تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أعمال زوجتي السحرية حطّمتني

أعمال زوجتي السحرية حطّمتني 2024.

  • بواسطة
عبد الحميد سائق تاكسي سابقا 55 سنة

أعمال زوجتي السحرية حطّمتني

لم يكن عبد الحميد الذي ابيض شعر رأسه وظهرت التجاعيد بوضوح على وجهه، ليس فقط بفعل تراكم السنين وإنما بسبب الهموم والمشاكل التي عاشها، سهل الإقناع للحديث عن مرحلة مابعد الطلاق، قال إنه نسي الموضوع ولايُريد استرجاعه مجددا. لسان حال هذا الرجل الذي كان يلتهم سجائره ويكبت دخانها بداخله قدر المستطاع يقول إنه لازال يعاني من أجل النسيان وعيش مرحلة مابعد الطلاق في سلام، لقد ساعدني على حث الرجل على البوح أخوه الأصغر وهو رجل تعليم، واعتبر الأمر مثل جلسة لدى طبيب نفسي، حيث إخراج مايجول في الخاطر هو تحرّر من حِمل ثقيل يتعب النّفس ويشقيها.

وبالمقابل، مقابل النجاح في الحصول على شهادة عبد الحميد كان علي تحمُّل سُحب سجائره المتوالية..

انطلاقة هادئة:

لم يتزوج عبد الحميد باكرا، كان يعمل بكد من أجل بناء مسكن يستره ويدفئه عند مايصير عاجزا عن الاشتغال، لكن لقاءه ذات مرّة بزبونة لم تكن كباقي زبائنه، جعله يفكر في الارتباط، كانت جميلة بشكل ملفت يتذكر عبد الحميد، وما شجعه على محادثتها هو ملاحظته ميلها إليه ومبادلته الإعجاب، كانت المرأة وحيدة والدتها العجوز، فاشترطت أن تنتقل معها إلى بيت الزوج عند الزواج، قَبِل عبد الحميد ومرّت الأشهر الأولى في سلام باستثناء الخلافات البَسيطة التي تحدث داخل الأسر… كان عبد الحميد يحب الأطفال كثيرا، مما جعله يشعر أن الأشهر التي تلت زواجه طويلة جدا، وكأنّها سنَوات، الأمر الذي كان يضايق الزوجة، ويجعل الحماة تتدخل ضد الزوج إنصافا لابنتها. بداية التوتر..

يقول عبد الحميد إنه في ذلك الوقت كان مايزال يُتم بناء مسكنه رغم إقامته به، وكان يتوق لأن تزف إليه زوجته خبر حملها، ولأنه كان متعلقا بها، قبل اقتراحها بأن يتبنيا ابنة قريبة لها امتنع الأب عن الاعتراف بها.

أحبّ عبد الحميد الصغيرة وكأنها جزء منه، مما كان يُثير غيرة الزوجة رغم أنها هي صاحبة الاقتراح، شعرت وكأن المتبناة أخذت مكانها في البيت، وفي قلب الزوج، مما دفعها لإساءة معاملتها، الشيء الذي كان عبد الحميد يرفضه ويُغضبه، يقول عبد الحميد إن وجود حماته معه في نفس البيت هو سبب كل المشاكل، فلولا وجودها ماقويت شوكة الزوجة، وما اهتدت إلى الأفكار المُدمّرة والاستغلالية التي تصدر عنها.

بلغت الطفلة سنتها الثالثة، ولم يكن يحلو لها النوم إلا على صدر والدها الحنون الذي قنع بها ولم يعد يذكر عقم زوجته.. لكن حدثت المفاجأة التي اعتبرها عبد الحميد معجزة يجازيه الله بها على حسن رعايته للطفلة التي كانت ستواجه الضياع.

حَمل وتحامُل:

يقدر سعادة عبد الحميد بحمل زوجته، بقدر استغلال هذه الاخيرة للحدث، حيث فرضت عليه التخلي عن الابنة المتبناة، ورفضت أن تكون أختا للولد أو البنت المنتظرة، تعلق عبد الحميد بصغيرته لدرجة محاولة إقناع زوجته للعدول عن فكرتها. ويؤكد دوما ان حماته كانت وراء طلبات الزوجة المدمِّرة، وحين واجه زوجته بذلك قالت إنه من حق والدتها حمايتها، خاصة وأنها أكثر خبرة منها بأمور الحياة، وخاصة الرجال، أصبح حَمْل الزوجة الذي طالما انتظرهُ عبد الحميد دافعا للتحامل على نفسه حتى تمضي الأيام والأشهر بأقل الخسائر النفسية.

وضعت الزوجة طفلة، وبقدر المحبة التي تفجرت في قلب الأم تجاه وليدتها، كانت الكراهية من نصيب المتبناة، وأصبح التخلص منها حديث الصباح والمساء في بيت عبد الحميد. وأمام رفضه، بدأت مؤامرات الحماة وابنتها للتخلص من الصغيرة والزوج مع الحفاظ على المكاسب المادية.

كيد النساء:

يؤكد عبد الحميد أنه كان رجلا قويّ البنيان يتمتع بشهية كبيرة تجاه الأكل والحياة أيضا، كان دائم الابتسام والتفاؤل، متطلباته بسيطة، لكن تُسعده، لكنه لم يعرف كيف وقع بين يدي امرأتين شريرتين اتفقتا على تدميره دون ذنب، يقول إنه منح زوجته مالم تكن تحمل به، حيث نقلها من حياة «البرارك» البئيسة إلى بيت مِلْك، صارت سيدته، وأصبحت تحتار أي جلباب ترتدي بعد أن كانت تملك ثوبين باهتين يشبهان الأسمال، أصبحت تعرف كيف تشغّل آلة الغسيل و»النوميريك«، خزانة ملابسها فيها مايكفي من »التكاشط« والأساور الذهبية، ولايبخل على والدتها بأي شيء.

اعتقد عبد الحميد أن الزوجة ستعترف بالجميل وتردّه حبا ووفاء، لكن نيتها السيئة اتضحت خاصة بعد الانجاب، وصار هدفها هي وأمها امتلاك كل شيء والتخلص من الزوج، يجزم عبد الحميد أنه كان ضحية ساحرتين سلبتاه بأعمالهما السحرية قوته العقلية، النفسية والجسدية أيضا، تحوّل من رجل قوي الشخصية الى متفرج على مايحدث، بل صار ضيفا غير مرغوب فيه في بيته، يقول عبد الحميد إن زوجته كانت تُطلق بخورا كريه الرائحة في البيت وخاصة غرفة النوم، كما أنه كان يعثر على أشياء غريبة في الفراش أو في خزانة الملابس.. قاوم وصبر، لكن الشعور بالخوف هو كل ما أصبح يسكن قلب الرجل، الخوف من مزيد من الأذى في بيت بناه بكدّه وعرقه وصار يكرهه ويشعر بالاختناق فيه.. كان عبد الحميد كثير الاشفاق على ابنته المتبنّاة من المصير الذي ستلقاه بعيدا عنه، لكن حتى مع وجوده الذي أصبح كعدمه صارت الصغيرة تحت رحمة الزوجة ووالدتها.

يقول عبد الحميد وهو يرتجف ويرتشف قهوته المرّة «كم هي كريهة هذه الذكرى، وكأنني كنت معتقلا لا أمل له في الحرية» صمت ليُقبّلَ سيجارته قُبلة طويلة حارّة.. تحاشى النظر إليّ، وجهه المنقبض المرتعش أعلمني أنه يحبس دموعا، فضحه بريقها القوي في عينيه «لن أنس أبدا اليوم الذي تجرأت فيه على القول في وجهي وببرود إنها تخونني، خانتني مرات ومرّات.. قتلت كل رجولتي وهي تعترف وتؤكد ان ابنتنا بل تلك التي اعتقدت انها ابنتنا، ليست كذلك، وأكملت بوقاحة غريبة، إذا رغِبتُ بمعرفة الأب يمكنها أن تتفوه باسمه وتدلني عليه قال عبد الحميد ونزيف الجرح يخشِن صوته ليكمل وكأنه يستمتع بتعذيب الذكرى له «كانت تستمتع بإزهاق آخر أنفاسي، لم تكفّ عن تكرار ذلك، بل أقسمت على صحته، كنت كالمسحور أمامها، بقدر الطعنات النفسية المميتة الموجّهة إلي، بقدر العجز الساكن بداخلي عن الانتقام لكرامتي حتى بصفعة شرف على الأقل.

يواصل عبد الحميد بتألم زائد «احتقرت نفسي أكثر مما احتَقَرََتْها هي.. بالفعل لم تكن البنت تشبهني في أدنى شيء، وصرت أتَساءل ماذا أفعل هناك.. في بيت امرأته ليست لي وحدي، ربما كانت لغيري أكثر مني، ابنتي الأولى ليست من صلبي، رغم أنه لايمكنني نكران حبي لها، وتلك التي اعتقدتها من صلبي، حملتها مخدوعا بين يدي عند ولادتها وقبلتها بقوّة ذلك الانتظار الذي طال حتى تصير حقيقة في حياتي.. كنت واهما، ولماذا أبقى معهم، لأجل من ولأجل ماذا.. البيت الذي أملكه أقست بألا أدخله ثانية، هل من أجل جدران زائلة وأثاث يبلى يمكن أن يفعل الإنسان كل تلك الشرور؟ حققت لتلك التي كانت زوجتي ووالدتها مطامعهما لم أكن أشعر بأنني في كامل وعيي وأنا أفعل ذلك، وصرت أتصرف كالمجنون، رفضت مساعدات إخوتي لي، وقضيت شهرين متسكعا في الشوارع، تسولت.. طاردني المشردون، وكنت في الليل أنام قرب القامرة «المحطة الطرقية بالرباط» في الغابة المُقابلة لها.

بعد الطلاق:

ضغط عبد الحميد على رأسه بكلتا يديه وهو يقول إن ابتسامة زوجته الماكرة عند تلفظه بالطلاق وزغاريد والدتها، لازالت توقظه من نومه مثل الكابوس.. كان من المفروض بداية حياة جديدة بعد التخلص من الضغوط والمشاكل السابقة، لكن عبد الحميد ظل حبيس فشل حياته الزوجية، وكأنه مصر على إكمال مسيرة الفشل حتى بعد الطلاق.. لم يكن منطقيا تماما أن يترك عبد الحميد بيتا مؤثثا في ملكه لغيره، خاصّة لزوجة خائنة بامتياز، ربما استطاعت هذه الأخيرة أن تحصل على ورقة تؤكد انتقال الملكية لها ولم يرغب عبد الحميد بالاعترف بذلك، خاصة وأنه كان سيطالب ببيته بعد الطلاق وتردّي صحته وأحواله المادّية، لكن عبد الحميد يؤكد أنه كره كل مايذكره بالزوجة والابنة والحماة، وأكد أنه لو أمكنه لأضرم النار في المسكن ومن فيه عل بعضا من نيرانه الداخلية تنطفىء. لم يكف عبد الحميد عن ترديد «لم أكن رجلا، أنا شماتة، جعلتني شماتة..»

اعترف عبد الحميد بصعوبة أنه تردد لبعض الوقت على طبيب نفسي، لكنه لم يداوم على ذلك، كان أخوه الأصغر يرغمه، أما هو فكان يرغب فقط في الموت، لم يعد يشعر بأي طعم للحياة، كل النساء لهن وجه زوجته، وكل الرجال مخدوعون..

يقضي أيامه في تغيير المقاعد في المقاهي، ويتناوب على الاهتمام به إخوتُه، أما لياليه فتمرّ في أرق أو صراع مع كوابيس الماضي، سألت عبد الحميد الذي آلمني كثيرا الألم الذي سببته له باستعادة مافات، إن كان يَحن لتلك الصغيرة التي تبنّاها بحب وتعلق بها، فأكد أنه لم يعد مرتبطا بالماضي ولابالحاضر ولا بالمستقبل، حياته صارت حملا ثقيلا عليه، وعدت لطرح سؤال أعلم أنه يدوس على جراحه المفتوحة: »ألم تُفكر ولو للحظة بأن تلك التي اعتقدت بأنها ليست ابنتك من صلبك، قد تكون ابنتك فعلا.. بعض النساء يلجأن لذلك السلاح لتجريح الأزواج ليس أكثر.. ألم تفكر أنك يوما قد تلتقي بفتاة جميلة تحادثها وتمضي دون أن تَعلم أنها ابنتك؟ هل يمكنك أن تفسِّر لماذا القبول بالهزيمة على طول الخط، صاحب الحق لايمكنه إلا المطالبة بحقوقه، أنت لم تحاول حتى القيام بدورك، ألا تجد أنك كنت مستسلما على طول الخط، ألم تسمع بتحليل الحمض النووي (a D N) لإثبات النسب أو نفيه، ثم إنك مصر على الهروب حتى من نفسك بعد الطلاق، لقد تركت كل شيء وانفصلت عنه كما تقول، لماذا لم تحاول حتى استجماع قواك وبناء حياة جديدة تستفيد فيها من أخطائك السابقة؟؟ كنت أحاول استفزازه كي يجيب على الأسئلة التي هي محور الموضوع، لكن كنت تقريبا كمن يحادث نفسه.

وصرت أنا المستفزة، بعد أن أخرج عبد الحميد بعض الدراهم وقال: أنت أيضا تهزئين بي، من يستطيع فعل كل ذلك في الخامسة والخمسين، خاصة بعد تلقي ضربات كتلك التي تلقيتها، ومع ذلك أؤكد أنني لازلت أتمتع ببعض الرجولة، لقد دفعت ثمن مشروبك…«

اختفى عبد الحميد وكأنه لم يكن، وحدها أعقاب سجائره ورائحة دخانها الكريهة تقول إنه مر من هنا رجل فشل في أن يعيش مرحلة ما بعد الطلاق.

لاحول ولاقوة الإبالله

الله ينتقم من كل ظالم

يسلموووووووو حبيبتي عالقصة

لا اله الا الله

مشكوره اختى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.