الجزء المتمّم ل"أنا حرة.."
بقلم أم محمد علي
———–
"أين حريتك المزعومة؟ "
أ الآن تعودين إلي باكية
تذرفين الدمع بحرقة شاكية
أ الآن تقولين نعم كنت محقا
ما كان قولك إلا صدقا
أين حريتك المشؤومة
أين جيوشك المزعومة
أغاب عنك جمالك واندثر
أم زال سحرك وما ظل له أثر
أرموك واختاروا غيرك
أم أنك استعدت أخيرا وعيك
نعم بالحرية وعدوك
وبمساواتهم الظالمة خدعوك
فحرروك من أخلاقك
وساوموا علنا في عرضك
اتخذوك لهوا وسلعة رخيصة
وكانوا فيك زاهدين في أول فرصة
لكم قلت لك يا أختاه ارجعي
لأحضان دينك ولا تنخدعي
أنسيت كم كنت في البيت مدللة
يشقى أبوك لتعيشي أميرة بعفتها مكللة
تحنو عليك أمك وترعاك كالدرة
فقد ولدت في الإسلام معززة حرة
أسروك بشعاراتهم الرنانة
فأعادوك للجاهلية والمهانة
جردت نفسك من كل رموز الحياء
فسخروك لتشويه دينك بدهاء
صوروا لك أن منافسة الرجال
ستحقق لك كل الأحلام والآمال
أقنعوك بأن حجابك عادة
فرضها الرجال لتكون لهم السيادة
أو ما علمت أنه لك ستر ووقار
يحميك من لسع عيون الأشرار
أخبريني بأي حقوق وعدوك
ليسلبوا لك رشدك ويخدعوك
حق التعري أم البغاء
أم حق الوصول إليك يا حمقاء
يريدونك كنسائهم أما عزباء
ترمي أطفالها في الملاجئ والشوارع بازدراء
هذه هي حريتهم المزعومة
لقنونك إياها في كتبهم وجرائدهم وقنواتهم المسمومة
ألم تعلمي أن دينك عليك يغار
ولحفظ شرفك فتح الأبطال الأمصار
كرمك ربك وحفظك وصانك
وجعل القوامة للرجل ليحميك ويرعاك
أبعد أن أعطاك دينك كل الحقوق
جازيته بالتمرد والعقوق
ألم تنظري لحال نسائهم
يشقون ليل نهار ومن يأبه لحالهم
ألم تري كم كرمك الإسلام أما ورفع مقامك
وجعل الجنة لأبنائك تحت أقدامك
أمرهم بصحبتك وبرك
ترينهم يشقون ليل نهار لأجل راحتك
أختاه والله لو أمضيت الدهر أحصي ما وهبك الرحمان
لما استطعت لنعمه عدا فهو الرزَاق المنَّان
فالحمد لله الذي أنار بصيرتك
وأعادك لحضن دينك وأمتك.
تسلم كفوفك يارب
تقبلي ودي لك