ها قد أتى العيد مقبلاً…
والناس في فرح وسرور …
منهم من يبتهج بشراء الملابس الجديدة لأولاده …
والبعض يهيئ نفسه ومنزله لاستقبال العيد …
تذهب للأسواق تراها مكتظة بالأمهات تائهة بين المتاجر الصغيرة منها والكبيرة ..
باحثة عن ما يليق بفلذة كبدها…
تريده أجمل طفل في العيد …
نعم ..
هكذا كنت أنا في سابق عهدي ..
أتجول بين المتاجر باحثة عن أجمل الملابس ..
وأجمل الفساتين الرائعة واازاهية التي تليق بحبيبة قلبي وروح فؤادي أميرتي عائشة ..
فهي أميرتي التي لا تشبه أحد في هذا الكون …
تجدني أبحث عن فستان يناسب زرقة عيناها المضيئتان ..
فهي أميرتي المدللة حفظها الله ورعها …
أما عمر .. نبض فؤادي .. فأجد فيه رغم صغر سنه رجل ذو هيبة ..
له مكانة .. لا يهويه اللعب كالأطفال ..
فأبحث له عن ما يظهره شاب يافع ..
ولو ترون حبيب القلب صغيري ونور عيني يوسف ..
جل ما يحبه السيارات ..
فأبحث له عن أي شيء يحبه ويعجبه ..
بالأمس هكذا كنت !!…
أما الآن !!!
رحلوا عني ..
وحرمت من أبسط حقوقي كأم …
فقط لأني أصبحت مطلقة ..
رغم أنه من حقب حضانتهم .. وأمتلك ذلك الحق بحكم …
إلا أنني أحرم منه …
فهذه ثالث سنة على التوالي يمر العيد عندي كأنه عزاء دون أطفالي ..
فقط لأني مطلقة …
فلا أملك أدنى حق بأن أقرر ما أريد ..
يا لقسوة هذا الكون .. وهذه الناس المتحجرة قلوبهم …
فلا أريد منكم شيئاً ..
بل سأقول لكم أمرا تذكروه دائما ..
مهما ظلمتم وتجبرتم وتحجرت قلوبكم وأسأتم لي ..
فرب السماء أرحم بي منكم …
فلي رب شاهد على كل ذلك وعالم بحالتي .. ومكنون قلبي..
سأصبر ..
وسأنال جزاء صبري ولو بعد حين …
فبعد العسر يسرا …
فسبحانه الذي ردّ موسى الرضيع لأمه سيردهم لي …
وسبحانه كما حرم يعقوب سنين من يوسف وجمعه به بعد ظول غياب ..
سيجمعني بهم …
فلن أقول إلا كما قال يعقوب عليه السلام
{فصبر جميل والله المستعان}
سبحانك إني متيقنة بك ومؤمنة بقضائك وقدرك ..
سبحانك إني أستودعك أبنائي فاخفظهم بحفظك ..
بقلمي صفحة أمل
6/8/2013