يقول الشاعرأمادو نرفو : في كل ساعة من ساعات النهار ، يمكنك ان تجود بشيءقد يكون ابتسامة .. وقد يكون يدا تمدها للمصافحة .. أو كلمة .. تقوي بها من عزم الآخرين .
ونحن حينمانتكلم عن أبنائنا الذين يمرون بمرحلة المراهقة ، علينا ان نضعفي الاعتبار – قبل الخوض في أي حديث عنهم ، بأنهم أفراداعتياديون مثلنا مثلهم . لهم عقولهم التي يفكرون بها ويميزون ،ولديهم المشاعر والأحاسيس ، وعندهم الطموح والتمني والأمل . وهم يحاولون ان يثبتوا لآبائهم وأمهاتهم ومدرسيهم أنهم بشر . وما علينا نحن إلا إبداء النصح لهم دون إلزام ، والمفترض بناكآباء وأمهات ان نكون قد أنشأناهم منذ طفولتهم ووجهناهموأرشدناهم إلى خير المسالك وأفضل السلوك بالتربية الحسنةالفاضلة ، بحيث يميزوا عند وصولهم مرحلة المراهقة ، الصالح منالقبيح ، والخير من الشر ، والمفيد من الضار !
لكن ، ان نهملتربية وإرشاد الأبناء في طفولتهم ، وعند وصولهم مرحلة المراهقةالحساسة ، نتولاهم باللوم والتأنيب والتهديد ، وهم في أمسالحاجة إلى رعايتنا وصداقتنا ومضاعفة اهتمامنا … فهذا واللههو الظلم والضلال والاستبداد بعينه ! فأبناؤنا وبناتناالمراهقون ، يعيشون فترة حيرة وتردد ، يحتاجون إلى يد رحيمةحانية تمتد إليهم فترشدهم إلى الاختيار الصحيح بالحكمةوالموعظة والود .. وليس بالأمر والصراخ والطغيان . وإلا كيفسيبوح لك ابنك بما في نفسه من تساؤلات وعلامات استفهام وتعجبإذا لم تدخل إلى نفسه الطمأنينة والارتياح والثقة من ناحيتك ؟ونفس الأمر ما بين الأم وابنتها المراهقة ؟
وليعلم السادةأولياء الأمور بأن عددا غير قليل من طلاب وطالبات المرحلةالثانوية – وهم من فئة المراهقين – يحاولون حل مشاكلهم بوسائلغير مرغوب فيها ، وغالبا ما تضر بهم ، ذلك لابتعاد الأبوينعنهم . وفي مثل تلك الحالات فأن اللوم يجب ان يوجه إلى الأبوينوالى المربين ! فالمراهق لم يعد طفلا ، وبنفس الوقت ليس راشدا، لكنه يعتقد بأنه ناضج وعليه فأنه يتبرم من توجيه الأوامر أوالنقد نتيجة ذلك الاعتقاد.
أعزاءنا القراء ! ان مسئولية الآباء والأمهات والمربين مسئولية كبرى نحوأبنائهم وبناتهم ، خاصة الذين هم في مرحلة المراهقة . إذ انعليهم ان يقوموا بمسئولياتهم بطريقة صحيحة يتقبلها أبناؤهم وانيقدموا إليهم نصائحهم ضمن الأحاديث المتبادلة بشكل ودي يجعلالأبناء يفتحون قلوبهم لآبائهم وأمهاتهم ، فلا يتيهوا أويضطروا إلى الإفصاح للأصدقاء والزملاء الذين ربما يكونوا ذويميول عدوانية أو إجرامية غير سويه .
ومن أهم مايميز المراهقين من صفات بشكل عام : التمرد – والسطحية – وعدمالشعور بالمسئولية – والتكتم . فالمراهق يشعر في الغالببالرغبة في الاستقلال والتخلص من ضغط الكبار وتدخلهم في كلشؤون الأبناء … والمراهق أيضا يميل إلى إضاعة الساعات فيتصفيف شعره بأحدث الطرق وفي المكالمات الهاتفية وما شابه ذلكمن أمور تعتبر بالنسبة للراشدين إضاعة للوقت بدون جدوى . ومثلذلك سماع الموسيقى من المذياع أو آلة التسجيل أثناء الدراسةوالمذاكرة . فهو يعيش في تناقض عجيب ، ويتصرف تصرفات أعجبتحتاج إلى سعة الصدر من جانب الوالدين ، وان يتذكرا بأن هذهمرحلة يمر بها الأبناء والبنات ، وعليهما المساعدة في ان تمرهذه المرحلة ويتجاوزها الأبناء والبنات بسلام ، بفضل حكمةالوالدين وصبرهما وتفهمهما .
وخلاصة القولانه إذا عمل الوالدان على توطيد الثقة مع ابنهم المراهق … وإذا عمل المدرس على ذلك مع تلاميذه ، فأنه لن تكون هنالك شكوىطالما رددها الكبار بأن لا احد يستطيع معرفة ما يفكر بهالمراهقون ؟! فالأب والأم مسئولان عن حسن التصرف مع الابنالمراهق والابنة المراهقة ، وعن تفهم المرحلة التي يمر بها كلمنهم . وإذا تم لهم ذلك ، فأن كلا من الابن والابنة سيكونقريبا من والديه ويبوح إليهما بكل ما في داخله ، لأنه يعرف انهنالك آذانا ستصغي إليه باهتمام وصبر وفهم ، وسيصل الطرفان إلىبر الأمان
منقول
الله يحفظ شباب الامه ويحميهم يااارب
شكرااااااااااا
شكرااااااا