ارتفع صوت محرك قارب الصيد القديم في وسط مياه البحر الزرقاء، وألقى الصيادون شباكهم فخرجت محملة بعدد كبير من الأسماك الجميلة والغريبة الشكل، فتعجب الصغير أحمد بن الشيخ حسن كبير الصيادين وحدث والده قائلاً:
– هل تعرف أسماء هذه الأسماك يا ولدي؟
ضحك الحاج حسن وهو يقول:
نعم يا بني أعرفها كما أعرفك، وأنت أيضاً قريباً ستعرف كل شيء عنها عندما تكبر، لأنك ستصبح صاحب هذه المركب من بعدي، ويجب أن تتعلم كل شيء عن الأسماء من الآن..
ابتسم أحمد من حديث والده الذي أمسك أحد الأسماك الكبيرة وهو يقول:
– انظر يا أحمد إن تلك السمكة اسمها سمكة أبو سيف، وهي كبيرة الحجم كما ترى، وستجد في البحر أحجام كبيرة جداً منها، وهذه السمكة هي في الحقيقة سمكة عادية جداً كأي سمكة أخرى، ولكن نمت عظمة فوق شفتها العليا وأصبحت كالسيف، وهذه العظمة تساعدها في السباحة وفي صد الأعداء عنها.
فأشار أحمد إلى سمكة أخرى قائلاً:
– وهذه ما هي ؟!
نظر الحاج حسن تجاه السمكة وهو يقول:
– إن تلك السمكة ذات الأسنان الحادة هي سمكة القرش وهي من الأسماك التي يخشاها الصيادون لأنها تدمر الشباك وتأكل معظم الأسماك الموجودة بالشبكة ولكنها الحمد لله لم تفعل ذلك في شبكتنا اليوم، وسمكة القرش هذه عدة أنواع، فمنها ما هو كبير الحجم جداً ويصل طوله أكثر من عشرة أمتار ويسمى القرش النمر.. وسبحان الله بالرغم من ضخامته تلك إلا أنه لا يأكل اللحوم، ويتغذى على الطحالب، وهناك أنواع أخرى من سمك القرش صغيرة جداً تصل إلى ربع متر وعلى الأكثر نصف متر..
وتعيش في قاع البحر حيث تدفن جسمها في الرمال وتلتهم أي سمكة تقترب منها..
ويوجد بالبحر أكبر مخلوق على سطح الكرة الأرضية وهو الحوت الأزرق..
تعجب أحمد وهو يقول:
كيف ذلك يا والدي إنني رأيت الفيل ولا أتخيل أن هناك مخلوقاً أكبر منه!!
تبسم الحاج حسن وهو يقول:
– إن حوتاً واحداً من الحيتان الزرقاء يزن حوالي عشرة أفيال مجتمعة..
– ويوجد في البحر حيوان الدولفين وهو صديق للإنسان فهو ينقذه إذا ما أشرف على الغرق، ويظل يسبح به إلى أن يخرجه إلى الشاطئ.. فسبحان الله…
تكلم أحمد بصوت عالٍ قائلاً:
– انظر يا أبي هناك عنكبوت كبير في الشبكة ضحك الحاج حسن من كلام ابنه، وزبت على كتفه، وهو يقول:
– يا صغيري إن ما تراه هو الإخطبوط وهو نوع من أنواع الأسماك أيضاً ولكن لا يمتلك هيكلاً عظيماً، وبالتالي تجده رخواً وليس له شكل محدد…
نظر الحاج حسن إلى ولده وهو يقول:
– أتدري يا صغيري أن أم الإخطبوط تستحق أن تنال جائزة في عيد الأم..؟!
تبسم أحمد وهو يقول:
كيف ذلك يا أبي؟!
– إن أنثى الإخطبوط عندما تضع بيضها لا تخرجه من جسدها كباقي الأسماك ذلك لأنها لا تخشى أن يموت صغارها، ولكنها تحتفظ بالبيض في بطنها، وبالطبع تخشى أن تأكل حتى لا تلوث البيض.. فتظل صائمة عن الطعام مدة طويلة حتى يفقس البيض وتخرج الصغار وبالطبع تكون الأم قد تعبت كثيراً، وفي النهاية فإنها تموت..
تعجب أحمد وقال:
– سبحان الله يا لها من تضحية فعلاً.. حقاً يجب أن يتعلم الإنسان من الأسماك ومن كل شيء…