تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بين القلم والممحاة 2022 ،قصة قصيرة 2022

بين القلم والممحاة 2024 ،قصة قصيرة 2024 2024.

بين القلم والممحاة 2013 ،قصة قصيرة 2024
بين القلم والممحاة 2013 ،قصة قصيرة 2024

[indent]

قصة قصيرة بعنوان
(بين القلم والممحاة )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
للكاتب الأديب / السيد جمعة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
في ظلام الليل الحالك ، وبعد أن نامت العيون ، واطمأنت الجنوب في المضاجع
وقف يقول لنفسه ، وهو يبكى بغير دموع ، ويصرخ بصوت غير مسموع :
إلى متى سأظل أكتب ما يريدون وأنطق بما يرغبون؟!!

إلى متى سأكتب كلمات الحب والعشق ، ولست محبا ولا عاشقا ولم أكن يوما كذلك !!!
إلى متى سأكتب كلمات الكفر والإلحاد ، ولست بكافر ولا ملحد ، بل إن كل ذرة في تسبح الجليل ليل نهار، وتعترف بوحدانية الخالق وتعرف قدره ،وإن كان أكثرهم لا يعرفون لقد أتيح لهم الخيار ، لكنهم أساءوا الاختيار
إلى متى سأكتب الشعارات السياسية ،وليس لي بالسياسة شأن ولا مأرب فمذهبي أن السياسة نجاسة "
إلى متى سأكتب (نعم ) وأنا أريد (لا ) ،وأكتب (لا ) وأنا أريد (نعم )
إلى متى سأظل أختار ما يختارون ،وأحب ما يحبون وأتناقض أحيانا فأحب وأكره
وما ذلك لأنني أحب أو أكره ، لكن لأنهم يحبون ويكرهون

سمعت الممحاة صوت القلم وهو يئن بالبكاء فانتبهت إليه وحاولت التخفيف عنه
بكلام لم تقتنع به لتقنعه ،لكنها خافت عليه من الهلاك ،ولم تدر أن حياة الجبن والذل هي الهلاك .فقالت له : هون عليك ، ولا عليك ، لست مسئولا عما يفعلون ،ما أنت إلا أداة بأيديهم ، إن لم تنفذ ما يريدون عرضت نفسك للهلاك . وكل الأقلام تفعل كل هذا … دون أن يشعروا بالذنب الذي تشعر به

فأجابها والأسى يقطع أحشاءه : لا … لست أنا ولا ينبغي أن أكون . لست حقيرا
ولست وضيعا . بل أن شأني عظيم . فأنا الذي أقسم بيَ الإله في قرآنه وسمى في القرآن سورة باسمي أنا ركن ركين في العلم والتعليم …. من الآن لن أكتب إلا ما أريد

وفجأة شعر بمن يقبض عليه بكفه الغليظ ، ويمسك رأسه بأطراف أصابعه
ليكتب ببعض كلمات الكفر والإلحاد . يعتقد أنه بذلك يحقق الشاعرية والأدب
وهو في الحقيقة لا يشعر أنه أساء الأدب فالشعر ليس إلا الشعور الجميل
والأدب ليس إلا حسن الأدب

وهنا أمتنع القلم عن الكتابة بما يملك وجمد دماء حبره بداخله
فكسره صاحبه ، ورماه تحت قدمه
عندئذ تبسم القلم ابتسامة الرضا
وهو يلتقط آخر أنفاسه قائلا :
( الآن ملكت حريتي )

[/indent]

بين القلم والممحاة 2013 ،قصة قصيرة 2024
بين القلم والممحاة 2013 ،قصة قصيرة 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.