رفع القنفذ الحكيم رأسه إلى أعلى النخلة وصاحَ بأعلى صوته:
لمعان.. يا لمعان..
أجابت الحمامة الوديعة الحلوة لمعان الجالسة في عشّها: طاب صباحك يا قنفذ.. أية خدمة يا صديقي في هذا الصباح الجميل أُقدمها لك؟!
جئتُ يا عزيزتي كي أطمئن على فراخك، وأكحّلُ عينيّ برؤيتك وأسمع هديلك العذب.
آه يا صديقي..، شكراً.. شكراً على لطفك..
وتابع القنفذ كلامه، هل مرّ الثعلب من هنا؟ لقد رأيته في طريقي يتسكع بقلق ظاهر..
أجل رأيته..، قبل فترة قصيرة مرّ من هنا، وجلس تحت شجرتي وهددني كعادته الخبيثة فسخرتُ منه..
أوه.. وكيف سخرتِ؟!
قلتُ لـه افتحْ فمك واغمض عينيك، وبقي المحتال فاتحاً فمه على سعته مغمض العينين إلى أن رميتُ في فمه تمراً يابساً..
ياه.. وأطلق القنفذ ضحكته ثم قال، وماذا فعل؟
بكل برود لفظ التمر من فمه ومسح شفتيه وقال باسماً: كنتُ أحسبُ أنك سترمين لي أحد فراخكِ كما فعلتْ جدّتُكِ المغفّلةُ مع أحد أجدادي..
قهقه القنفذ ضاحكاً مرّة أخرى وقال:
المخادع لم ينسَ تلكَ القصة..
ونحن أيضاً ـ معشر الحمام ـ لن ننساها يا صديقي.. إنها قصة مؤلمة..
القنفذ و الحمامة …
ÿòÿ