تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » غياب الخبرة في الحياة الزوجية

غياب الخبرة في الحياة الزوجية 2024.

  • بواسطة
غياب الخبرة في الحياة الزوجية

غياب الخبرة في الحياة الزوجية

غياب الخبرة في الحياة الزوجية

إنالزواج الذي يبدأ بالإهمال في المعرفة أويقومعلى تصورات خاطئة مجانبة للحقيقة ، أو الخداع أحياناً ، هو زواج قلق متزلزل ،ذلكأن الحياة الزوجية سرعان ما تكشف جميع الحقائق وتظهر جميع الخبايا . إذنفالحياةالزوجية يجب أن تقوم على الحقيقة والحق بعيداً عن الخدع والأباطيل .

أسرار النزاع :

يسعىالزوجان في بداية حياتهما المشتركة إلى إخفاء بعضميزاتهماالشخصية سواء على صعيد العيوب أو الأذواق ، ويحاولان في تلك الفترةالحساسةأن يغضّا طرفيهما عن بعضهما البعض .

ومن أجل البحث في الاسرارالكامنةوراء النزاع في الحياة الزوجية يمكن توزيعها إلى قسمين : عوامل ما قبلالزواج . وعوامل ما بعد الزواج .

القسم الاول ـ عوامل ما قبل الزواج :

إنالكثير من النزاعات ما كانت لتوجدلوأحسن الزوجان التفكير في الحياة ، وأننا نشير إلى هذه الناحية من أجل أن نلفتأنظارالشباب قبل إقدامهم على الزواج ونذكر الذين تزوجوا إلى الاهتمام بهذه المسألةوهمفي بداية صنع مستقبلهم المشترك . ويمكن تلخيص هذه العوامل في ما يلي :

1 ـ عدم التعارف :

يتطلبالزواج فرصة كافية من أجل أن يتعرف أحد الطرفينعلىالآخر ، وبالرغم من غنى هذه التجربة إلا أنها تبقى عاجزة عن رفع الحجب بينالطرفينإلا في الحالات النادرة . ومع ذلك فهي ضرورية جداً من أجل بناء حياة مشتركةعلىأرض صلبة وواضحة تقريباً .

2 ـ عدم التشاور :

مهمابلغ الشباب من العلم والمعرفة إلا أنهم يعتبرونعديميالخبرة في شؤون الحياة الزوجية . ومع بالغ الأسف فإن كثيراً منهم وبسبب أسلوبتربيتهميبقون بمنأىً عن تجارب الوالدين ولا يصغون إلى آرائهما في هذه المسائل .

إن تعاليم الإسلام توصي الشباب باستشارة من هم أكبر منهم سناً وأخذ وجهةنظرالوالدين في مسألة الزواج قبل الإقدام على تنفيذ هذه التجربة لتلافي تنائجهاالمرة ، وهذا التأكيد يتضاعف بالنسبة للفتيات اللائي يمكن خداعهن بسهولة .

3 ـ التصورات الخاطئة عن الحياة :

إنأغلب المشاكل والنزاعات التي تعصفبالحياةالزوجية ناجمة عن التصورات الخاطئة أو الخيالية عن الحياة والمستقبل ، إذأنالبعض يعيش في عالم من الأحلام الوردية ويتصور بأن المستقبل سيكون جنّة وارفةالظلال ، ولكن ، وبعد أن يلج دنياه الجديدة إذا به يبحث عن تلك الجنة الموعودة فلايعثرعليها ، فيلقي باللوم على زوجه محمّلاً إياه مسؤولية ذلك ، ويبدأ بذلك فصلالنزاعالمرير يفقد الحياة طعمها ومعناها ، في حين أن بعض الأماني والآمال تبلغ منالخيالبحيث لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع . إن المرأة والرجل في واقع الأمر ليساملاكينوأننا نعيش في أرض الواقع بعيدين عن الجنة الموعودة وعوالم الخيال .

4 ـ الخداع :

قدينشأ النزاع بين الزوجين بسبب بعض الخدع والمكائد التييحوكهاأحد الطرفين أو كلاهما ، فمثلاً يقوم الفتى والفتاة ومن أجل جذب الطرف الآخرإليهوإقناعه بالزواج بالمبالغة أو الاختلاق على صعيد وضعه المالي أو الأخلاقيإضافةإلى الوعود الخاوية التي يطلقانها في الهواء ؛ فإذا دخلا ميدان الحياةوارتفعتجميع الحجب وبرزت الحقائق والاسرار ، عندها يبدأ النزاع أو التفكير بالتخلصمنبعضهما .

5 ـ الشهوانية :

يسعىأكثر الشباب ومن أجل إرواء غرائزهم إلى الزواجمعتقدينأن الحياة الزوجية هي مجرد إشباع هذا الجانب فقط ، غافلين عن أنهم بذلكينظرونإلى الجانب الحيواني الذي لا يمكن أن يكون هدفاً لتشكيل الاسرة ، هذا أولاً، وثانياً إن هكذا زيجات لن يكتب لها البقاء والاستمرار إذ سرعان ما تنطفىء الغرائزالجنسية ، ومن ثم ينهار البناء الذي نهضت على أساسه ، إذ يفقد الزوجان بعد ذلكالرغبةفي الاستمرار في الحياة المشتركة بعد إحساسهما بالارتواء الجنسي .

إنالحياة الزوجية يجب أن تنهض على أساس من التفاهم والألفة والمحبة والتكامل وأداءالواجبالإلهي حتى يمكن لها الاستمرار والدوام .

6 ـ الاقتصار على المظاهر :

ماأكثر الأفراد الذين يخفون حقيقتهم فلا يعرفمنهمسوى ظاهرهم فقط ، وما أكثر الذين يبحثون عن المظاهر فقط لدى بحثهم عن شريكلحياتهم ، إذ يقتصر همهم على الجمال والمستوى الاقتصادي والزي وغير ذلك ، حيث تتعددالمطبّات . . ولكن وبعد دخول الزوجين عالم الحياة الزوجية وحيث تضعهما الحياةالمشتركةعلى المحك دائماً تبرز الحقيقة كاملة وتنتهي المظاهر البرّاقة ، ويكتشفانأنتلك المظاهر لا أثر لها ولا دور في خلق السعادة المنشودة .

إن تعاليمالإسلامالحنيف يؤكد دائماً على أن انتخاب الزوج يجب أن لا يتم على أساس الجمالوالمالوأن الدين هو وحده أساس الاختيار في هذه المسألة البالغة الحساسية .

7 ـ الاتكاء على المصالح :

نشاهدبعض الأفراد يقدمون على الزواج انطلاقاًمنمصالح معينة أو من أجل أن يضعوا أيديهم على الثروة ، وفي مثل هذه الحالات وبعدأنيتحقق هدفهم تنتهي جميع المبررات والأسباب التي أدّت إلى الزواج وتبدأ حياةالنزاعوالاختلافات .إن الزواج ليس وليد المصلحة ، إنه أسمى من ذلك ،وهوعلى حد تعبير الآية الكريمة في قوله تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )البقرة:187.

8 ـ الزواج المفروض :

وهوأخطر حالات الزواج على الإطلاق ، حيث يقومالوالدانبتزويج الأبناء دون اعتبار لرغباتهم . إن مجرد الشعور بالقهر وحده سيدفعبالطرفينإلى الخلاص من هذه القيود ووضعها تحت الأقدام .

إن المرء قديتمكنمن إجبار الآخرين على تناول طعام معين ، ولكن سيكون عاجزاً عن إجبارهم علىالشعوربالشهية والميل والتلذذ .

ومن المسلّم به أن أي نزاع ينشب أو خلاففإنالزوجين سيصبّان لعناتهما على أولئك الذين فرضوا عليهما هذه الحياة وصنعوا لهماهذاالجحيم !.

القسم الثاني ـ عوامل ما بعد الزواج :

ذكرنافي القسم الاول بعض الحالاتوالعواملالتي تؤدي إلى اضمحلال الأسرة وتدهورها وهي كما أشرنا تتعلق بفترة ما قبلالزواج ، والتي ينبغي الالتفات إليها وأخذها بنظر الاعتبار قبل الإقدام على الزواجوتشكيلالأسرة .

وفي مقابل ذلك ، وكما أشرنا أيضاً ، توجد عوامل وأسبابترتبطفي فترة ما بعد الزواج حيث ينبغي رعايتها هي الأخرى لتلافي وقوع الخلافاتونشوبالنزاعات ، ويمكن الإشارة إلى أبرزها .

1 ـ الجهل بالحقوق المشتركة :

فيخضم الحياة المتشابكة للزوجين ينبغي لهمامعرفةحقوق الطرف الآخر واحترامها ، ذلك أن أغلب حالات النزاع إنما تنجم عن تجاهلأحدالطرفين حقوق الطرف الآخر أو جهله بها . وقد ينشأ ذلك أيضاً من التوقعات غيرالمحدودةلأحد الطرفين.

إن الحياة الزوجية تنطوي على حقوق وواجبات يتوجبعلىالزوجين رعايتها واحترامها ، وإن معرفة هذه الحقوق والواجبات أولاً هي الخطوةالأساسفي طريق بناء الأسرة المنشودة .

2 ـ غياب التجدد في الحياة المشتركة :

ينبغيعلى الزوجين السعي لتجديدحياتهماالمشتركة وشحنها بكل ما يلفت النظر ويجلب الإهتمام . إن الشقاء والتصدع لايطالالحياة الزوجية إلا عندما يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بالرتابة المملة وأنه لاشيءجديد .

ينبغي على الزوجين التجدد لبعضهما والظهور بصورة ملفتة للنظر، وهذا ما يوصي به ديننا الحنيف .

3 ـ إخفاء الأسرار :

ينشبالنزاع بين الزوجين أحياناً تعمد الرجل والمرأةالاحتفاظببعض الأسرار أو القيام ببعض الأعمال التي من شأنها أن تغضب الطرف الآخركمعاشرةبعض الأشخاص أو اعتناق بعض الأفكار أو إخفاء بعض الحقائق .

قدينطويذلك على بعض المصلحة ولكن ينبغي عدم التغافل عن بعض الأسرار التي تخص الحياةالأسريةوأن تظهر للملأ العام يوماً ما ، وعندها سيتضاعف الضرر ، وأساساً فإنالإنسانعدو ما يجهل ، وسينصب العداء في النتيجة على الطرف الذي تسبب في ذلك الجهل .

4 ـ التدخل في الشؤون الخاصة :

كثيرةهي النزاعات التي تنجم عن تدخل أحدالطرفينفي شؤون الآخر . لقد وضع الإسلام نظاماً للحياة الزوجية وعين حدوداًللزوجينوأشار إلى حقوق وواجبات كل طرف منهما ؛ وعليه فإن على الزوجين التحرك فيإطارما رسمه الإسلام لهما ، وأن هناك مجالات للتعاون معينة ولا ينبغي التدخل فيالشؤونالخاصة إلا إذا طلب الطرف المعني ذلك .

قد يحدث التدخل في بعضالأحيانمن طرف بعيد كالأقارب والأصدقاء ، فمثلاً تدخل سيدة ما حياتهما كمرشد وتبدأتدّخلهافي شؤون الأسرة مما يتسبب في بعض الأحيان في حدوث الخلافات بين الزوجين ،وهذهظاهرة عامة يعرفها الكثير .

5 ـ الإحساس بالحرمان :

ماأكثر أولئك الذين يبنون لأزواجهم ، على أساس منالأحلاموالآمال العريضة ، قصوراً كبيرة من الخيال ، وإذا بهم يجدونها مجرد أنقاضوخرائب ، فيشعرون بالحرمان بعد أن عاشوا ـ كما صورت لهم تلك الأحلام ـ في قصور فخمةوحياةمرفهة . وعندما يصطدمون بالواقع المرير يخفون مشاعرهم وراء الستائر مدة ما ،ولكنهاسرعان ما تسقط وتظهر جميع الحقائق ويبدأ النزاع .

6 ـ الأنانية :

المشكلةالأخرى التي تعتري الحياة الزوجية وخاصةلدى الشباب، هي الأنانية والسقوط في أسر الأهواء النفسية التي تمنعهم من الرؤية الواضحةللأمور ، بل يتعدى الأمر إلى رؤية الحقائق مقلوبة تماماً ، ولو أنهم خلوا إلىأنفسهموفكروا في سلوكهم وآرائهم بعيداً عن روح الأنانية لتكشفت لهم الحقيقة ،وعندهاتضمحل فرص الصدام والنزاع .

وينبغي للإنسان أن يربّي نفسه علىالتحملوطلب الحق والعدالة ، بشرط أن يكون ذلك منذ بدء حياته المشتركة ، وعندهاستصبحهذه الشعارات ملكة متجذرة في روحه .

في الوقت الحاضر :

الماضيلا يعود ، وما تحدثنا عنه يرتبط بأشياء قد حدثت ،ولاسبيل لعودتها . . والسؤال هنا ماذا يجب أن نفعل ؟ أمامنا ثلاث طرق لا غير :طريقالطلاق ، طريق التحمل والعذاب ، وطريق الإصلاح .

ـ إن طريق الطلاق لايشكلحلاً مرضياً نظراً لقدسية الزواج الذي يعتبر اتحاداً بين شخصين عن قرار سابقورغبةمتبادلة ، وقد تم كل ذلك في ظلال من تعاليم الإسلام وبحكم من الله سبحانهوتعالى ، فالأمر الذي يتم برضا الله لا ينتهي إلا برضاه أيضاً .

ـ أماالطريقالثاني وهو تحمل الآلام فلا يعتبر حلاً صائباً هو الآخر ، إذ ليس من المنطقيأنيختار الإنسان العيش في جحيم لا يطاق يوقف مسيرته نحو التكامل . ـوأخيراً : الطريق الثالث وهو الحل الذين ينشده الإسلام والعقل : طريق الإصلاحوالعودةإلى جادة الصواب ، إذ ليس من المستحيل أن يجلس الزوجان للتفاهم وبحثالمشاكلفي إطار من الموضوعية لدارسة وضعهما وتشخيص الداء والاتفاق على نوع الدواءالمناسب .

في طريق الإصلاح :

لايمكن بالطبع إجبار الزوجين على الاستمرار في الحياةالمشتركةأو أن نطلب منهما تبادل الحب ، ولكن من الممكن أن نعرض لهما أسس الحياةالمشتركةالتي تحظى برضا الله سبحانه ومن ثم نطلب منهما التسليم لها واحترامها .وبالطبعفإن هذا الأمر يعتبر الحد الأدنى الذي يحقق استمرار الحياة الزوجية في جومسالم .
من سوء الحظ إن الإنسان يحكّم عواطفه ومشاعره في أكثر المسائلحساسيةومصيرية فهو يطلب من الآخرين النزول على رغباته دائماً ، ولو كان هناك قدرمنالمحبة والتسامح لما كان هناك من أثر للنزاع .

وينبغي للشباب أنيعتبرواما ورد إنذاراً مبكراً لهم قبل أن يلجوا عالم الحياة الزوجية ، ينبغي لهمأنيحكّموا وألاّ ينقادوا لأهوائهم الشخصية ، وأن يحسنوا الاختيار ، وأن يكون هدفهمالإنسانالذي يمكن التفاهم معه ، لا الإنسان الذي يريد من الأشياء أن تدور في فلكهومداره .

*********الله يعطيك مليووون عافيه
تقبل حضوري في صرحك الجمال مع خالص الاحترام
زهور الياسمين لشخصك
مودتي ************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.