**الهمة **
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، المتمم لمكارم الأخلاق ، والمشهود له بالخلق العظيم .. وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …
لقد كان جيل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على درجة عالية من الهمة والنشاط ، اقتضت من رسول الله أن يدعوهم في كثير من المواقف إلى الحد من هذا النشاط الزائد وإلى العودة إلى مستوى القصد و الاعتدال قائلا لهم (( أكلفوا من الأعمال ما تطيقون )) وحين خارت القوى ، وضعفت العزائم ، وفترت الهمم صار الواحد من الناس حين يطالب بأداء الواجبات ، يكون جوابه : لا أطيق ذلك .. وأصبحنا بحاجة كبيرة للاستعاذة بالله من هذا الحال (( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ))
إن ديننا يخاطب أتباعه بقول الله ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )) لا يقبل من أتباعه الكسل والخمول ، والعجز والفتور وضعف الهمة ..
لقد كان ضعف الهمة صفة مميزة للمنافقين في عهد الرسول في أكثر غزواته .. وصدق سيد قطب حين قال ( والصف الذي يتخلله الضعاف المسترخون لا يصمد ، لأنهم يخذلونه في ساعة الشدة ) فلذلك لا بد أن تكون الهمة صفة أصيلة في أخلاق أبناء هذا الدين ..
ومن صور الهمة الثبات على الخير والاستمرار فيه والدوام عليه .. والتأخير والتسويف صورة من صور الضعف البشري التي قد تعتري صاحب الهمة .. فيفوته خير كثير كما حصل لكعب بن مالك إذ فاته الغزو مع الرسول في غزوة تبوك
ويحدوا المسلم ويجدد همته و عزيمته تذكر ما أعده الله له من الأجر والنعيم والرضا ..
ولا بد لصاحب الهمة أن يكون قلبه معلق بالله ، مخلصا لكي يحصل له الأجر والثواب والعاقبة الحسنة .. نسأل الله سبحانه النشاط لما يرضيه والجد في طاعته والإعانة على ذلك ..
وصلى الله على نبيه محمد