بسم الله الرحمن الرحيم)
هل أصابك أنت أو أحد أفراد عائلتك الوسواس الشديد؟ هل تتوضأ عدة مرات قبل أن تحس أنك قمت
به على الطريقة الصحيحة؟ أو ربما تقضي الساعات في الحمام محاولا التأكد من مستوى الطهارة، هل تعقتد أنك لو لم تقم بطقوس معينة فلربما تتسبب في موت أحدهم أو في كارثة ما؟ هل توسوس لك نفسك بأبشع الوسواس؟ هل تسمع السباب والشتائم في رأسك طوال اليوم؟ أو ربما أنت من النوع الذي لابد أن يعد ويعد ويعد ليتأكد ، أو ربما تكرر قراءة القرآن في الصلاة حتى تضمن أنك قد قمت بقراءة السورة بالشكل الصحيح.
عادة الذين يشتكون من هذا الوسواس يعانون من الوحدة أو العزلة، يتخفون من الناس حتى لا يعتقد أحد أنهم مجانين (وهم ليسوا كذلك)، وربما تأثر عملهم من جراء الوساوس أو قد أثر الوسواس على حياتهم الاجتماعية، فأصبحت أسرة الموسوس متشابكة مع المريض بشكل يومي، حياتهم أصبحت أكثر تعقيدا بسبب الطقوس، وأصبحوا وكأن ليس لهم أي سيطرة على سلوكهم أو عاداتهم الشخصية.
أنت قد تعاني من مرض الوسواس القهري، لا، هذه الوساوس ليست من الجن، ولا علاقة لها بأي قوة خارقة، بل هو مرض أصله في المخ كما أثبتت البحوث العلمية، وأقول أنه ليس له أي علاقة بالجن لأنه لو كان كذلك لغادرت هذه الوساوس بمجرد الذكر، ولكن ربما كررت وكررت وكررت قراءة القرآن والدعاء ولكن لم تصل إلى نتيجة، وذلك لأن السبب هو التركيبة المضطربة في مقدمة المخ والتي تسببت في هذا المرض، فتتكرر وتتكرر عليك الوساوس رغما عنك، ولعل أغرب ما في هذا المرض هو أنه يدافع عن نفسه وكأن له عقل خاص به.
ولكن لا تيأس فالمرض يمكن علاجه، وقد عولج الكثير من هذا المرض اللعين، ورجعت حياتهم إليهم كما يجب أن تكون، فهي خالية من الوساوس والأفكار المتطفلة، بل وعادت إليهم صداقاتهم وأسرتهم وحياتهم.