تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة كيف تجدين السعادة

قصة كيف تجدين السعادة 2024.

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
‎ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فأغتررت بها
‎وعند صفو الليالي يحدث الكدر
بعد أن أكملت دراستي الثانوية تقدمت بأوراقي للالتحاق بالجامعة.
ولكن كان هناك أمر جديد.
فقد تقدم لخطبتي شاب يدرس في أمريكا وتمت الموافقة.
* لابد من السفر إلى بلاد الغربة فرحت بذلك فرحآ عظيمآ سأعيش في أمريكا.
جل ما يؤرقني كيف بهذه السرعة تنازل عني أهلي بل كيف وافقوا على الغربة الطويلة خاصة أنهم لا يعرفون الرجل من قبل وأنا لا أزال في هذا السن..
تمتعت بشهر العسل كما يقولون واستقريت في منزلنا الجميل في أمريكا.
مرت الأيام حلوة وجميلة شاهدت معظم المناطق في أمريكا كان زوجي يحرص على أن أشاهد كل شيء..
وحتى يكون لدي ثقافة عن كل شيء..
لكن أيام الصفاء لم تدم طويلآ كنا حسب تصوري الآن في مرحلة مراهقة عقلية فقد بدأت حركة المد والجزر في حياتنا كنا مهملين في كل شيء حتى في أداء الصلاة الشيء الوحيد الذي كنا نحرص عليه أن يكون لدينا ثقافة عن كل شيء..
وامتدادآ لفترة خلافنا يقضي معظم وقته خارج المنزل خاصة في الليل.
لم نرزق خلال تلك السنوات الثلاث بمولود ولعل هذا ساعد على اتساع حدة الخلاف بيننا أصبحنا نصل أحيانآ إلى حافة النهاية نهاية حياتنا الزوجية..
استمرت هذه الحالة.
عندما عدنا لزيارة الوطن لاحظ أهلي الضعف والارهاق علي قررت أن أصارح والدتي بكل شيء..
بدورها نقلت الصورة كاملة إلى والدي.
أخذني أبي جانبآ سألني أسئلة كثيرة ودقيقة كلها تدور حول زوجي ومعاملته لي..
وأخيرآ مدى استقامته.
بعد مهلة منحني إياها والدي للتفكير طلبت الطلاق كنت أتوقع أن يكون الأمر سهلآ خاصة أننا أتفقنا على الطلاق مرات عديدة في أمريكا ولكن زوجي رفض الطلاق إلا بشروط كثيرة.
من أبسطها رد المهر كاملآ وبعد أخذ ورد انتهت الأيام المزعجة ومما زاد كراهيتي له طلباته عند الطلاق على الرغم من أنني ساندته في دراسته ودفعت له من مبالغ كانت معي بل إن مرتبي كاملآ ثلاث سنوات كان بيده..
على أية حال دفع له ما أراد ودفع لي ما أردت..
عدت لحياتي القديمة وكأن ما مر بي حلم أو كابوس مزعج.
* مع بداية العام الدراسي الجامعي لملمت أوراقي وشهادتي القديمة تقدمت إلى الجامعة وأبديت رغبة في الانضمام إلى قسم اللغة الانجليزية وذلك لإجادتي لها من خلال السنوات التي عشتها في الغربة..
ولكن شاء الله أن أقابل إحدى زميلاتي في المرحلة الثانوية بعد السلام الحار والسؤال الطويل أخبرتها أنني أحمل أوراقي للانضمام إلى قسم اللغة الإنجليزية.
زميلتي لم يبق على تخرجها سوى عام دراسي واحد وتدرس في قسم الدراسات الإسلامية.
من خلال وقفتنا البسيطة استطاعت أن تقنعني بالانضمام إلى قسم الدراسات الإسلامية..
فهناك كما ذكرت لي المعلومات التي ستستفيدين منها كما أنك ستتعرفين على جميع طالبات القسم بحكم معرفتي لهن وهناك ما يرضيك من النشاطات اللامنهجية من محاضرات وندوات.
وهذا الجانب اللامنهجي أعادني إلى مرحلة الطفولة حيث كنت أحب تلك النشاطات.
واتكلت على الله كما قالت لي: لا تترددي.
بسرعة كبيرة لم أكن أتوقعها أصبحت عضوة نشطة في هذا القسم أصبحت أشارك في إعداد الندوات وفي ترتيبها كما أن المجموعة التي كنت معها يطغى عليها جانب المرح وهذا ما فقدته منذ ثلاث سنوات.
رجعت لي صحتي وعادت الحياة تدب في عيني كما يحلو لأمي أن تقوله لي.
* لا وقت فارغ لدي كما يقال.
فأنا أعد بحثآ أو أراجع مقرراتي الدراسية وأحيانآ أقوم بالتحضير لالقاء محاضرة على زميلاتي لمدة عشر دقائق..
أصبحت لدي همة كبيرة وعزيمة صادقة المجتمع الذي أعيش فيه جعلني لا أنسى الفريضة بل تعداه إلى التطوع في النوافل من صلاة وصيام حمدت الله أن يسر لي الدخول إلى هذا القسم حيث الرفقة الصالحة.
قررت مع مجموعة من زميلاتي أن نحفظ القرآن..
كان قرارآ بالنسبة لي يعني أنني مقبلة على مرحلة جديدة بدأنا في حفظ القرآن كنت متخوفة في البداية أنني لن استمر ولكن الله يسر لي الاستمرار وأعانني على الحفظ بدون مشقة كما أنني بدأت استدرك ما فاتني فقررت التركيز على كتب العقيدة والفقه..
سبحان الله عندما سافرت لأمريكا كنت أعتقد أنني في قمة السعادة ولكنني عرفت أن البعد عن الله ليس فيه سعادة مطلقة وإن كان شكل السعادة يلوح.
* امتد نشاطي إلى بيتنا بدأت أختي تحفظ القرآن معي خصصت جزءآ من وقتي لكي اقرأ على والدتي ما يفيدها خاصة الأحكام المتعلقة بالنساء الحمد لله كثرت وتنوعت الأشرطة الإسلامية في بيتنا لا أذهب لزيارة أحد إلا ومعي مجموعة منها على شكل هدية لم أضيع مناسبة دون فائدة.
تغيرت حياتي تمامآ انظر إلى الدنيا بمنظار جديد وأنها دار ممر وليست دار مقر.
لم يكدر صفو حياتي سوى أن زوجي السابق عاد من أمريكا بعد أن أنهى دراسته.
وزارتنا والدته تطلب الصفح ونسيان الماضي والعودة إلى زوجي السابق قبلت رأسها وقلت لها: إنني نسيت الماضي كله وعفوت رجاء أن يعفو الله عني..
رفضت طلبها ولكنني ودعتها ولم أنسى أن أرسل له هدية عبارة عن مجموعة من الأشرطة تحث على التوبة ومحاسبة النفس غير ما ذكرت لا وقت لدي سوى التفرغ الكامل لدراستي..
نسيت أن أذكر لكم أنه تقدم لخطبتي الكثير كان أهمهم بالنسبة لي أخ لإحدى زميلاتي..
رفضت وأخبرتها إنني عاهدت الله أن لا أتزوج حتى احفظ القرآن كاملآ وحاولت أن تقنعني لكن أخبرتها أن هذه هي آخر سنة دراسية لنا في الجامعة وكذلك آخر سنة لأكمل حفظ القرآن..
سكتت ولم ترد علي..
بعد عام دراسي كامل انهيت دراستي الجامعية كنت أطمح لأن أعمل معيدة في الجامعة ولكن شاء الله غير ذلك..
عينت في مدرسة قريبة من منزلنا واستمر نشاطي اللامنهجي فوضعت جدولآ للمحاضرات تعده الطالبات كما أنني جعلت هناك نشاطآ لحفظ القرآن.
سارت الأمور في المدرسة بشكل مفرح كأننا أسرة واحدة..
* وفي مساء ذلك اليوم زارتني زميلتي وأخبرتني أنني وعدتها بالزواج من أخيها بعد حفظ القرآن والآن لا عذر لديك..
وافقت .. وتم كل شيء حسب السنة لا إسراف ولا تبذير ولا حفلات..
نعم الرجل خلق ودين وقيام ليل..
لا تسألوني كيف عشت معه كأننا ننتظر بعضنا طوال هذه السنين..
قال لي: إن الذي جعله يصر على خطبتي هو حرصي على حفظ القرآن..
الحمد لله مغير الأحوال من أمريكا وثقافة كل شيء إلى حفظ القرآن..
الحمد لله الذي أدركتني رحمته قبل الفوات…

قصة رائعة تسلمي يا الغالية

بارك الله فيك

خليجية

اعجبني انتقائك للموضوع وروعته
لك وافر المنى والامتنان

دمتي عذبة اللقاء جميلة العطاء
من القلب شكر اعلى هذا الجهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.