يقبل كلاً من الرجل والمرأة على الزواج وهما يحملان اعتقادات وأفكار عن طبيعة الزواج, وقد تكون هذه الأفكار خاطئة أو مغلوطة فما تلبث أن تنكشف على حقيقتها بعد الزواج, وتأتي الصدمة التي تؤكد لكل منهما بأن هذه الاعتقادات كانت مجرد أوهام, وبأن الواقع بعيداً كل البعد عنها.
وإحدى هذه الأفكار هو اعتقاد أحد الطرفين أن الزواج كله سعادة وهناء وراحة, وبأنه عقد أبدي مضمون لا ينفصم أبداً, وينسى بأن الحياة الزوجية لها همومها ومسؤولياتها, وعلى هذا الأساس يهمل في تقوية وتعزيز رابطة الزواج, وقد يتصرف تصرفات تؤدي إلى قطع هذه الرابطة.
ومن اليوم الأول للزواج حتى نهاية العام الأول, يواجه كلاً من الزوجان مشكلة التكيف مع الطرف الآخر, فهذه الفترة تحمل الكثير من الصعوبات التي لم تخطر لهما ببال, وقد تثير نوعاً من الشعور بخيبة الأمل, ولكن مع بعض التفهم لأوجه الاختلاف في الآراء والتصرفات, وبقليل من الجهد للتقرب من الطرف الآخر بأسلوب تفكيره وتصرفاته, سيعود الامتزاج بين الزوجين وتزول الفروق والاختلافات بينهما.
وفي معظم العلاقات الزوجية الناجحة, يكون كلاً من الزوجين متفهماً لعلاقات وأصدقاء الطرف الآخر, ومدركاً أن تلازم الزوجين طيلة الوقت أمر مستحيل, وأنه يشترك مع الطرف الآخر في أغلب الأشياء لا كلها, وأن كلاً من الزوج والزوجة شخصيتان مختلفتان فكرياً وعقلياً, وهذا الالتقاء بينهما برابطة الزواج يتطلب الكثير من التفهم والتفاهم.
كما يعتقد الكثيرون بأن إنجاب الأطفال دليلاً على الحب وهو الهدف النهائي للزواج, وهذا من أكثر الاعتقادات الخاطئة حول الزواج, وقد يؤدي إلى فتور العلاقة بين الزوجين, ففترة الحمل الأولى تأتي لتسبب للزوجة شعوراً يختلط فيه الخوف والبهجة, كما يشعر الزوج بالقلق من المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية القادمة التي تنتظره, ولكن ما تلبث أن تتلاشى مشاعر الخوف والمسؤوليات ليحل محلها شعور الانتظار والارتقاب بقدوم المولود الجديد.
وأخيراً يجب أن يدرك كل شاب وفتاة أن الزواج يحمل في طياته الكثير من المواقف التي ينبغي الاستعداد لها نفسياً وفكرياً, ليكون بمقدورهما مواجهتها بهدوء وتبصر, واجتيازها بنجاح.
سلمتِ وسلم لنا ابداعك .. لاتحرمينا من روعه ماتخطه لنا اناملك..
دمتِ بكل خير ومحبه
تحياتي