نَظًرتْ إلي بعين زانها الوجلُ *** قالت هلمَّ فإن الكلّ قد رحلوا
أقبل إلي فإن الشوقَ يقتلني *** ارجع فإن حنيني للّقا جللُ
فقلت لا والذي أبهاك لست أنا *** بتاركِ الودِّ أو للشوق محتملُ
وإنما حملتْني مهجتي ألماً *** لو كان في بضعةٍ في الناس ما حملوا
محبوبتي… هوني الأحزان لا تهِنِي *** فإنما الضيقُ حيناً ثم يرتحلُ
محبوبتي… كفكفي دمعا ً لقد أزِفت *** آهاتُ صدرِك للتفريج تمتثلُ
أنا هنا.. ومعي كل الذين أبَوا *** للزيغِ عزاً وما للهدْي قد خذلوا
أنا هنا.. ومعي كل الذين علَوا *** فوق الرؤوسِ ورأسً الباطلِ انتعلوا
أهلُ الشآم.. ومن في المجد مثلهُمُ *** أهل الشآم هنا.. والكلُ مرتَحِلُ
محبوبتي.. دمعُك السيابُ من ألمٍ *** سيصنع اليوم طوفاناً به عللُ
ينهي بها الباطلُ الملعونُ جولتَه *** ويعتلي الحقُ عرشاً ثم يبتهلُ
محبوبتي.. حزنُك المكروبُ من وجعٍ *** سيرفع اليوم مجدا قومُه أفلوا
ستكتبين بحبرٍ أحمرٍ صُحُفاً *** عِزّ الشموخِ بذاك الحبرِ يكتحِلُ
لو تعلمين شآم العزِّ يا أملاً *** كم في ربوعِك عزُ الدين يحتفلُ
سترفعين لواءَ المجد شامخةً *** وتنشرين إباءاً ما له أجلُ
محبوبتي.. كم بكيتِ الأمسَ من تترٍ *** جاسوا خلال ديارِ الكلِّ وارتحلوا
محبوبتي.. كم تعاني اليومَ من حُمُرٍ *** سودِ العناقِ لنارٍ تصطلي جُعِلوا
عاثوا البلادَ فساداً لا حدودَ له *** ساقوا الرجالَ عبيداً والحِرَى فعلوا
ما خاف أتقاهُمُ من سُخْط خالقِهِم *** ما للمخافة حظٌ عند من سَفِلوا
ونصرُهم يدّعي أن العُلا لهُمُ *** أما سمعتَ بأهلِ الشامِ يا عَكَل
أما علمتَ بأن الله فضّلنا *** وبات عرجونُنَا بدراً ومكتملُ
يا ابنَ المجوسِ ومن في النارِ منشؤُهُم *** فالنارَ قد عبدوا والنارَ قد دَخَلوا
وترفعون أناساً لا نصيبَ لكم *** فيهم ولا لفسادِ القولِ قد حملوا
أئمةٌ زانهم ربي بِمَكرمة *** وِلْدُ النبي لقولِ الحقِ قد بذلوا
ثم امتطيتُم جواداً ليس يحملُكُم *** فالخيلُ تأبى لحملِ الركسِ والِإبِلُ
فاسمعْ أيا من يظنّ النصرَ صاحبَه *** يُرغي ويُزبد بالتهديدِ يشتعلُ
اذكر بني قُرمُطَ الأنجاسَ كم ظلموا *** أفي الورى قُرمُطِيٌّ ظلّ يشتغلُ
اقرأ لآل عبيدٍ.. كم طغَوا وعلَوا *** أفي البسيطةِ باقٍ منهُمُ رجلُ
ابحث عن الصَّفَويينَ الذين أتَوا *** لنشرِ دينِ مجوسٍ كلهُ عللُ
ما زلتَ ترجو بقاءَ الكل في أملٍ؟ *** ما زلت تسعى لنشرِ الشركِ يا بَطَلُ
أقولُ واسمعْ كلاماً لن نكررَهُ *** خذ كلَّ جندكَ يا كذابُ وارتحلوا
أهلُ الشآمِ أسودٌ لستَ تعرفُهُم *** أهلُ الشآمِ جنودٌ للدُّنا شغلوا
ما عاد ينفعُ مكرٌ بتَّ تمكُرُهُ *** ما عاد يسرى كلامُ الزيفِ والدجلُ
زالتْ بحمدِ العزيزِ الآن أقنِعَةٌ *** عن الوجوهِ وفَضتْ حبكها الحِيَلُ
وقبحَ اللهُ جنداً أنتَ قائدُهُم *** وقبحَ اللهُ ديناً كله خلَلُ
محبوبتي.. هوّنِي الأحزانَ وابتهجِي *** فإنني قادمٌ حالاً وبي عجلُ
عرسُ الفضيلةِ حانَ الآن موعدُهُ *** فلملِمِي الكربَ إنّ القومَ قد أفلوا
ولّى زمانُ كلابٍ لا خلاقَ لهم *** وصارَ في الأرضٍ أسْدٌ طفلهم رجلُ
من أجل محبوبتي ثارت حناجرهم *** وفي سبيلك ربي تبذل المُقَلُ
نور جفالة في الخامس من صفر 1445 هـ
ياامبدع
لا حرمنا جديدك