همست بتأفُفٍ : حسناً ، هُنا فقط !
صرختُ بِجنُونٍ كعادتي ثُم تدثرتُ بهِ وكأني طفلةٌ ترتدي ثياب العيدِ بِفَرح ، بدأتُ صلاتي وَحينها أشغلتني رائحةُ الثُوبْ ! ، فلمتُ نفسي على تِلك الأفكار وحاولتُ مُجاهدة تَركِيزَ تفكيريَّ في صلاتي لكي أُكمِلُها جيداً.
حينَ انتهائي ، تركتُ لِنفسي العنان في شمِ تِلك الرائِحَة ، واستِنشاقِ عبيرها ، رائحةً من نوعٍ خاص .. خاصٍ جداً ، أغمضتُ عينيَّ وأنا أسرحُ بعيداً ! حيثُ الطفُولَة ، حيثُ الضَحِكَات المُختَلِفَة ، حيثُ التمرُد ألجنُونِيَّ المُمتلئ براءة !
هناك .. حيثُ أنا .. وَهيَّ .. وَالفَرَح ..
مِن التَراكِيبُ المُخضرَمةِ المُوبُوءة بمرضِ إدمَانِنَا وَالاختِبَاءْ تَحتَ تِلك البطاطِينُ عن سُخريةِ إخوَتِنَا لِأجلِ هذهِ اللُعبةِ السَخيفةِ بنظرِهِم ، الكبيرَةِ بِنظَرِناَ ! حيثُ جعلها بيُوتاً ، وَأشخاصاً في عالمٍ لا يفهمهُ سِوانَا.
عالمٌ نستَوطِنهُ أنا وإياهَا بِفِكرَنا الصَغيَّرْ ، المُمتَلِئَّ براءةً .. مُشاجَرَات .. ضَحِكَات .. جُلَّ الفَرح مِن غَيرِ ما دُونهُ !
إلى اللعبِ بالملابِسَّ وَجعلها شَعراً طَويلاً يَصِلُ إلى الرُكبِ ، فقط تقليداً بِأُختِنَا الكُبرى لَـ رُبما أصّبَحنَا كباراً ! ، نتبخترُ بها ، أيُنا جمالاً أكثر ؟ فأستبد أنا .. الأحمَرَ والأزرَقَّ .. وَهيَّ البنفسج فقط ، مُتعاليةً بهِ كَمُحاربةً أُسطُورِيَّة تمتنع عن التنازُلُ عنهُ !
نهايةً بجَعلِ ذلِك الأثاثُ جبالاً شاهِقة ، نتسابقُ في الصُعُودِ إلى القمة ، أن أيُنا الأول !! وَمِن ثُم نأخذُ في رميَّ الوَسائِدَ كَقذائِفَ حربٍ مُلجَمةً كُلً مِنهَا بالانفِجَار !
وَمِنَّ بَينِهَا تِلك الصُوُرِ لِموقِفٍ لا أنساه .. أزلتُ ما تبقَى مِن غُبارٍ عليهِ .. وأصبحتُ أتذكرهُ ..
فهمساتُها : أخشى أن تعلم وَالِدَتي فَتغضب !
ابتسامَتيَّ الجانِبِيَّة : كلا كلا ! ولِمَ تغضب ؟ سَنلعبُ فقط ..
ثُم سحبِ الألواحِ سريعاً والتَخفيَّ في تِلك الغُرفة الجانبية بِأعلى سَطحِ المَنزل .. وَمن ثُم تَحطيم الألواحِ تماماً بِمتُعةٍ وَضحكٍ عاليَّ مما جذبها إلينا ..! ” يا إلهيَّ لقد كشفتنا ” سريعاً وقفنا وَلكن خُطواتُها كانت أسرع !
فتحتَ الباب بِقوةٍ وهي تشتمُ رائحَة اللعِبَ السَيئ : يا إلهيَّ تِلك الألواحُ الغاليَّـة الثَمنُ القَيمةِ لَدي !!
فأهرُبُ وأندسُ في ذلِك المجلس عِند الزاوِيَّة .. لِتكتشف وَالدَتِيَّ خُدعَتِيَّ فتترُكَ الشقيقة الصغيرة بعد مُعاقَبتِهَا والتأكُد أن الخطأ الأكبر يكمُنُ عَلِيَّ .. لتحُثَ خُطاها خَلفي .. فَتركضُ وَرائي حتى تُمسكَِنيَّ لِتُعطني درساً لِئلا أكذب .. ولئلا أسحَبُها معيَّ مرةً أُخرى في اللعبِ بِما لا يُلعَبُ بهِ !
… : وِدَّ .. وِدَّ !!
فَتحتُ عينيَّ بِتكاسُل .. فانتَزَعَنِيَّ ذلِك الصُوتُ مَرةً أُخرى : هيه أنتِ انزعيـه !
التفتُ … فَوَجدتُها هِيَّ نَفسُها .. رَفيقَة الصِبَا ، يا تُرى .. أيُمكِنَّ أن يُعادَّ المَاضِيَّ ، أتتذكرُ تِلك الكذبة والعقابْ الأليم !
وَقفتُ بسِكُونٍ بارِد .. وَلأدعَ هذيانِيَّ جانباً فقط تعبت .. أزلتُ عنيَّ تِلك الرائِحَة .. على الأقل ، لَنَّ أتألَم ، فقد ارتَويتُ مِنها حَد الثَمالَة .. وَحان الوَقتُ لكي أُميطَها عَنيَّ .. لِتَلوِيَّ ذِكرَياتٌ أُخرى قَلبِيَّ وَتعتَصِرهُ .. كفلمٍ سريع اللقطات كَثيرُهَا ! ، مِنهَا ما يَتكَررُ بِشكلٍ رُوتِيَّنِيَّ وَمنها ما تَتَكسِرُ أحلامَنا عليهِ ، لِنُصبِحَ واقعاً هزلياً .. يُتدثرُ بهِ كُلَ خائن !
تباً للذِكرَياتِ التي نَقِفُ على أعتابِهَا باكِيَّنْ رَاجِيَّنْ أن …………………… تَعُوُدَّ !
[/INDENT]
وتمميزك وتالقكك..
لاعدمنآإ جديدك
دمتِ مبدعه