تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رائِحَةُ الطفُولَة المُتمَرِدَة !

رائِحَةُ الطفُولَة المُتمَرِدَة ! 2024.

[INDENT]

بِسمِ الله الرَحمَنِ الرَحيمْ

خليجية
بعد أن توضأتُ للصلاة اتجهتُ إلى حُجرَتِهَا كعَادَتِيَّ لِمُشاكَستِهَا ، لَكِنْ فَورَ دخُوُلِيَّ استقبَلتنِيَّ وَكعَادتِهَا بالتأفُفِ مِن إزعَاجِيَّ ، تضاحكتُ وأنا ألتفِتُ بِعينيَّ في حُجرَتِهَا عَلَنِيّ أجِدُ ما يُعينُنيّ على إزعَاجِهَا أكثر ! ، فَلَفت انتباهيَّ ثُوبُ صلاتِها ذيَّ الُلُونِ الأصفر ، ركضتُ إليهِ فأمسكتُ بِه ونظراتُ الغضبِ منها تَتَقاذفُ إليَّ لتُهددنيَّ : اترُكيهِ !

فرفعتُهُ عالياً وأنا أصرُخ بِحماس : لا تقلقين لن أُضيعه سَأُصليَّ بهِ هُنا.
همست بتأفُفٍ : حسناً ، هُنا فقط !
صرختُ بِجنُونٍ كعادتي ثُم تدثرتُ بهِ وكأني طفلةٌ ترتدي ثياب العيدِ بِفَرح ، بدأتُ صلاتي وَحينها أشغلتني رائحةُ الثُوبْ ! ، فلمتُ نفسي على تِلك الأفكار وحاولتُ مُجاهدة تَركِيزَ تفكيريَّ في صلاتي لكي أُكمِلُها جيداً.
حينَ انتهائي ، تركتُ لِنفسي العنان في شمِ تِلك الرائِحَة ، واستِنشاقِ عبيرها ، رائحةً من نوعٍ خاص .. خاصٍ جداً ، أغمضتُ عينيَّ وأنا أسرحُ بعيداً ! حيثُ الطفُولَة ، حيثُ الضَحِكَات المُختَلِفَة ، حيثُ التمرُد ألجنُونِيَّ المُمتلئ براءة !
هناك .. حيثُ أنا .. وَهيَّ .. وَالفَرَح ..

مِن التَراكِيبُ المُخضرَمةِ المُوبُوءة بمرضِ إدمَانِنَا وَالاختِبَاءْ تَحتَ تِلك البطاطِينُ عن سُخريةِ إخوَتِنَا لِأجلِ هذهِ اللُعبةِ السَخيفةِ بنظرِهِم ، الكبيرَةِ بِنظَرِناَ ! حيثُ جعلها بيُوتاً ، وَأشخاصاً في عالمٍ لا يفهمهُ سِوانَا.

عالمٌ نستَوطِنهُ أنا وإياهَا بِفِكرَنا الصَغيَّرْ ، المُمتَلِئَّ براءةً .. مُشاجَرَات .. ضَحِكَات .. جُلَّ الفَرح مِن غَيرِ ما دُونهُ !

إلى اللعبِ بالملابِسَّ وَجعلها شَعراً طَويلاً يَصِلُ إلى الرُكبِ ، فقط تقليداً بِأُختِنَا الكُبرى لَـ رُبما أصّبَحنَا كباراً ! ، نتبخترُ بها ، أيُنا جمالاً أكثر ؟ فأستبد أنا .. الأحمَرَ والأزرَقَّ .. وَهيَّ البنفسج فقط ، مُتعاليةً بهِ كَمُحاربةً أُسطُورِيَّة تمتنع عن التنازُلُ عنهُ !

نهايةً بجَعلِ ذلِك الأثاثُ جبالاً شاهِقة ، نتسابقُ في الصُعُودِ إلى القمة ، أن أيُنا الأول !! وَمِن ثُم نأخذُ في رميَّ الوَسائِدَ كَقذائِفَ حربٍ مُلجَمةً كُلً مِنهَا بالانفِجَار !

وَمِنَّ بَينِهَا تِلك الصُوُرِ لِموقِفٍ لا أنساه .. أزلتُ ما تبقَى مِن غُبارٍ عليهِ .. وأصبحتُ أتذكرهُ ..

إمسَاكِ بيدِهَا وإشارةُ الخُبثِ في عينيَّ نحُو ألواحٍ يُؤرِقُني عدم اللَعِبُ بها ..!
فهمساتُها : أخشى أن تعلم وَالِدَتي فَتغضب !
ابتسامَتيَّ الجانِبِيَّة : كلا كلا ! ولِمَ تغضب ؟ سَنلعبُ فقط ..
ثُم سحبِ الألواحِ سريعاً والتَخفيَّ في تِلك الغُرفة الجانبية بِأعلى سَطحِ المَنزل .. وَمن ثُم تَحطيم الألواحِ تماماً بِمتُعةٍ وَضحكٍ عاليَّ مما جذبها إلينا ..! ” يا إلهيَّ لقد كشفتنا ” سريعاً وقفنا وَلكن خُطواتُها كانت أسرع !

فتحتَ الباب بِقوةٍ وهي تشتمُ رائحَة اللعِبَ السَيئ : يا إلهيَّ تِلك الألواحُ الغاليَّـة الثَمنُ القَيمةِ لَدي !!

ثُم أضحَت بِنظرتُها التي أخافَتني فجعلتني أمدُ أصابِعَ الاتِهَامِ إلى أُختي مُتجاهلةً كلُ شيءٍ سُوى الهرُوبِ مِن العِقَابّ .. ثُم أصرُخ : هي .. هيَّ من فَعـل هذا كُلهِ ..

فأهرُبُ وأندسُ في ذلِك المجلس عِند الزاوِيَّة .. لِتكتشف وَالدَتِيَّ خُدعَتِيَّ فتترُكَ الشقيقة الصغيرة بعد مُعاقَبتِهَا والتأكُد أن الخطأ الأكبر يكمُنُ عَلِيَّ .. لتحُثَ خُطاها خَلفي .. فَتركضُ وَرائي حتى تُمسكَِنيَّ لِتُعطني درساً لِئلا أكذب .. ولئلا أسحَبُها معيَّ مرةً أُخرى في اللعبِ بِما لا يُلعَبُ بهِ !

… : وِدَّ .. وِدَّ !!

وَكأنَّ صُوتاً يَأتِنِيَّ مِن داخِلِ بِئرٍ عَميقَّ !

فَتحتُ عينيَّ بِتكاسُل .. فانتَزَعَنِيَّ ذلِك الصُوتُ مَرةً أُخرى : هيه أنتِ انزعيـه !

وَجَعلَنِيَّ أفيقُ مِن تِلك الأحلامُ الوَردية المُثيرة ، إلى واقِعٌ مُملٌ ساكِنَّ تكادُ الهذَراتُ لا تتحَرَكَ فيهِ قيدَ أنمُلَة !

التفتُ … فَوَجدتُها هِيَّ نَفسُها .. رَفيقَة الصِبَا ، يا تُرى .. أيُمكِنَّ أن يُعادَّ المَاضِيَّ ، أتتذكرُ تِلك الكذبة والعقابْ الأليم !

أتتذكرُ الأيدي المُتعانقة .. ليلَ نهارٍ ؟ .. أم تتذكرُ ضحِكاتِنَا المُتمازِجَة حتى الالتِصَاق ؟!

وَقفتُ بسِكُونٍ بارِد .. وَلأدعَ هذيانِيَّ جانباً فقط تعبت .. أزلتُ عنيَّ تِلك الرائِحَة .. على الأقل ، لَنَّ أتألَم ، فقد ارتَويتُ مِنها حَد الثَمالَة .. وَحان الوَقتُ لكي أُميطَها عَنيَّ .. لِتَلوِيَّ ذِكرَياتٌ أُخرى قَلبِيَّ وَتعتَصِرهُ .. كفلمٍ سريع اللقطات كَثيرُهَا ! ، مِنهَا ما يَتكَررُ بِشكلٍ رُوتِيَّنِيَّ وَمنها ما تَتَكسِرُ أحلامَنا عليهِ ، لِنُصبِحَ واقعاً هزلياً .. يُتدثرُ بهِ كُلَ خائن !

تباً للذِكرَياتِ التي نَقِفُ على أعتابِهَا باكِيَّنْ رَاجِيَّنْ أن …………………… تَعُوُدَّ خليجية !

– وديعة فيصل الحربي .

[/INDENT]

اكثر من رائع

بل أنتِ الرائعة :")

اْنْتِ رَاْئِعْة

اعجز عن الوصف****

إآسمح لي آبدي آإعججابي بقلمكك
وتمميزك وتالقكك..

لاعدمنآإ جديدك
دمتِ مبدعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.