استقلت الطائرة …عائدة الى أرض الوطن …الى الدفء والحنان والعطف …مع زوجها …الى عُش الزوجية الذى لم تمكث فيه سوى عام واحد ….بعده عاشت فى الغربة ….خمس سنوات متتالية …مرت عليها بطيئة مملة …قاسية …تحركت الطائرة …ثم ارتفعت …رويدا …رويدا…تذكرت يوم عُرض عليها عقد عمل …باحدى الدول الخليجية …ممرضة بمستشفى شهير…راتب مغرٍ…ترددت …راغبة فى الحفاظ على عُش الزوجية …حرضها الزوج على القبول والتعاقد فورا…مر عليها العام الأول ثقيلا مملا…أبدت له رغبتها فى العودة …اجازة سنوية …أو تنهى تعاقدها لتعيش معه …رفض طلبها …حرضها على
الإستمرار…والصبر على الغربة والفراق…أملا فى تحقيق أحلامهما المشتركة …منزل جميل …سيارة فارهة …شاليه على البحر…حساب كبير فى البنك ….كل هذا من أموالها التى تتدفق عليه شهريا…لم يتبقَ على استكمال سعادتها معه …الا أن تُرزق منه الأبناء…فى الموعد المحدد هبطت الطائرة على أرض المطار …لم تجد حبيب القلب فى استقبالها …التمست له الأعذار …توجهت الى البيت فورا …دقت جرس الباب…فتحت لها امرأة…تحمل طفلا ويمسك بثوبها آخران …دققت النظر فيها…إنها صديقتها الأولى …كاتمة أسرارها …أخبرتها أنها تزوجته …بعد أن طلقها غيابيا…. وهى
فى الغربة…أُغمى عليها …أفاقت بعدها بثلاثة أيام …وهى مستلقية على سرير ..باحدى المستشفيات النفسية.