أرجوك يا زوجي
لا تحبني
أكثر من أمك
فهي الأولى بمحبتك أكثر مني فهي من حملت وولدت وأرضعت وتعبت وربت وسهرت حتى صرت رجلا وجئت إلي لتتزوجني، واعلم يا زوجي انك إن أحببتني أكثر من أمك فتحت علينا بابا من غضب الله ونزع للبركة من علاقتنا الزوجية، وربما يُقلّب الله قلبي وقلبك فتزول محبتنا وبهذا لا ينفعني حبك لي أكثر من أمك في شيء.
فهي رحمك التي وصى الله بها ووعد أن يصل من يصلها، وقد تطلقني بكلمة وتزول العلاقة التي تربطني بك، ولكن هي لا تستطيع أن تفعل هذا معها، فعلاقتك بها أزلية أبدية لا تنفصم بكلمة، وهي التي إن كانت اكبر منك ساعدت في تربيتك مع أمك فلها عليك بعض حق الأم، والتي إن كانت أصغر منك فلها عندك حق التربية وأنت لها مثل الأب. وإن وصلتني وقطعتها قطعك الله ولم ينفعني حبك لي أكثر من أختك في شيء.
وأرجوك يا زوجي لا تحبني أكثر من ابنتك
فهي عرضك والمسئول عنها يوم القيامة فإن رأيتني أتهاون معها أو أدللها أو أتركها بدون أن أعرفها دينها وجب عليك أن تنهاني عن ذلك وتوقفني عند حد الله فيها، فكم من زوج لأجل ألا يغضب زوجته تركها تتمادى في تدليل ابنتهما حتى صارت بعيدة عن دين الله القويم وأخرج للمجتمع شابة منحلة فاسدة ومفسدة، وإن فعلت هذا جعلت بيتنا بيتا يخلو من الشرط الأساسي الذي بني عليه وهو إقامة أسرة مسلمة تخرج للمجتمع ثمارا صالحة ومفيدة وبهذا لا ينفعني حبك لي أكثر من ابنتك في شيء.
لأني من أنظف لك البيت وأطهو لك الطعام وأغسل لك الملابس وأسهر على خدمتك وخدمة أولادك
لأن هذا الحب نفعي وقد يزول بزوال النفع لأي سبب.
لأي من صفاتي الشكلية
لأن هذه الصفات قد تزول بمرض أو بكبر في السن وعندها قد يسقط هذا الحب مع مرور الزمن وأصبح عندك كقطعة الأثاث القديمة التي ينبغي التخلص منها.
بل أرجوك وأرجوك
أن تحبني في الله
ولله
فهذا هو الحب الذي يبقى
وهذا هو الحب الذي ينفع
وهذا هو الحب الذي يجعلنا
نستظل بظل عرش الرحمان يوم لا ظل إلا ظله