعلب بحذر، نقر رجله..، ونقر أذنه ليتأكدَ من نومه..
لقد راح الثعلبُ في نومٍ عميق… لا شكَّ في أنه يتمتع بحلمٍ لذيذ..!!
ابتسم الكناري مرّة أخرى.
وبهدوء سحب المفتاح من رقبة الثعلب..
وبهدوء فتح باب القفص..
وبهدوء قال للدجاجاتِ: هيّا اخرجنَ بسرعة..
وبهدوء تسللتِ الدجاجاتُ بعيداً عن القفص والثعلب مستمرٌ في نومه وشخيره..
امتلأ وجه الكناري فرحاً..، وطار بعيداً بعد أن نجح في مهمته..
لا ندري متى استيقظ الثعلب من نومه، وماذا فعل!؟ لكن عصفوراً حدّثنا بعد أيامٍ قائلاً.
رأيت ثعلباً في حالةِ هياجٍ وهو يضربُ قَفصاً فارغاً بِكفّهِ ويصرخُ بأعلى صوتهِ:
كناري يخدعني!! عصفور يخدعني!! متى كان ذلك يا معشر الثعالب!!؟
وبكل هدوء أجابه صديقهُ الثعلبُ الواقفُ بقربهِ:
حينما يكون الثعلب مغفّلاً مثلك..
جزاكي الله كل خير و بارك بك