قال حكيم
سألني رجل ذات يوم :
مامعنى امرأة ..؟
… …
فابتسمت وقلت : هي لوح من زجاج
شفافة فترى دواخلها
إن مسحت عليه برفق زادت لمعته
ترى فيه شيء من صورتك
وكأنها تخفي صورتك داخلها في خجل
إن كسرته يوماً يصعب عليك جمع أشلائه
وان جمعتها لتلصقها بانت ندوبه
وفي كل مرة تمرر يدك على الندب ستجرح يدك
هذه هي المرأة .. فلا تكسرها..
الراجل عامل زي كوباية الشاي
..
..
متبقيش عامله زي البسكوته وتدوبي فيه وساعتها هيدور علي بسكوته تانيه
..
..
خليكي زي رغيف العيش الفينو مبيطلعش غير و هو شافط الكبايه كلها
قالت لهُ…
أتحبني وأنا ضريرة…
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة…
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة…
ما أنت إلا بمجنون…
أو مشفقٌ على عمياء العيون…
قالَ…
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي…
ولا أتمنى من دنيتي…
إلا أن تصيري زوجتي…
وقد رزقني الله المال…
وما أظنُّ الشفاء مٌحال…
قالت…
إن أعدتّ إليّ بصري…
سأرضى بكَ يا قدري…
وسأقضي معك عمري…
لكن..
من يعطيني عينيه…
وأيُّ ليلِ يبقى لديه…
وفي يومٍ جاءها مُسرِعا…
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا…
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا…
وستوفين بوعدكِ لي…
وتكونين زوجةً لي…
ويوم فتحت أعيُنها…
كان واقفاَ يمسُك يدها…
رأتهُ…
فدوت صرختُها…
أأنت أيضاً أعمى
وبكت حظها الشُؤمَ…
لا تحزني يا حبيبتي…
ستكونين عيوني ودليلتي…
فمتى تصيرين زوجتي…
قالت…
أأنا أتزوّجُ ضريرا…
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا…
فبكى…
وقال سامحيني…
من أنا لتتزوّجيني…
ولكن…
قبل أن تترُكيني…
أريدُ منكِ أن تعديني…
أن تعتني جيداً بعيوني…