من كتاب لا تكن لطيف اكثر من اللازم
تاليف ديوك روبنسون
قانون الحب:
إن فكرة الحب بمستواه الأولي و الأساسي يعني القبول, فأولئك الذين يحبونك يتقبلونك كما أنت, ثم يتوقعون منك أن تدرك قبولهم لك بالرغم من نقائصك و اخطائك و كل ما تعتبره غير مقبول في نفسك وهم يعلمون أنك غير كامل و تحتاج إلى التطور أكثر مما أنت عليه الآن. ولكن عدم كمالك لا يمنعهم من تقبلك, فالحب يمنحك القبول غير المشروط.
إنه لا يمكن نقده, أو تحسينه حيث لا يمكنك أن تتصور شيئا أفضل منه.
إنه يتقبلنا بطريقة كاملة, وهو يتقبلنا كما نحن.
إنه يقدرنا بما فيه الكفاية لنسعى نحو الأفضل لنا.
إنه يربطنا بطريقة تامة بالآخرين, حيث لا تترك فجوة بيننا و بينهم.
إنه يحقق الأمل و السلام و البهجة التي هي أساس التجربة الإنسانية.
إنه بطبيعته يلح على العدالة الاجتماعية, وهي المبدأ الإنساني الكامل.
حدود القبول المشروط:
عندما تربينا لنكون أشخاصا لطفاء تقبلنا لا شعوريا وبلا نقاش الافتراضات التالية:
*إن القبول المشروط هو قانون الحياة.
*إننا يجب أن نستفيد من هذا القبول بأقصى ما نستطيع.
القبول المشروط يتم التعبير عنه في العادة بثلاثة أشكال:
*القبول الممكن( قد يتقبلوك أو لا يتقبلوك).
*القبول الجزئي (وهو أنهم يقبلون أجزاء من تصرفاتك ولا يقبلون الأجزاء الأخرى.
*القبول المؤقت (حيث يقبلونك لفترة محدودة من الزمن, ولكن ليس للأبد) , وبأي شكل من هذه الأشكال فالناس يقبلونك قبولا مشروطا يقومون بحساب قيمتك بالنسبة لهم, ومهما أخبروك عن صداقتهم فإنهم يعنون أشياء كالتالية: سأقبلك طالما تتبع مبادئي, سأتحملك حتى أجد سببا لبغضك, سأستمر في قبولك بشرط أن تواصل إرضائي.
القبول المشروط يدفعنا نحو مستويات عالية من الأداء, ولكنه يحرمنا للأبد من القبول المؤكد الذي نتوق إليه بشدة. وهكذا من المهم لك أن تعلم أن القبول المشروط لا يجدر به أن يحدد شخصيتك أو يوجه حياتك أو يقرر كيفية إحساسك بذاتك أو يملي عليك كيفية إدارة علاقاتك الهامة. إذن ما البديل؟؟.
يتطلب الحب منا أن نتوقف عن السعي لإرضاء الجميع على الدوام لكي تحوز قبولهم, وأن تتقبل ببساطة حقيقة أننا مقبولين بالفعل, وبعبارة أخرى يشجعنا الحب على أن نتقبل قبول الآخرين لنا. مما يجعلنا في النهاية نتقبل أنفسنا, وبوصفنا ميالين نحو الكمال فمهما كانت تصرفاتنا لطيفة نكون قلقين بشأن ما إذا كنا مقبولين من العالم حولنا, فنحن نقول لأنفسنا: لو علم الناس بحقيقتي… و نفترض حينئذ أنهم سيحكمون بعدم صلاحنا و يرفضونا. ولكن الحب يؤكد على أننا صالحون و مقبولين مهما كانت حقيقتنا, ومع وجود الحب لا يتم استبعاد أي أحد. القبول غير المشروط من الآخرين يعطيك المبرر و الحرية و البهجة التي تحتاجها لتكون سليما من الناحية النفسية. ولذلك فعندما تستجيب للحب بهذه الطريقة فإنك لم تعد في احتياج للوقوع في أسر الكمال أو في أسر علاقاتك التي تحقق التحرر و الإشباع لك.
ولكن كيف تتقبل قبول الآخرين لك؟؟.
التعامل معنقائصك:
دعالآخرين يرون أنك غير كامل و ستجعلهم سعداء, فإذا حاولت أن تكون كاملا طوال الوقتفسوف ينصرف عنك من تحاول أن تؤثر فيهم.
*فكر قبل أن تأخذ على نفسك التزامات: فكر قبل تتصرف و تسائل"ماذا سيحدث إذا لم أفعل ذلك على وجه الكمال؟"" كم من الوقت والجهد يستحق هذا الالتزام؟".
*تحدث مع نفسك حول جهودك غير المثمرةلتحقيق التميز: استثمر وقتك في أعمال تستحق.
*ترأف مع نفسك في الجدية وفي النقد: تقبل حقيقة أنك صانع للأخطاء, فأنت ستقع فيها منآن لآخر مثل أي شخص آخر, وعندما لاتفعل ما يتوقعه الآخرون منك, فلن يكون هذا هو نهاية العالم.
*إتفق مع الناس الذين ينتقدونك بوجه حق: إن النقد يؤلمنا لأنه يطعن, و يحطم الصورة الكاملة التي نعمل جاهدين على أن نرسمهالأنفسنا و للآخرين, وعندما تتعرف على حاجتك العميقة لأن تكون محبوبا, يمكنك حينئذأن تتخلى عن هذه الصورة و تتعايش متقبلا تماما جوانب قصورك.
*تجنب الأشخاص الذين يريدون منك دائماأن تراضيهم.
*جرب الطرق الثلاثة التالية للاتصال بالآخرين, هي سلوكيات عملية, لاتعارض أي توجه من جانبك لمحاولة التصرف على نحو كامل أو مثالي دائما:
افعل ما يناسب كل علاقة من علاقاتك, عامل زوجك و أولادك ورئيسك في العمل و شركائك و معارفك بطريقة ملائمة. إذا أعطاك رئيسك في العمل مهمةمعقولة و مناسبة فلتقم بها, و عندما تحقق التوقعات المناسبة لعلاقاتك فأنت تتصرفبطريقة مثالية.
عندما تفشل قم بالاعتذار, وإذا كنت مهيئااعرض ما يسترضيهم, هؤلاء الأشخاص اعتذارك و تعويضك لهم, فإنك تكون قد أزلت الحواجزبينك و بينهم و استعدت علاقاتك معهم تماما, وإذا قصرت عن الاعتذار في الوقت المناسبو أدركت ذلك مؤخرا, فتستطيع عندئذ أن تعتذر عما فعلت وعن تأخرك في الإقراربه.
إذا رفض الآخرون اعتذارك, أخبرهم أنك تريد إصلاح ذاتبينكم و أنك تشعر بأنك لا حيلة لك في مواجهة رفضهم لاعتذارك. إنك جعلت نفسك معرضاللنقد تمام, و قبلت حقيقة انك تعيش في عالم غير كامل أو مثالي, و هذه طريقة مثاليةفي التعامل.
لقد اتخذت طريقة جديدةللحياة:
منالآن فصاعدا ستفعل الآتي:
ستفكر مليا في الالتزامات قبل أنتتخذها.
تتحدث بصراحة إلى نفسك إذا حاولت أن تكون مثاليا وكاملا.
سترفض الصراحة مع نفسك أو أن تأخذها بجدية زيادة عناللازم.
ستتفق مع أولئك الذين ينتقدونك بوجهحق.
ستتجنب أولئك الذين يصرون على أن تكونمثاليا.
ستمارس الطرق الثلاث للاتصال بالآخرين بصورةمثالية.
و ستظل شخصا لطيفا.
م
ن