تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » همسات للمطلقات

همسات للمطلقات 2024.

  • بواسطة
همسات للمطلقات

همسات للمطلقات

مما لا شك فيه أن الطلاق يُعدّ محنة بكل المقاييس, حتى لو كانت المرأة هي المتسببة في وقوعه ربما للتخلص من مشكلة ما, إلاّ أنه يبقى أثره المؤلم على النفس، مما يجعله يستدعي وقفة مع النفس لِلمّ شتاتها، وكي تقف على ما يجب أن تكون عليه في المستقبل لمعالجة آثار الطلاق.

على المطلقة أن تسلم بقدر الله -عز وجل- وأن تعلم أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها..! فكلٌّ مقدر، ولذا عليها أن تتسلح بالصبر والتسليم بقضاء الله عز وجل.
يُعدّ الدعاء من أقوى الحصون التي يتحصن بها المؤمن في كل وقت، وخاصة وقت الشدة، فكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “ما من مسلم يصيبه مصيبة إلاّ ويقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف عليّ بخير منها إلاّ وخلف الله عليه بخير منها”.
على المطلقة ألاّ تعمد إلى اجترار الأحزان وحبس النفس في ذكريات الماضي وحدود كلمة – لو – لأن ذلك يُعدّ من سبل عذاب النفس وإطفاء أي بصيص من أمل للتقدم في الحياة والخروج من دائرة الماضي الذي كان, بل يجب أن تعطي لنفسها فرصة للتسامح مع نفسها، ومع واقعها، ومع من حولها كي تستمد من الأمل في الحياة قوة لترى بها صفحات الحياة الجميلة التي لم نحيها بعد.
على المطلقة أن تتعلم كيف تتعامل مع واقعها بشكل عملي بأن تلفظ كل إحساس بالفشل، بل وعليها أن توجه كل طاقاتها لتعويض ما يمكن تعويضه والاجتهاد في تحقيق أي نجاح في حياتها، ولو كان ضئيلاً؛ كي تمحو آثار الشعور بالفشل، وأن تخطو بخطوات واثقة نحو حياة جديدة لا وجود فيها للغيظ أو الغضب من طليقها؛ لأن هذا يعني تحرّرها من كل هذه المشاعر السلبية تجاه طليقها، والذي في الغالب كونه يعيش مع زوجة أخرى وينعم بحياة مستقرة أخرى بعيداً عنها، فلماذا تلغي هي حياتها من أجل إنسان لم يعد له وجود في حياتها، فإن كان أخذ الماضي فليس من حقه أن يستحوذ على مستقبلها، بأن تحيا سجينة ذكريات مضت، فإنه من حقها أيضاً تهيئة نفسها للبدء من جديد.
تُعدّ الفترة ما بعد وقوع الطلاق من أصعب الفترات التي تمثل الفراغ والاحتياج العاطفي للمرأة، ولذا يُعدّ الأهل هم المصدر الطبيعي والأقرب لإشباع هذه الشحنة المفتقدة لدى المطلقة، فعليها ألاّ تحرم نفسها من الشعور بالدفء الأسري، وألاّ تحبس نفسها بعيدة عمّن يكنّ لها الحب والتقدير من الأهل والأقارب، وخاصة أن المطلقة تصبح في بعض الحالات كالطائر المجروح الذي يخشى قسوة من حوله بعد وقوعه، فعلى الأهل مد يد العون لابنتهم وإحاطتها بالحب والحنان حتى تجتاز تلك الفترة.
على المرء أن يعي جيداً أن أكثر الناس سعادة هم أقلهم فراغاً، لذلك عليكِ أن تملئي حياتك بالأنشطة والهوايات، وذلك بالموازنة بين شؤون الحياة.
إن من أقوى العوامل التي تساعدكِ في تقييم الأمور بالشكل الصحيح بعد اجتياز تجربة قاسية هو ألاّ نقارن النفس بالأخريات؛ فالكل ظروفه وطاقاته التي تختلف عن الآخر، وإنما الأولى هو النظر للنفس لتتعرف على عيوبها والاجتهاد في إصلاحها، ثم الرضا عن النفس بإيجابية بألاّ نرضى لها سوى النجاح.
وأخيراً على المطلقة أن تعي جيداً أن الاجتهاد في تحقيق النجاح والإنجاز هو سبيلها لإعادة الثقة بالنفس، ومن دواعي النجاح حذف الكلمات المعوقات من قاموس حياتها مثل – لو, كنت, سوف – بل و عليها أن تكرر على مسامع نفسها – أنا قادرة, الآن أعمل, من هنا أبدأ – وليكن شعارك في الحياة من اليوم لا لجلد النفس بل عيشي في حدود يومك، واصنعي منه ما تتمني لمستقبلك، ودعي الغد يتكفل بنفسه كما قيل في المأثور: اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، واعمل لحياتك كأنك تعيش أبداً.
ولا ننسى الشكر لله -عز وجل- على قدره، فما أكثر الأمور التي مرت بنا واستصعبناها، وكرهنا أن نمر بها، بل ورفضنا لمجرد التصور بأننا سنمر بها، ثم سرعان ما ندرك أن ما قدره الله -عز وجل- لنا على الرغم مما فيه من قسوة ظاهرة، إلاّ أنه قدر يحمل لنا في طياته الخير الكثير، ثم ندرك أنه لولا هذه التجربة القاسية لما تمتعنا وسعدنا بما تغيّر في حياتنا للأحسن، وكان فيه سعادتنا الحقيقية. فحقاً كما قال الله عز وجل: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).

همسات رائعة .. جزاك الله خيرا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.