مستحضرات علاجية من التفاح والشاي الأخضر والتوت والرمان
* شيخوخة وجه المرأة
* هذا ولا يزال الوسط الطبي يجهل الكثير من المعلومات الصحيحة حول شيخوخة الجلد، والعوامل المؤثرة عليها، سلبا أو إيجابا. وعلى سبيل المثال، نشرت مجلة الجراحة التجميلية Aesthetic Surgery Journal الصادرة بالولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دراسة الباحثين من المركز الطبي لجامعة أوترشت في هولندا حول اختلاف شيخوخة الوجه فيما بين الرجال والنساء. ومفاد هذا الاختلاف هو أن النساء عند التقدم في العمر، يُصبن أكثر، وبشكل أعمق، بالتجاعيد في المنطقة المُحيطة بالفم perioral area.
وعلل الباحثون ذلك بالتأثيرات الإيجابية على تماسك جلد الوجه لدى الرجل بفعل توفر بصيلات الشعر hair follicles والغدد الدهنية sebaceous glands والغدد العرقية sweat glands والشعيرات الدموية، حول منطقة الفم لدى الرجل، وخاصة في المنطقة المُحيطة بالشفة العليا upper lip. وهو ما رأوه عاملا مساعدا على قوة ترابط الجلد مع العضلات المحيطة بالفم وبقية الأنسجة الضامة والكولاجين في تلك المنطقة.
وعلق الدكتور فؤاد ناهي (Dr. Foad Nahai ) ، جراح التجميل في أتلنتا بولاية جورجيا الأميركية ورئيس تحرير مجلة الجراحة التجميلية، بالقول: طالما كان لدينا انطباع بأن جلد الرجل لا يشيخ بالسرعة التي تحصل لدى المرأة. وما لم نكن نعلمه هو ما قدمته لنا هذه الدراسة الجديدة، بأن أحد أسباب ذلك تدني عدد الغدد العرقية والدهنية في تلك المنطقة لدى النساء. وهذه الغدد تُنتج الدهون لتُحافظ على نضارة البشرة ونعومتها وتحميها. بالإضافة إلى هذا عرض الباحثون تأثير تدني نسبة هرمون إستروجين estrogen الأنثوي في مرحلة ما بعد بلوغ سن اليأس، وذلك من جوانب بطء التئام الجروح وتدني إفراز الدهون على طبقة الجلد الخارجية. وهو ما لُوحظ تأثيره الإيجابي لدى النساء اللواتي تلقين العلاج الهرموني التعويضي، من نواحي تدني نشوء خطوط التجاعيد، بالمقارنة مع النساء اللواتي لم يتلقين ذلك العلاج الهرموني في فترة ما بعد بلوغ سن اليأس. ولكن مما يُلاحظ أن الباحثين في الدراسة لم يتطرقوا إلى تأثيرات تطال عظام الوجه والفك. وهذه التغيرات في انكماش الكتلة والشكل العظمي للوجه تترك تأثيرات على شد جلد الوجه وتماسك كتلته.
* عوامل ظهور التجاعيد
* وأعاد الدكتور ناهي التذكير بفوائد تجنب التعرض لأشعة الشمس والامتناع عن التدخين والحفاظ على رطوبة البشرة، كوسائل ناجحة في تخفيف احتمالات ترهل جلد الوجه وشيخوخته. والحقيقة أن ثمة مجموعة من العوامل البيئية والسلوكية التي تُسرع في نشوء تجاعيد الجلد وظهورها. ووفق ما يقوله الباحثون من مايو كلينك فإن التعرض لأشعة الشمس وعدم استخدام دهانات (كريمات) الوقاية منها، والتعرض للجفاف، وعدم الحرص على إعادة ترطيب البشرة، والتدخين، هي أهم العوامل تلك. ومما يُؤيد هذه النصيحة، تلك الدراسة الصادرة ضمن عدد ديسمبر (كانون الأول) الماضي من مجلة أرشيفات طب الجلدية Archives of Dermatology للدكتورة كاثرين مارتريز وزملائها الباحثين من كلية كيس وسيترن ريزيرف للطب (Case Western Reserve Medical School ) في كليفلاند بالولايات المتحدة. التي وجد الباحثون فيها بأن الزيادة في وزن الجسم وعدم استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس sunscreen والتدخين، كلها عوامل تزيد من نشوء شيخوخة الجلد. وأثبت الباحثون صحة هذا عبر دراستهم للتوائم twins المتطابقين في صفات الجينات الوراثية.
وتحديدا قال الباحثون: إن 40 في المائة من التغيرات الجلدية المُصاحبة للشيخوخة لا علاقة لها بالوراثة، بل هي بسبب التعرض لعوامل بيئية أو سلوكية. ووفق ما قاله الدكتور جيفري صولومن، جراح التجميل بجامعة يال الأميركية، الدراسة الجديدة التي تناولت التوائم المتشاركين في الجينات الوراثية، أثبتت بشكل واضح تأثير تلك العوامل البيئية والسلوكية على شيخوخة الجلد.
* تفاح سويسر ي نادر*
وقدم الباحثون السويسريون منتجا مصنوعا من التفاح، كوسيلة للتخفيف من علامات *****وخة في الجلد. والتفاح الذي استخدم هو من ثمار نوع نادر من أشجار التفاح السويسري، يُدعى Uttwiler Spatlauber apple. وكان هذا النوع من التفاح قد بدأ يلفت أنظار الباحثين بعدما لُوحظ أن ثماره تستطيع البقاء لأشهر عديدة دون أن تتلف. وذلك نتيجة لقدرتها على إصلاح أنسجتها التي تعرضت للتأثيرات البيئية المحيطة، وبالتالي حفاظها على نضارتها وحيويتها لفترات تفوق تلك التي يُمكن للتفاح العادي البقاء فيها، وخاصة النوع الشائع المُسمى علميا Malus Domestica. وتبين لفريق البحث بقيادة الدكتور دانيال شميدت، أن ثمة خلايا جذعية Stem Cell مميزة في طبقة قشرة التفاح النادر، تُمكنها من بناء أنسجة جديدة وطازجة عند التعرض للتلف بفعل العوامل البيئية.
وهذا التفكير العلمي للباحثين السويسريين مبني على الاستفادة التطبيقية من تقنية تكنولوجيا علم النبات phyto-technology. في جانب التئام الجروح النباتية botanical wound healing.
وسبق لمجلة «صحتك» بـ«الشرق الأوسط» أن تطرقت إلى مواضيع مماثلة في كيفية استفادة علماء البحث الطبي من تفاعلات النباتات مع ضغوط الظروف البيئية، وخاصة زيادة إنتاج بعض أنواع النباتات لكميات عالية من مادة الأسبرين خلال تعرضها لظروف بيئية قاسية أو بُعيد تهتك فرعها وأغصانها بفعل أكل الماشية منها خلال عملية الرعي. وتمكن الباحثون، من معهد علوم الجلد بسويسرا Institute of Skin Science، من استخلاص تلك المواد من الخلايا الجذعية الموجودة في التفاح النادر. وتمت التجارب على هذا المصل النباتي الجديد Stem Cell Power Serum، التي أثبتت جدوى تلك المادة في تنشيط عمليات الترميم للخلايا البشرية والنباتية.
* الضوء والشاي الأخضر
* وذكر الباحثون الألمان في دراستهم الجديدة أن العلاج بالضوء يُستخدم منذ أكثر من 40 سنة في تسريع التئام الجروح. وتم في السنوات القليلة الماضية الاستفادة من نوعية عالية الشدة من الضوء الذي يُنتج بطريقة إصدار الضوء بصمامات ثنائية إلكترونية light-emitting diodes (LEDs). وأثبت استخدام هذه النوعية من الضوء فاعلية في تقليل تجاعيد الجلد حينما تُسلط على الجلد يوميا ولمدة بضعة أشهر. ولكن ما لُوحظ أيضا كنتيجة لتسليط هذه النوعية من الضوء على الجلد، هو ظهور مركبات كيميائية تحتوي على الأوكسجين، وذات تأثيرات ضارة بالخلايا. وفي محاولة لمنع انبعاث هذه المركبات، استخدم الباحثون أحد أنواع مُضادات الأكسدة antioxidant القوية، وهي مادة «إبيغالوكاتيشين غالات» epigallocatechin gallate ، التي تُستخلص من أوراق الشاي الأخضر. وجرب الباحثون علاج تجاعيد جلد الوجه لدى الإنسان، عبر وضع المادة المُستخلصة من الشاي على الجلد، ثم تُسلط على الجلد تلك النوعية العالية الشدة من الضوء. وتم الاستمرار في العلاج بهذه الطريقة لمدة شهر، أي حوالي عُشر المدة الزمنية لاستخدام الضوء الشديد وحده. وكانت النتيجة تدنيا في مستوى بروز التجعيد، وقصرا في طول أودية التجعيد الجلدي، وظهور البشرة بشكل أكثر قربا من بشرة الصغار في السن.
* الفراولة والرمان
* وضمن فعاليات مؤتمر «التجارب الحيوية» Experimental Biology الذي عُقد في أبريل الماضي بنيو أولينز في الولايات المتحدة، طرح الباحثون من كوريا الجنوبية نتائج تجاربهم المثيرة للاهتمام حول دهن البشرة بمادة «حمض إلاغيك» ellagic acid ، في منع حصول تلف كولاجين collagen الجلد. وبالتالي تعمل هذه المادة الطبيعية المستخلصة من الفراولة والرمان، على تقليل احتمالات الإصابة بتجاعيد الوجه جراء التعرض للأشعة فوق بنفسجية القادمة مع ضوء الشمس.
وأشار الباحثون من جامعة هاليام في كوريا إلى أن تلف الكولاجين يحصل نتيجة التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية. و«حمض إلاغيك» هو أحد المواد المضادة للأكسدة. أي مادة تُعطّل عمل المركبات التي تحتوي على الجذور الحرة للأوكسجين. ومعلوم أن تلك المركبات الضارة تنشأ في الجلد نتيجة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية. وقام الباحثون بتجربة استمرت ثمانية أسابيع، تم في تتبع ومقارنة تأثير دهن الجلد بـ«حمض إلاغيك» أو عدم دهنه به، قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وبالنتيجة لاحظ الباحثون أن هذا الأسلوب العلاجي يُقلل بشكل واضح من نشوء التجاعيد، عبر خفض عمل أنزيم «إم إم بي»، وعبر أيضا خفض نشاط مركبات «آي سي إيه أم».