قال ابن القيم في الكافية الشافية:
وانصر كتـاب الله والــسنـن الـــتي******* جاءت عـن المبعوث بالفـرقان
واضرب بسـيف الوحـي كل معطل******* ضــرب المجاهد فوق كل بنان
واحمل بعزم الصـدق حمـلة مخلــص****** متجــــرد لله غـــير جبـان
واثبت بصـــبرك تحت ألوية الهدى****** فإذا أصبت ففـي رضـى الرحمن
واجـعل كتـاب الله والسنـن الــتي********* ثبتــت سلاحك ثم صح بجنان
مــن ذا يـبـارز فـليقـدم نفســه******** أو مــن يســابق يـبد في الميدان
واصدع بما قــال الرسـول ولا تخف****** مــن قــلة الأنصار والأعــوان
فالــله ناصـــر دينـــه وكــتابـه******* والله كـــاف عبـــده بأمــان
لا تـخـش مـن كيد العدو ومكرهم ********* فقتالهم بالكــذب والبـــهتان
فجنـود أتبــاع الـرســول مـلائـك *********وجنودهـم فعـساكر الـشيطان
شتـان بـين الـعسكـرين فـمن يـكن******** متحيـــزاً فلينــظر الفــئتــان
وادرء بـلفظ النص في نـحر الـعدى******* وارجـمهم بثـواقب الشـهبان
لا تـخش كثرتهم فـهم همـج الورى******** وذبــابه أتخـاف مــن ذبـــان ؟
واشغلهم عنـد الجـدال ببـعــضهم ******* بعضاً فذاك الحـزم للفــرسـان
وإذا هـم حـملـوا علـيك فلا تكن******** فــزعـاً لحملتهم ولا بجبــان
والحق منصـور ومــمتحن فــــلا******** تعــجــب فـهذي سنة الرحمن
وبــذاك يـظهر حـزبـه من حــزبه******** ولأجــل ذاك النـاس طائفـتان
ولأجل ذاك الحرب بين الرسل وال****** كفــار مذ قام الورى ســجلان
لكنما العقبـــى لأهــل الـحــق إن******* فاتت هــنا كانت لـدى الـديان
وإذا تكاثرت الخــصوم وصـيّحوا******** فاثبت فصيحتهم كمثل دخــان
يــرقى إلى الأوج الــرفيع وبــعده******** يهوي إلى قعر الحضيض الــداني
فاصدع بأمر الله لا تــخش الـورى******** فــي الله واخـشاه تــفز بأمــان
واهجر ولو كـل الــورى في ذاتــه******** لا في هـواك ونخوة الشيـــطان
واصبر بغـــير تسخــط وشكــاية ******** واصفح بغير عتاب من هو جان
واهجرهـم الـهجر الجميل بلا أذى******* إن لم يـكن بــد مــن الهــجران