الرجولة صفة يحبها الله ورسوله ، حين تسمعها ، لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية والثبات على الحق والوفاء بالعهد.
ولكن هذه الرجولة لا نجدها عندما تهتز القيم ، ويعم الفجور ، ويموت الحياء ، وتنعدم المروءة ، ويستبد الهوى ؛ والرجولة مفقودة عندما تعول النساء البيوت في وجود الرجال ، وعندما ترى المقاهي والنوادي مرتعاً للكسالى الخاملين.
والرجولة موجودة بكل المواطن المحـبَّـبة لله ورسوله ، عندما تقترن بنصرة الحق والثبات عليه ، وعندما تقترن بالتضحية لإعلاء لا إله إلا الله ، وعندما تقترن بإعمار بيوت الله والإسراع إلى الصفوف الأولى ، قال تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ .. )
والرجولة موجودة عندما تقترن بالقيادة والقوامة ، قال تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. ) ؛ أي قوامون على مصالح الأسرة بالرعاية والتربية والإنفاق ، وليس بالظلم والاستبداد والجبروت غير المبرر لإظهار الرجولة !
والرجولة موجودة عندما تقترن بالصبر على العبادات ، والصبر على الطاعات ، والصبر على المحن والابتلاءات ، وعندما تقترن بالوفاء بالعهد مع الله ، والوفاء بالعهد مع الناس ، والوفاء بالعهد مع النفس ، وحتى لا يضيع معنى الرجولة ؛؛؛ فكل رجل ذكر ، وليس كل ذكر رجل