بيادرُنا من نعاس
ومنها الرغيفُ ارقْ
تزاحمَ في جمرِنا حزنُنا
والجميلُ احترقْ
وحلاوةُ أعمارِنا رمشةٌ
تلاشى الزمانُ بها واختنقْ
فأيُّ الفصولِ يعانقُنا
تشابَك طعنُ السيوفِ بأحشائهِ
ونادمَ أوجاعَنا بالأرق
فطارَتْ عصافيرُ أحلامِنا
بريح الصدى
تصفَّقَ في مقلة ِالشمسِ جنحا
يذرُّ النداء
بكلِّ الدروب
غريبٌ يقدِّرُ أقدارَنا
ويلعبُ فينا ورقْ
ونحنُ نرصُّ الجفونَ على نومها
ونعدو بأوجاعِنا
ونسألُ كيف الطريقُ افترقْ
كأنـَّا مشينا المتاهة َبين العمى والغرقْ
وتاهَ الدليلُ بنا
وغارَ بشق ِّالشفقْ
دليلُ الغفاةِ تحرَّى رمال الجزيرهْ
فسال سرابا بطيِّ الجفون
وعلـَّق أهدابنا بين أشباحنا
وبين الأرق
فضاعت خطانا بوادي الظنون
وضيْق الحدق
ولم نملك الدرب خيل العزيمة شاخت قوائمها
وسيف الخلافة منا أنسرق
أ نسأل عنه أحدْ ؟
وهل سيجيب احد ْ؟
لباس المكيدة جلد تعفَّر في غفلة السائرين
فصار علينا
ونحن بلحم القديد
تخدَّد فينا الزمان
ويبََّس أقدامنا فما ركضت وراء الطريد
ولا ركلت جرحها
لتدفن فيه الوريد
يئنُّ صداه بصمت السنين
خريراً تكدَّر فيه الحنين
وفار به زبد من دموع
دموعا دموع
تئزُّ بمرجله جمرة في الضلوع
يطوف على زفراتها زورقٌ من ألم
يدور بأفراحنا مدية سكرت في حدها نشوة بدم
أ يستر ثوبُ الهزيمة وجهاً تعرَّى
عليه بكى جلده بالهرم
حياض الديار ملاعب تبكي الاماسي
وجارية سكر الإنس في خلواتها
خطرت مرة بيدها باقة من ورود
عليها ندى لهفة ٍنشر الحب شذاها
ففاح الوجود
بخوراً يصفق فيه صداها
وينشد شوق الملاعب عيدا هواها
تسامر فيه خطاها وتبكي
حنين الأثر
ورقصة يوم مطير بوادي صباها
تراودها كلما خلد الحلم في مقلتيها
وناجت ربيباتها للسمر
ترمَّل فيها الهوى
وقيَّدها حزنها بالسهر
وظلَّت وحيدة ذكرى
تلوك بها حسرة
ويعجنها باللهيب الضجر
وتبقى وحيدة ذكرى
تعود وتغسلها غيمة شرب الصيف منها المطر
فظلت وظلت
فليس لها دمعة يشهد النائمون عليها
وليس لها عاشق بينهم يحمل العثرات
وتبقى وحيدة شاهدها هارب من يديه
وتخشى عليه
يضيع
بوادي المخاوف وهما تجنى عليه
جليد الهروب
فهذي قيامة يركب فيها دمي فورة نزعت اسمها
ورمته على غيمة في ربيع
لعل البيادر تسكب من سنابلها حبة حبة
ونطحنها في الضمير
مواعيد نور يصيح النهار بها
نهار تجلى
وفار الضياء على الليل نور
فصلوا كما شئتمُ وأشعلوا في الديار البخور
تجلى النهار
تجلى النهار