ماذا تعرفون عن خشونة المفاصل وتآكلها – خشونة المفاصل وتآكلها
مرض يعتبر من أشيع أنواع الالتهابات التي تصيب المفصل. يصيب أكثر من 20 مليون شخص في الولايات المتحدة ألأمريكية. ويحدث غالباً مع تقدم العمر. وأكثر الإصابات عند الذكور قبل عمر 45 سنة، أما بعد عمر 55 سنة فتكون إصابة النساء به أكثر.
التهاب المفاصل التنكسي شائع أكثر في مفاصل اليدين والقدمين والعمود الفقري، وكذلك في المفاصل الكبيرة الحاملة للوزن مثل الورك والركبة.
وهناك حالات عديدة من التهاب المفاصل التنكسي لا يمكن أن نعزوها لسبب واضح، وهذا ما يسمى بالتهاب بدئي أو أولي. بينما إذا كان السبب في الإصابة واضحا فيسمى التهاباً ثانوياً…
ولأن هذا المرض يصيب الكثير من الذكور والإناث وخصوصاً مع تقدم العمر كان هذا الحوار مع الدكتور محمد فريز مسلماني الاختصاصي بأمراض العظام والمفاصل وجراحتها ليطلعنا على المعلومات المتعلقة بهذا المرض للوقاية والحماية منه…
في البداية عرّف لنا الدكتور مسلماني المفصل بأنه ذلك الجزء من جسم الإنسان الذي تلتقي فيه عظمتان أو أكثر. وتغطي نهاية كل عظمة طبقة ناعمة تسمى بالغضروف.وهو عبارة عن مادة بروتينية تعمل كوسادة بين العظام في المفاصل. والتهاب المفاصل ينجم عن تهتك وتخرب الغضروف في المفصل، وفي نهاية المرض يؤدي إلى فقدانه…
وأوضح أسباب الالتهاب التنكسي بأن الالتهاب الأولي له علاقة بالعمر. فمع تقدم العمر يزداد محتوى الغضروف من الماء، ويتراجع تركيب البروتين بالغضروف. وبالنهاية يتخرب الغضروف ويتحفر. وبتقدم الحالة يتراجع الغضروف حتى يختفي ويزول بين العظام. وباستمرار استعمال المفصل المصاب يتعرض لنوبات الالتهاب وإحداث الألم المفصلي والتورم. وتصاب السطوح العظمية بالتصدع وهذا يسبب كذلك زيادة الألم، وتحدد الحركة ويبوسة المفصل. كذلك فإن الالتهاب في الغضروف يحرص على تشكل تبارزات عظمية جديدة على جانب المفصل بأماكن غير طبيعية. وهذا ما يسمى بالمناقير. وهناك اشتباه بالعامل الوراثي بسبب تكرر الإصابة لأكثر من فرد في العائلة.
أما أسباب الالتهاب الثانوي فينجم الالتهاب عن أمراض أخرى منها البدانة وما تسببه من زيادة الجهد الميكانيكي على الغضروف، وفي الحقيقة، تعتبر البدانة ثاني أشيع سبب بعد تقدم العمر لإحداث الالتهاب التنكسي في الركبة، وتطوره في الركبة بشكل مبكر لدى الذين يرفعون الأثقال، ومن الأسباب أيضاً الرضوض المتكررة، ويعتقد بأن تعرض الأنسجة بالمفاصل مثل الأربطة والغضاريف والعظام بالركبة بشكل متكرر للرضوض سبب لإحداث الالتهاب التنكسي المبكر عند لاعبي كرة القدم. وكذلك الجراحة على المفصل, داء السكري، وأمراض هرمونية أخرى.
وأضاف: من الأسباب أيضاً بأن ترسب البللورات في غضاريف المفاصل يسبب تخرب في الغضاريف وحدوث الالتهاب التنكسي. في النقرس يشاهد ترسب بللورات حمض البول بينما في النقرس الكاذب يشاهد ترسب بلورات كلسية. ولتشوه المفصل الولادي دور في الإصابة، فهناك أشخاص يولدون بتشوهات مفصلية, هذه المفاصل تكون عرضة لحدوث تخرب ميكانيكي مؤدٍ لتطور الالتهاب.
وعن أعراض هذا المرض قال بأنه يختلف عن بقية أنواع الالتهابات المفصلية كالرثواني والذئبة الحمامية بأنه لا يؤثر على أي جهاز آخر في الجسم أو عضو آخر. وأشيع عَرَض هو الألم الذي يشعر به المريض والذي يزداد سوءاً آخر اليوم. وقد يكون هناك أعراض أخرى مثل التورم والحرارة الموضعية وسماع طقطقة بالمفصل. وقد يلاحظ حدوث الألم واليبوسة بالمفصل بعد فترة طويلة من عدم تحريك المفصل مثلا بعد جلوس طويل مع أنه لا يشاهد في حالات متقدمة جداً من الالتهاب حدوث الألم حتى وقت الراحة. تختلف أعراض الالتهاب من شخص لآخر ففي حين أن البعض يعانون بشدة من الأعراض وخاصة الألم، بينما يشاهد أن هناك آخرين شكايتهم قليلة برغم من أن الإصابة التنكسية قد تكون متطورة ومترقية أكثر. وهناك ملاحظة مهمة جداً ومميزة لهذا المرض أن الأعراض تأتي بشكل متقطع ونوبي. في تنكس الركبة غالباً يترافق مع زيادة الوزن والبدانة أو وجود قصة رضوض متكررة على الركبة.
ومن الأعراض كذلك حدوث تشوه بشكل المفصل وخاصة الركبة بسبب التنكس حيث يلاحظ حدوث تقوس بالطرف السفلي.وقد يكون هناك – أحياناً – شكوى من حدوث العرج في المشي بسبب الألم والتشوه بالركبة، أو الورك. والتنكس في مفاصل العمود الفقري تسبب آلاماً في الرقبة أو الظهر أو أسفل الظهر ووجود المناقير في هذه االمفاصل تكون قريبة من الأعصاب فتحدث تخريشاً للأعصاب وهذا يسبب الألم في اليد أو الرجل أو الخدر أو النمل.
وإضافة لما ذكر من أعراض هناك تشكل تبارزات عظمية ظاهرة تحت الجلد على مفاصل اليد (الأصابع بين السلاميات) تدعى عقد هيبرون مع تشوه في شكل المفصل، وتحدد حركته.
وأوضح كيفية تشخيص هذا الالتهاب بقوله " إنه لا توجد تحاليل دموية لتشخيص المرض، إنما تجرى التحاليل لنفي وجود أمراض أخرى. الصور الشعاعية ضرورية جداً. إذ تشخّص المرض وتحدد مرحلته. والعلامات المشاهدة على الصور هي غياب الطبقة الغضروفية بين العظام وانقراص المسافة المفصلية ووجود المناقير. إجراء بزل مفصلي (وهو سحب السائل المفصلي) لكشف أمراض مثل النقرس والإنتان أو أسباب أخرى للالتهاب. فإجراء سحب السائل المفصلي مع حقن المفصل بالكورتيزون بنفس الوقت يفيد في تحسن الألم والتورم بشكل ملحوظ. ويفيد تنظير المفصل وهو إجراء جراحي حيث يقوم الجراح بإدخال منظار للرؤية المباشرة داخل المفصل وهذا ما يفيد في كشف ورؤية أي أذية للغضروف والأربطة. ويمكن ترميمها.
وخلاصة ما ذكر عن التشخيص: إن عملية تحليل دقيق ووصف مكان وفترة وصفات الأعراض المفصلية، وبعد تأمّل مظهر المفصل كل ذلك يفيد في تشخيص المرض.
وأخيرا أكّد بأنه لا يوجد علاج نوعي- عدا تخفيف الوزن وتخفيف الجهد على المفصل المتأذي – يستطيع أن يوقف تخرب الغضروف المفصلي أو أن يرمم ما حدث من تخريب ويعيده إلى حالته الأولى. فالهدف من العلاج هو تخفيف الألم المفصلي والالتهاب مع المحافظة على حيوية ووظيفة المفصل. بعض المرضى الذين ليس لديهم ألم ليسوا بحاجة إلى علاج. وآخرين يكفي لديهم استعمال طرق محافظة مثل الراحة والتمارين وتخفيف الوزن والحمية واستعمال بعض الأجهزة الداعمة. فتخفيف الوزن ولو بشكل قليل يفيد جداً في تحسين الأعراض وخاصة المفاصل الكبيرة الحاملة للوزن كالركبة والورك.
أما الأدوية فتعتبر مساعدة مكملة للعلاج السابق، فيمكن لها أن تستعمل استعمالاً موضعياً أو عن طريق الفم أو حقن داخل المفصل. ولدى العديد من مرضى الالتهاب التنكسي يفيد مسكنات الألم كالأسبرين والسيتامول. وهذا الأخير أفضل لقلة أعراضه الجانبية. أما المرخيات العضلية فيمكن أن تعطى لفترة مؤقتة. وهناك تطبيقات حديثة مثل لصاقة الفولتارين أو الجل. وهناك الأدوية المضادة للالتهاب التي تحسن الأعراض مثل البروفين ونايروكسين، لكن تأثيراتها الجانبية وخاصة الهضمية شديدة وتكون أسوأ عند كبار السن. وحديثاً تستخدم أدوية مضادة للالتهاب وتأثيراتها الهضمية أقل مثل سيلوكسيب.
ومن طرق العلاج الحديث استخدام المتممات الغذائية مثل غلوكوز أمين إضافة على كوندروئيتين، ويمكن أن يكون لها دور في تحسين الأعراض وتخفيف يبوسة المفصل. ومن العناصر المتممة الغذائية المفيدة للمفاصل زيت السمك (أوميغا 3).
وبالنسبة للكورتيزون فلا يستخدم كعلاج عن طريق الفم في علاج الالتهاب التنكسي، بينما يمكن حقنه داخل المفصل فهو يخفف الألم والأعراض فوراً، ولكن يفضل ألاّ يعطى بشكل متكرر بسبب أذيته للأنسجة والعظام.
ويمكن اللجوء إلى حقن حمض الهيالورونيك داخل المفصل وخاصة للمرضى الذين لا يمكن إجراء العمل الجراحي لهم. هذه الحقن لها دور في تحسين سماكة الغضروف في المفصل ويمكن أن يكون لها دور في أماكن تنبيه الألم في المفصل.
وفي حال فشل كل الطرق السابقة يلجأ الطبيب إلى الجراحة، والتي تكون في حالات الالتهاب التي لا تستجب للعلاج وفي الإصابات المتقدمة جداً. ومن طرق الجراحة تنظير المفاصل وهي تفيد خاصة في حالات تمزق الغضاريف. وطريقة خزع العظم أي تغيير محور العظم وبالتالي تبديل أماكن حمل الجهد وهي تفيد في حالات التشوهات. أما طريقة تبديل المفاصل فهي أفضل حل علاجي للتنكس الشديد وتحسن حالة المريض بشكل جيد.
قبل نهاية الحوار وماذا يحمل المستقبل لمرضى التنكس المفصلي قال الدكتور مسلماني بأن هناك تجارب ناجحة لعملية ترميم الضياع الغضروفي في بعض الأماكن حيث يؤخذ خلايا غضروفية من نفس الشخص وتنمّى في مزارع خاصة ثم يعاد زرعها داخل المفصل في المكان المصاب والتي تقوم بدورها بتشكيل سطح غضروفي جديد.
وبالنسبة للنصائح الوقائية فقد بيّن أنه لاشك من تخفيف الجهد المطبق على المفاصل لتخفيف الألم والتورم وذلك بتقليل شدة وتكرار الجهود المؤلمة. ونصح المرضى بمتابعة التمارين الرياضية لمستويات لا تسبب الألم، لأن الرياضة تفيد في تقوية الدعم العضلي الذي يحمي المفاصل، تحافظ على حركة المفصل بشكل دائم، وتساعد على تخفيف الوزن.
ونصح بتطبيق الكمادات الحارة قبل التمارين والباردة بعدها، وأكّد على السباحة لأهميتها فهي تسمح للمريض بممارسة التمارين بأقل ثقل على المفاصل. وهناك التمارين الأخرى كالمشي وتمارين سكونية (تحريك العضلات دون تحريك المفصل)، مع تمارين حمل الأوزان الخفيفة. وللمصابين بالالتهاب ضرورة التأهيل الفيزيائي لأنه يساعد في وضع أجهزة داعمة للمفاصل مثل الجبائر و"الووكر". أما العلاج المهني يفيد في تقييم متطلبات الجهد اليومي ويقدم أجهزة إضافية يمكن أن تعود بالفائدة على الأشخاص بالمنزل والعمل، والجبائر المطبقة على الأصابع تفيد في دعم المفاصل بالأصابع وتمنع تشوهاتها. استعمال الكمادات الدافئة وكمادات الشمع والقفازات الليلية لأنها تخفف الأعراض. واستعمال حزام القبة على العمود الفقري الرقبي. والحزام القطني يفيد في تحسن أعراض العمود الفقري أيضاً.
ماذا تعرفون عن خشونة المفاصل وتآكلها – خشونة المفاصل وتآكلها
ماذا تعرفون عن خشونة المفاصل وتآكلها – خشونة المفاصل وتآكلها