تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مازلنا نتميز بالعنصرية 2022 ، قضيةالألقاب 2022

مازلنا نتميز بالعنصرية 2024 ، قضيةالألقاب 2024 2024.

مازلنا نتميز بالعنصرية 2013 ، قضيةالألقاب 2024
مازلنا نتميز بالعنصرية 2013 ، قضيةالألقاب 2024

في سيول يسألك الكوري عن عمرك قبل اسمك في لقائكما الأوللكي يتحدث معك بلغة تليق بسنك

وفي القاهرة يسألك المصري عن مهنتك حتى يناديك ب (الباش مهندس) أو (البيه)أما في …. فيسألك ابن جلدتك عن أصلك وفصلك ليدعو القبيلة

بأسرها لتجلس القرفصاء معكما.في أحد المطارات الداخلية، سألني شاب صغير بشنب نيء وشعر كث،لا يتجاوز عمره 17 عاما، ونحن في الطابور الأخير قبل استقلال الطائرة، عن اسميفأجبته بسرعة وحبور، لكنه لم يبلع إجابتي المقتضبة. وقفت في حلقهرد بامتعاض:’ماذا أفعل باسمك الأول؟ ماعائلتك؟’

حينما ناولته اسم عائلتي، لم يعده إليّ إلا بعد أن استنفد كل الأسماء التي تقبع في ذاكرتهوتحمل نفس اسمي الأخير.

وفيما كنت أستوي على مقعدي في الطائرة، إذا به يضع يده على كتفيويقول لي بعطش:’نسيت أن أسألك أنت من أين؟ إلى أي قبيلة تنتمي؟’هذا الحوار الذي عشته قبل عامين اجتاحني مجددا قبل أسابيع قليلة عندما التقيتُ طبيب أسنان مصريا وابنته مُنى (5 سنوات)

في أحد المجمعات التجارية في الخبرأنفقت مع الدكتور عماد نحو نصف ساعة كاملة حافلة بالإثارة بسبب أسئلة ابنته الذكيةفقد حبستني مُنى في أسئلة لم أخرج منها إلا حينما حان موعد الصلاة

سألتني إذا كنت متزوجا أم لا. وأين طفلتي ولماذا لا أحملها على كتفيأو أدفع عربتها في هذه الأثناء. وعبرت عن امتعاضها لعدم وجود دبلة الزواج في خنصري.أبوها لم ينبس ببنت شفة طوال استجواب ابنته لي مكتفيا بابتسامة هائلةيرسمها على وجهه كلما شعر أنني تورطت أو غرقتُ

في أحد أسئلتها العميقةالحوار المثير الذي جمعني مع مُنى دفعني لسؤال أبيها عن سر هذا التدفق

والحيوية واللياقة التي يتمتع بها لسانها مقارنة ببعض ألسنة أبنائناالذين في سنها أو حتى في سني!

الدكتور عماد لخص إجابته على استفساري بقوله إنه وزوجته لا يقاطعانهاإذا تكلمت. يتحدثان معها كأنها ابنة العشرين ينتظرانها حتى تنتهي ثم يصوبان أخطاءها، مما جعلها تتحدث بطلاقةلا تتوافر في أطفالنا الذين نتلو على آذانهم

‘كخه يا بابا’، و’أح ياماما’حتى ينبت الشعر في شواربهم.

هذه العبارات التي ترافق أطفالنا سنوات طويلة جعلت الكثيرين منهملا يجيدون الحديث وارتكاب الأسئلة

تبدو جملهم ناقصة وكأن أرتالا من الفئران الشرهةانقضت عليها بأسنانها الحادة. في حين تبدو جمل الأطفال المصريين وغيرهم أكثر دهشة وانشراحا

البدايات المتعثرة لا تقلص حظوظ فرق كرة القدم في الفوز بالدوري فحسب بل تقلص حظوظ الوالدين بالفوز بابن أو ابنة يجيدان الحديث

تزخر جمل اللبنانيين بعبارات مثل:’إزا بدك’، و’إزا حبيت’. في المقابل تبدو جملنا منزوعة الألوان كمنزل فسيح بلا نوافذدائما أقف مذهولا أمام العبارات التي يغرسها السوريون واللبنانيون والمصريون

في أحاديثهم التي يلقونها على مسامعنا في الشارعوالدكاكين، والتلفزيون، متسائلا:لماذا لا نزرع عبارات مثلها بسخاء في لغتنا وحواراتنا. لماذا نقتصد ونتقشف في تعابيرنا؟طرق التربية الارتجالية المبكرة التي تمارس في أغلب منازلنا

أنجبت مآسي تقفز من أفواهنا كلما تحدث أحدنا، سأل أحدنافلا نعرف كيف نبدأ الحوار وكيف ننهيه

يجب أن يدرك أبناؤنا كيف يتحدثون وكيف يسألونهناك أسئلة كثيرة تكرس الطائفية والقبلية والتمييز

علينا أن نطردها،ونقمعها، ونصادرهاأنا لست حانقا من الشاب(طيب الذكر أعلاه)الذي قبض عليّ في الطائرة

بسؤاله، لكنني حانق على أمه وأبيهلأنهما أودعا في أذنه ‘كخه’، و’عيب’، و’أح’ مبكراً

متناسين أنها مفردات لا تشيد لسانالا تشيد سؤالا، بل تشيد حزنا أطول من ‘برج المملكة’!

مازلنا نتميز بالعنصرية 2013 ، قضيةالألقاب 2024
مازلنا نتميز بالعنصرية 2013 ، قضيةالألقاب 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.