تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية

قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية 2024.

  • بواسطة
قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية (سينكيانغ)

قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية (سينكيانغ)

كان حسين يذاكر في مادة الرياضيات وبعد أن حاول كثيراً حل إحدى المسائل الصعبة بنفسه ولم يتوصل إلي الحل فكر في مساعدة أبيه. وعندما دخل حسين على أبيه في غرفته وقف مكانه باحترام وسكينة منتظراً أبيه الذي كان يدعو الله تعالي رافعاً يديه بعد أن صلي سنة العشاء وهو يدعو ويقول: ( اللهم ارحم اخوتنا المسلمين في فلسطين والشيشان وتركستان وأفغانستان .. اللهم ارحم المسلمين في كل مكان). وعندما انتهي الأب من الدعاء التفت إلي ابنه فوجده واقفاً صامتاً وهو يفكر فقال له : أهلاً يا حسين لماذا أنت واقف بالباب تعالي إلي يا بني ؟. وتقدم حسين إلى والده وقال له: يا أبي كنت قد جئت إليك لتساعدني في حل مسألة رياضية ولكني الآن أريدك أن تحل لي ما هو أهم !. أبتسم والد حسين في حنان وقال له : وما هو هذا الأهم يا تري ؟. قال حسين بتفكر عميق : سمعتك تدعو الله تعالي أن يرحم المسلمين ولكنك ذكرت مكان لم أسمع عنه من قبل وهو تركستان فأنا أسمع في النشرة عن مسلمين يحاربون في فلسطين والشيشان وأفغانستان ولكن ما هي تركستان هذه ؟ وكيف يوجد بها مسلمون ولا نعرفهم؟ نظر الأب بإعجاب إلي ابنه الذي همه حال المسلمين أكثر من همه الشخصي فقربه إليه وقال في حنان ممزوج بالحزن والأسي : – يا حسين إن لنا ملايين المسلمين في تركستان يتعذبون ويعانون من سوء معاملة الحكومة الصينية لهم التي تحاول أن تسيطر علي أراضيهم وثرواتهم لأن تركستان تقع بجوارها من ناحية الغرب ، وهم مهددون دائماً بالطرد والقتل والحرمان من الصوم والصلاة .. ولكن لكي تعرف فعلاً ما يعانيه هؤلاء الأخوة سأدلك علي كتاب في المكتبة ومواقع علي الإنترنت لتكتشف ذلك بنفسك. **** أمضي حسين ساعات طويلة يبحث في الكتاب الذي دله عليه والده ويبحث أيضاً علي الإنترنت عن أية معلومات حول تركستان الشرقيه والتي سماها الصينيون "سينكيانغ" ليقضوا علي اسمها المسلم ، وجمع حسين الكثير من المعلومات عنها ولخصها فيما يأتي: – تركستان الشرقية "سينكيانغ" أرض واسعة جداً تقع بجوار الصين من ناحية الغرب وهي أرض مسلمة تبلغ نسبة المسلمين فيها 95% من السكان. – تم فتحها علي أيدي المسلمين في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 95 هـ ثم انتشر فيها الإسلام عن طريق التجار المسلمين والدعاة وكثير من الجنود الذين بقوا من الجيش الإسلامي فيها وتزوجوا من بناتها وأقاموا المساكن والمساجد. – دور المسلمين في نشر الحضارة في تركستان والصين. كان المسلمون ينشرون العلم والأخلاق الكريمة في كل مكان يذهبون إليه ولذلك فلقد عمروا بلاد تركستان الشرقية وشجعوا أهلها علي العلم وتنشيط التجارة والتوسع في العمران. واستمر المسلمين سعداء في هذه البلاد حتى حكمت الصين عائلة اسمها عائلة "مانشو" فقامت باضطهاد المسلمين والإساءة إليهم ولذلك قام المسلمون الذين غاروا علي دينهم وممتلكاتهم بعدة ثورات ضد هذه العائلة الحاكمة ولكن كثير من هذه الثورات فشل لأن المسلمين في العالم لم يساعدوا اخوتهم في تركستان بأي شئ لانشغالهم بمحاربة الاستعمار البريطاني والفرنسي والإسباني الذي يحتل بلادهم. وفي عام 1911هـ سقطت عائلة مانشو من الحكم وجاء بعدها بفترة قصيرة الحكم الشيوعي وهو الحكم الذي استمد من فكر الاتحاد السوفيتي السابق والذي كان لا يؤمن بأي دين ويحارب كل من يتمسك بدينه ، ولذلك بدأ في ظل هذا الحكم الذي قلدته الصين مأساة الاخوة المسلمين في تركستان لأنهم كانوا متمسكين بدينهم وشعائره فقامت الحكومة الصينية باضطهادهم علي النحو التالي: – أوقفت بناء المساجد وأغلقت المساجد الموجودة. – طاردت الأئمة والعلماء المسلمين لكي لا يعلم المسلمين دينهم. – منعت المسلمين من ارتداء الزي الإسلامي فمنع الفتيات من لبس الحجاب. – أحرقت الكتب الإسلامية الموجودة في المساجد والمكتبات. – فرضت علي المسلمين أكل لحم الخنزير الذي حرمه الله علي المسلمين. – فرضت علي المسلمين عدم الوصول للمناصب المهمة في البلاد وجعلتهم يعتمدون فقط علي حرفة الرعي والنسيج لكي لا يكونوا أشخاصاً مهمين ومؤثرين في الدولة. كل ذلك وغيره الكثير ولكننا لا نعرفه لأن الجرائد والتلفزيون لا يهتمون بالوصول للمسلمين في تركستان الشرقية وغيرها من بلاد المسلمين البعيدة عن العالم العربي. وأيضاً لم يحتمل المسلمين في تركستان الشرقية كل ذلك فقاموا بثورات كثيرة أظهروا فيها بطولات خالدة في أعوام 1928 و 1936 و 1940 ولكنها انتهت في النهاية بانتصار الحكومة الصينية لأن المسلمين كانوا قليلي السلاح والمال ولا يجدون مساعدات من المسلمين في أنحاء العالم لأنهم لا يعرفون عنهم شيئاً. مسلمو تركستان الشرقية اليوم.. قام اخوتنا المسلمين في هذه البلد مرة أخري بثورة كبيرة في عام 1996 ولكن الحكومة الصينية استخدمت ضدهم كل الأسلحة بل وطالبت الدول الأوروبية والأمريكية بمساعدتها ضدهم بتهمة أنهم إرهابيون ومتطرفون وكل ذلك غير صحيح فالمسلمون في تركستان الشرقية لا يريدون إلا شئ واحد هو الاستقلال ببلادهم عن الحكم الصيني وهم يريدون أن يحكموا أنفسهم (حكم إسلامي) لأنهم مسلمون ولم يفكروا أبداً في إيذاء الصينيين أو غيرهم لأن المسلم لا يؤذي من لا يؤذيه. وعلي ذلك فواجب الحكومات في الوطن الإسلامي والشعوب البحث عن كل المعلومات التي تخص المسلمين في تركستان الشرقية (سينكيانغ) ومساعدتهم بكل الوسائل حتى ننقذهم من المصير المخيف الذي يتهددهم بالسجن والقتل والطرد علي يد الحكومة الصينية. وعندما وصل حسين إلي هذه النقطة امتلأت عيناه بالدموع ورفع يده إلى الله تعالي وقال: اللهم ارحم المسلمين في كل مكان وفي تركستان وساعدني لكي أستطيع مساعدتهم وتقديم يد العون بكل ما أستطيع يارب العالمين.

تمت بحمد الله تعالي.

قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية (سينكيانغ)

قصة سلام علي اخوتي في تركستان الشرقية (سينكيانغ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.