تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ها أنا ذا أكتب ثانيةً

ها أنا ذا أكتب ثانيةً 2024.

ها أنا ذا أكتب ثانيةً….
أُغلقت كل السُبل أمامي, و لكن أبواب السماء ما زالت مشرعه, لكنه طريق ليس للأجساد بل هو للروح, فإما أن أبكي و هذا ما لم أعهده في ذاتي من قبل أبداً, و إما أن ينزف قلبي حبراً أحمر, يُغرق كل الصفحات الزاهية بالألوان المائية فيمزجها و يعلن الدموية سيدة أرجاء السطور.
و ها أنا ذا أجدد العهد ليوم ولادتي و أعلن العصيان على زمني المُشبّع بالعناء, و لا أقوى إلا على شحذ عزيمتي فلربما يأتيني ذلك النصر الملثم زاحفاً يقود طلائع الفجر يوماً, فتغزو باكورة جيشه قلبي و تحرره قبل تجمده, و تكون أواخر جحافله في الشمس, ليكون نهراً جارياً يصب حممه في قلبي المسجون, ليُعيد له زمن الشرارة الأولى والكرامة و الجنوب, لكنه يا هل ترى سيعود من بعد ما تركت رحى حضارتهم المزعومة على جنباته اثر القيود و الحدود.
فأنا و مذ تركت بيرقي و مغارتي, و عملت من تلك المدينة غايتي و حضارتي, هُنتُ ..!! و تكالبت أُمم الحقارة و النفاق على بقايا ذلك الصنديد فيّ, فأرهقته, و هددته و عَاقَبَتْهُ على حِقب البطولة الماضية.. و لربما هذا التسلط عُقدةٌ في النفس متلازمة و تلك العقول البالية, تدعو إلى بسط الحضارة الواهية, لتعم أرجاء المدينة الخاوية… لكنهم لا يعلموا بأن الحقارة و الحضارة المزعومة أضحت في زمن النذالة سلعة..! و رايتي منارة تهدي إلى درب الكرامة المطلقة و مهد الحضارة كلها .. مغارتي.
و لكنني مسربلٌ و مكبل بتلك القذارة كلها… و كلما التفت من حولي وجدت كل السُبل أُغلقت, و ليس لي سوى أبواب السماء مُشرعه, و إن لم يستطع جسدي التقدم و العبور, فسحقاً له ما كان يوماً غير التراب مكانه…!! عودي لأصلك…. و لتسمو روحي ماضية في تلك الدروب المُشرعة, أملا بأن تتخلصي من ما خطه حجر الرحى و تكسري تلك القيود الواهية.. و تعودي لزمن انتفاض القنبلة.


ها أنا ذا أكتب ثانيةً….

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.