دأبت وسائل الإعلام على تقديم زوجة الأب في صورة سلبية… فهي دائما – كما تقدمها – شديدة القسوة، غيورة، أنانية، وغيرها كثير من الصفات السيئة التي تفرغها في تعامل مع أبناء زوجها بالضرب أو الحرمان من الطعام والتجويع والشكوي المتكررة منهم لأبيهم الذي غالباً ما ينصاع وراءها وتصيبه عدوى القسوة على أبنائه، فلا يكفيه حرمانهم من حنان الأم، فيذيقهم وزوجته مرار اليتم.
وفى نفس الوقت ظهرت بشكل محدود أو تكاد لا تذكر زوجة الأب في صورة إيجابية, وهو ما رسخ انطباعا لدى الرأي العام بأن زوجة الأب كالجحيم أو هي الجحيم نفسه!!
ولكن حين نفتش في أغوار المجتمع نكتشف كنوزا خافية وصورة مثالية ورائعة لزوجة الاب والتي كانت أما بديلة لأبناء زوجها فعوضتهم حرمانهم من الأم سواء كانت متوفاة أو منفصلة عن أبيهم بالطلاق، وألقت بهم إليه لتتفرغ لحياتها الجديدة مع زوج وأبناءآخرين.
رأي علم الاجتماع:
يؤكد جمال عبد المقصود أخصائي اجتماعي أن الصورة السلبية لزوجة الأب، توارثها المجتمع، نتاج ثقافته وتقاليده، فدائما يظهرها بمظهر الشريرة، التي جاءت لخطف الأب وتعذيب الأبناء، وتشريدهم، رغم أن هناك أمهات أشد قسوة من زوجة الأب، ولكن المجتمع دائما يقف ضد زوجة الأب، وينصف الأم… ففي كلا الحالتين الحنان أو القسوة في الشخصية يرجع لطبيعة هذه الشخصية وعلى الزوج أن يحسن اختيار الزوجة الثانية خاصة مع وجود أبناء في حاجة إلى أم بديلة تعوضهم حنان الأم المفقود. وهناك الكثير من الصور الإيجابية لزوجة الأب والتي كانت للأبناء أماً مثالية أحبها الأبناء واحترموها وكرمها المجتمع.
وعن رأي علم النفس في زوجة الأب تقول صفاء عبد الرحمن – مرشدة نفسية – أن المرأة التي تقبل أن تكون زوجة أب، يجب أن تكون شجاعة، وواعية، وعليها أن تضحي حتى تسعد زوجها وأبناءه، وتبذل الكثير من الجهد لكسب ثقتهم… فمطلوب منها أن تعيد التوازن للأسرة التي فقدت مصدر الحنان، حتى تجعلهم يتقلبون وجودها بينهم ولا شك أن نجاحها في ذلك، سيحقق لها ولهم السعادة والراحة النفسية.
وتضيف: – وهي من حقها أن تفكر في إنجاب طفل ليكون وسيلة لتقوية الروابط بينها وبين أولاد زوجها، كما أن وجود طفل وليد في الأسرة يدخل البهجة على القلوب… كما يجب عليها أن تحرص على أن تبقى علاقتهم موصولة بأمهم سواء كانت متوفاة أو على قيد الحياة… فالأم كائن مقدس كما يجب عليها أيضاً أن تتسم بالصبر على أخطاءهم، وأن تجعل من نفسها معلمة ومرشدة نفسية لهم وأكثر تسامحاً وحباً وحزماً أيضاً عند اللزوم كما هي الأم تماماً.
وتؤكد على خطوة هامة يجب على الاب القيام بها قبل زواجه بأخرى، وهي أن يحسن اختيار هذه الزوجة التي ستحمل محل الأم لأبنائه، وعليه أن يهيئهم لقبولها، والتقريب فيما بينهم نفسياً، لكسر حاجز الخوف والشك… والأب أيضاً له الدور الأكبر في حفظ التوازن النفسي للأسرة بكاملها، فعليه أن لا يتجه بكل اهتمامه لزوجته الجديدة ويهمل أبناءه… لأن سعادته الحقيقة في سعادة كل أفراد الأسرة بالحب والتفاهم والعدل في المعاملة فيما بين زوجته وأبنائه.
أما الزوجة فعليها مساعدة زوجها في أداء دوره، ولابد من تفهم مشاعر الأطفال وعدم التدخل في أسلوب التربية الذي يتبعه الأب معهم، ويجب أن تعرف أن الهدوء والتسامح والحب أساس سليم لأسرة سعيدة مهما كانت الروابط بين أفرادها.
رأي الدين:
وعن رأي الدين في زوجة الأب يقول دكتور مصطفى الشكعة – عضو مجمع البحوث الإسلامية – أعطى الله تعالى لزوجة الأب حرمة تماثل حرمة الأم، لذا فهي واجب لها الاحترام من جانب الأبناء، وحق البر والصلة حتى بعد وفاة الأب، كما لا يجب عليهم إغفال حقها في الميراث.
أما عن واجبات زوجة الأب يقول دكتور الشكعة: – إذا راعت الله تعالى في معاملة أبناء زوجها بتربيتهم التربية الصالحة والعناية بهم، فلا شك أن هؤلاء الأبناء سيكون عليهم واجبات عظيمة نحوها ويكون لها من الله تعالى الأجر والثواب العظيم.
والمرأة الواعية هي التي تقوم بواجباتها نحو أبناء زوجها، لأنها تكون مسؤولة أمام الله عز وجل عن رعايتهم والعطف عليهم مثل أبنائها تماماً وهي تستطيع كسب قلوبهم وحبهم فينادونها بأمي تعبيراً عن امتنانهم لها.
تحيـــــــــــــــــاتي لكــــــــــــــــــــــم
سلمت على روعه طرحك