تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عامان لم تطلع علينا الشمس

عامان لم تطلع علينا الشمس 2024.

ياوجَعي الضَائع ، عَلمنَي ألّا اشتَاق

.


.


.

حينَ رأيتُك تَبكَي للمَرة الأوَلَى ،


قَررت ان اكتُبك ، لأبكَيكَ دهرَا ،


ولَو عَلمت انَك تَقرأ كتاَبتَي لأعتَزلتُ الكَتابه ،

،

صمَتُ ، و صَمت ، وصمَت ، واشَياء كَثيرَه لا تَصلح للكَلام ،


واشَياء يُبكَيك جَدالَها او الصمَت عنَها ، كـ عَينَاك مثلاً


واشَياء اخَرى ، الصَمت من طقَوسها الواَجبه ، كالبكَاء علَى جُثمَان المَاضَي المُتعفن


لَماذَا الصَمت ؟


لأنَ الحَديث مُستَهلك ورَخيص وشَاق ايضَاً ،


لأن الصَمَت يَصلُبك في ذاكَرتي ولا يُصاَدرك إليَهم ،


لأن الصَمت عَنك فَضيلَه ، والحَديث عَنك غَير عَفيف ، ومُبتذل


لأنَ حُنجرتَي تآكَلت مُذ غَابت الاجَابات ، وجَف الكَلام ،

،

ثَمة كَثيرُ مَن الحُزن فِي صوَت اُنثى لا تَصلحُ للحُب ،


كَان حُبكَ مرآتَها التَي لَم تَكذب ،


وخَيبتَها الأولَى ، وقَوتها الأوَلى ، و عنَفوانَها الأسَبق


ونَذورهَا / آمَالٌ شَاهَقه ، لا تَطالهَا يَدُها القصيره ،


وجَدتك في كُل الاشَياء المُتبعَثره حوَلي ، وجَدتُك في الموسيَقى والحديث وحَتى الأحَلام


وحَينمَا تخَلصت منَها جمَيعها ، وجَدتك مُتشبثاً في كَفي


يا داَءً لا يُستَئصل عَن بضعَي ، كيفَ انت ؟!

،

رأَيتُك تَبكَي نَسيَاني ،


تَلم حَقائبَك المخَذوله ،


وبَعضاً من احاديثنَا الرثه ، وتَقطع اخَر تذكَرة للَسفَر ،


تُثير تَلك الأنُثَى ذهوَلك بهامَتها التَي لَم تنحَني ، وكَفها التَي لَم ترتَجف في حَضَرة غيابكَ


تُديرُ لك ظهرَها عامَان ، لتُكتبَكَ سرَاً ، وتَبكَيكَ دهرَاً ،


وفِي يمَينَها حكَايا كَثيرَه ، وعلَى الرَصيَف تَساَؤلات يقطعَها الشَك


والمَقاعد التَي كَانت تُشاركَني بك قد تحَدب ظهرُها في انتَظار الآتي


و ذاكَرتي تضَج بِك ، تُنازعَني عَلى نفَسي ، وانتَ منَي ،


فأفضُ الاشَتباَك واعَقد مَعها هُدنَة لـ تأجَيل الحَديث الذَي لا ينتَهي بَك


فتخوَن عَهدَها، وتركَل قلَبي حَين يُذكَر اُسَمك ، وتُشهَر بلقَطاتَك التَي توَهَمت نسيَانها


وتُخبئ لك صورَة تَضَعُها في مُنتصف عيني ،


لتُشاَرك وجَوههَم ، وتجَاورَهم حَين اتحَدث مَعهم

،

عَامان لَم تطَلع علَينا الشَمس ،


مُذ غَفت قُبلتَك على وجَعي وتأخَرت الحَياه ،


مُذ اصَبح الشَتاء فيها كثيفَاً ،


واللَيل اطَبق جنَاحَه علَينا حتَى استَراح ،

عَامَان ، لَم يَكُن طعَم الحَلوى كمَا كَان من قَبل


والنَوم اصَبحَ نَزالاً فِي سَاحَة الأحَلام التَي تسوَقك إلَيَّ تباَعَاً


فأصََحو بملَيء عاَطفتَي وحنَيني إليَك ،


عَامان ،


وركنٌ قاَحل فِي داَخلي لَم يَذق المَطر ،


ومَدينَة معمَوره آلَت للَسقوط

،

هَل جَربتَ اَن تَهرب مَن نَفسك ؟ !


تَلك مَعركَة لا يخَوضَها الا الأبطَال من الضعَفَاء ،


اُهرب مَاشئت من الحَياة والحُب والنَاس والحَظ التَعيس ،


فَتلك شؤون صغَيرَه ، لا تَدعَو للَقلق ،

ولَكَن ان تَهرب مَن نفَسك ، ذَلَك يعنَي انَك انَا ،


لا تَخشَى فِي الحَياة شئياً سوَاَها ،


تَقتُل الحُب في مَهدَه رضَيعَاً بجَنونَها ، ثَم تحَضن برَاءته ابد الدهَر


تُنَازع المَاضَي عَن نَفسَها ، وتغَار علَيها ، كَـ غَيرَة رجَل عَلى اَهل بيَتَه


تمَقت الاقتَراب والالتصَاق والاسَئلة ، تُحب نُبل الغُرباء ، وصَمت الغُربَاء ، وغَموض الغَرباء


تَبحَث فِي الجَوار عَن قلبَها الضَائع فلا تجَده ،


تُكثف البَحث في حَقيبة جارَتها و جَيب صديقتها ولا تجَده


تكَتب الرسَائل للمجَهولين ، و تلَقيها للَبحر


تُخاطب أهَل السمَاء كثيراً ،


وتُطيل النظر الى هناك حيث يسمَعها الله .. الله فقط

،

واللَهِ مادَق النسَيان إلَيَّ باباً الا وجَدَهُ مُحكَمَ الإغلاَق


اقرَأ الحُب في صُحفي واوراقي ، واذوق مرَارتَهُ في قهوتَي


وأُطوقه كالعِقد المُذهّب في عُنقَي ، فكَيفَ انسَاك ؟!


كَيف صَدقتَ كِذبتي الضَعيفه ، وانَتَ من علَمنَي كَيفَ اكَذب ،


كَيف لَم استَطع استَرداد قَلبي مَنك ، وانَا التَي تسَرق منَك قُبلات كَثيره في غَفوتِك


كَيف لَي ان اُمَارس الامَومَه مع المَاضَي وانا التَي لا تُحَسن اسكَات الصَبيه الثرثارين ،


كَيف تُحسن احتَلالي ،


وقَد مَر عامَان منُذ عَهد التحَرير مَنك ، ولَم اتحَرر حتَى من اورَاق حَلواك الفارغه

ياوجَعي الضَائع ، عَلمنَي ألّا اشتَاق

رااق لي فاصبح هنا


لصمتي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.