إن فحص النسج الرخوة المحيطة بكسور الفك السفلي بواسطة الإيكو قبل البدأ في المعالجة يكشف لنا التغيرات الإلتهابية الحاصلة في هذه النسج وبالتالي يساعدنا على تحديد طبيعة التداخل الجراحي على المنطقة
مقدمة:
تصنف كسور الفك السفلي عاشرا في كسور عظام الجسم والثاني بعد عظم الأنف في كسور عظام الوجه ويعود ذلك لبروز الفك السفلي بين الوجه والعنق ، وفي السنوات الأخيرة ازدادت نسبة كسور الفك السفلي مع تطور المدنية ، فتطور وسائل النقل وحوادثها ساهمت في رفع نسبة
الكسور.من أجل ذلك اتجهت كثير من المراكز و العيادات الطبية للوصول الى تشخيص أكثر وضوح ودقة في أمراض العظام والذي بدوره يساعد ويقدم تسهيلا في التداخلات العلاجية على الحالة المرضية (وقائيا ,دوائيا ,جراحيا) .ومن هنا كان للإيكو دور كبير في هذا الميدان حيث يبين بوضوح ودقة حالة العظم الطبيعية والمرضية (ورم ,التهاب ,كسر ,الخ).
إن من ميزات الإيكو انه عديم الخطورة ودقيق التشخيص وان من خصائصه انه يتناسب مع العناصر المعدنية الموجودة في تركيب العظم اي ان الامواج تخترق العظم بشكل جيد كلما كانت نسبة العناصر المعدنية في العظم سليمة وان تغيرطفيف في هذا التركيب سوف يكون واضحا في الصورة وخاصة في حال الكسر اما الاشعة فتظهر الخلل بعد ضياع 20% من التركيبة المعدنية للعظم , وبالرغم من هذه الميزات للإيكو فإن استخدامه لايزال محدود في امراض الفكين
– هدف البحث :استخدام الايكو (الامواج فوق الصوتية) في تشخيص كسور الفك السفلي التي أصابها مضاعفات التهابية صديدية وذلك لتحسين النتائج المرجوة من التداخل الجراحي على المنطقة
– العمل :
ان المقصد من استخدامنا للإيكو لم يكن توضيح طبيعة الكسر او خط الكسر فحسب وإنما كشف حالة النسج الرخوة المحيطة بالكسر ايضا، لذلك قمنا بمساعدة أخصائي التصوير بفحص منطقة الكسر من الفك السفلي وما حولها من النسج الرخوة قبل بداية العملية وكذلك بعد العمل الجراحي بعشرة أيام .
ومن اجل تحديد التغيرات الحاصلة على النسج الرخوة تم فحص الجانب المصاب من الفك السفلي أولا ثم الجانب السليم وبالمقارنة بين الطرفين لوحظ ان النسج الرخوة في الجانب السليم لها حدود واضحة مستمرة بينة ومنتظمة فوق العظم على شكل ظل ضعيف أما الجانب الذي حصل فيه تغيرات مرضية، التهاب، او تجمع دموي تحت الجلد(كيماتومة)، او تجمع صديدي محدود(ابسيس)، او تجمع صديدي منتشر (فلغمون) فكانت حدود النسج الرخوة بالنسبة للعظم متقطعة وغير منتظمة وغير واضحة أحيانا ، ام خط الكسر فكان اكثر وضوحا نسبة الى الاشعة وبشكل خاص الكسور المتفتتة والتي تحتوي على شظاية في منطقة الكسر.
نتائج العمل :
تم فحص مئة مريض في قسم جراحة الوجه والفكين – مستشفى مدينة اوش جمهورية قيرغيزية- تعرضو لكسور مختلفة في الفك السفلي بأعمار من 17 عاما الى 63 منهم 92 رجل و8 نساء ، أما نتائج الفحص فيمكن حصرها في مجموعتين :
المجموعة الأولى : بعد فحص الإيكو تبين وجود تجمع دموي خفيف – بداية التهاب- عددهم 40 مريض
المجموعة الثانية : بعد فحص الإيكو تبين وجود حالات ابسس و اخرى فلغمون وكان عددهم60 مريض
وعلى ضوء نتائج الفحص تم معالجة المجموعة الأولى جراحيا بتثبيت طرفي الكسر بأسلاك معدنية أو صفائح او بالمعالجة التقويمية وذلك بتثبيت الفكين بشبكة سلكية .
أما المجموعة الثانية فتم معالجتها بطريقة – د.عبد الرحمن اشييف برائة إختراع رقم 740
بتاريخ31122004- وذلك للتخلص من التجمعات الصديدية
خلاصة :
إن فحص كسور الفك السفلي بالإيكو قبل التداخل العلاجي يقدم لنا صورة واضحة عن الكسر وعن النسج الرخوة المحيطة بخط الكسر مما يسهل على الدكتور الجراح إختيار أنسب الطرق لمعالجة الحالة والوصول الى أفضل النتائج .