*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
في إحدى الجامعات ,,, التقى بعض خرّيجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وبعد أن حقّقوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحقّقوا الاستقرار المادي والاجتماعي ,,,
وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كلٌّ منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبّب لهم الكثير من التوتر !!!
وغاب الأستاذ عنهم قليلاً !!!
ثم عاد يحمل أبريقاً كبيراً من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون:
أكواب صينية فاخرة ,,,
أكواب ميلامين ,,,
أكواب زجاج عادي ,,,
أكواب بلاستيك ,,,
وأكواب كريستال ,,,
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً ,,, وبالتالي كانت باهظة الثمن ,,
بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت ,,,
قال الأستاذ لطلابه:
تفضّلوا، و ليصبّ كلّ واحد منكم لنفسه القهوة ,,,
فعندما بات كلّ واحد من الخرّيجين ممسكاً بكوب تكلّم الأستاذ مجدداً
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنّبتم الأكواب العادية ؟؟؟
فمن الطبيعي ان يتطلّع الواحد منكم إلى ما هو أفضل ,,, وهذا بالضبط هو الذي يسبّب لكم القلق والتوتر ,,,
ما كنتم بحاجة إليه فعلاً هو القهوة وليس الكوب ,,, ولكنّكم تهافتّم على الأكواب الجميلة الثمينة ,,, وبعد ذلك لاحظت أنّ كلّ واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين ,,,
فإذا كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب ,,, وهي بالتالي مجرد أدوات وأوعية تحوي الحياة ,,, ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير ,,,
فعندما نركّز فقط على الكوب فإننا نضيّع فرصة الاستمتاع بالقهوة ,,, وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين بل اهتموا بالقهوة وجودة القهوة ,,,
♥♥♥~
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون ,,, فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح ,,, لأنه يراقب دائماً ما عند الآخرين ,,,
يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق ولكنه يظل معتقداً أن غيره تزوّج بنساء أفضل من زوجته ,,,
ينظر إلى البيت الذي يقطنه ويحدّث نفسه أن غيره يسكن في بيت أفخم وأرقى ,,,
فبدلاٌ من أن يستمتع بحياته مع أهله وذويه ,,, يظلّ يفكّر بما لدى غيره ويقول:
يا ليت لدي ما لديهم ,,, وعندي ما عندهم !!!
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ,,, ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه وفرّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدّر له".
(رواه الإمام الترمذي) عن أنس رضي الله عنه.
القهوة هي الحياة ,,,