(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ))
: أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ ، وإِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى .
في هذا الكتاب نتناول هذا الجزء الهام من سيرة النبي العطرة صلى الله عليه وسلم ، وهو أيام مرضه ووفاته .
وقد سمعت كثير من الخطباء وغيرهم من الذين يتناولون هذا الجزء ، ولكنهم مع الأسف الشديد ، يخلطون الصحيح بالضعيف بل وبالموضوع ، والكثير أيضًا لا يتناول إلا الضعيف الذي لا يثبت ، ويتركون الصحيح مع أن فيه الغنية والكفاية .
لذا أحببت أن أجمع ما صح فقط عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم وفاته .
ـ لأداء بعض حق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا .
ـ ولبيان الحق في هذه المسألة ، وإظهار السنة الصحيحة .
كما أن في إظهار هذا الجانب المهم من السيرة إثارة لمشاعر المسلمين ، لتزداد محبتهم وشوقهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
فتذكر وفاته ومعرفة تفاصيلها ترقق القلوب ، وتدمع العيون ، وتزكي النفوس ، وتزيد الحنين إليه ، وتدفع المسلم للإكثار من الصلاة والسلام عليه ، وتدفع للإكثار من الدعاء بنيل شفاعته ، والورود على حوضه ، والاجتماع به ، والدخول في سنته في الدنيا ، وتحت لواءه في الآخرة .
ولعلها تكون سببًا في العودة لتعلم هديه ، والتمسك بسنته ، والعمل على نشرها
ولعلها تكون بابًا لمعرفة عظم قدر هذا النبي المصطفى أفضل خلق الله وأحبهم إليه صلى الله عليه وسلم .
ولعلها تكون دافعًا لتكون من أنصاره صلى الله عليه وسلم ، في زمن الغربة ، والبعد عن الدين .
نسأل الله تعالى أن يجمع بيننا وبين الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وأن لا يفرق بيننا وبينه ، حتى يدخلنا مدخله ، وإن قصرت بنا الأعمال ، فإن شاء الله لا تقصر بنا محبته صلى الله عليه وسلم ، فكما قال صلى الله عليه وسلم ((المرء يحشر مع من أحب)) .
ونسأله تعالى أن يرزقنا ثواب هذا الجمع وأن يجعله من العلم النافع ، وأن يجعله قربى إليه ، وسببًا في نيل محبته عز وجل ، ونسأله تبارك وتعالى العفو والعافية .
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه الفقير إلى رحمة الله وعفوه
محمد سعد عبدالدايم
الأربعاء 9 ذو القعدة 1445 هـ الموافق 28 أكتوبر 2024
جعله الله في ميزان حسناتك
وسلمت يداكى وبدنك من النار