هل سمعت عنه ؟واين يقع؟
هل فعلا يوجد دماغ اخر لدىالانسان…غير الدماغ المعروف في الرأس (الجمجمة) ؟
واين يقع هذاالدماغ رقم (2) وما وظيفته للجسم ؟
نتعرف سويا من خلال هذا الموضوع ….
في أعماق أحشائك, تقبع ذات تحركية معقدة – وهي جهازعصبي كامل يحتوي على خلايا عصبية أكثر من تلك التي يضمها الحبل الشوكي, بلوأكثر من الخلايا التي يحتوي عليها بقية الجهاز العصبي الطرفي – فهناك أكثرمن 100 مليون خلية عصبية في الأمعاء الدقيقة وحدها!
على الرغم من أنالبعض كانوا يعتبرونه مجرد جمع بسيط من العقد العصبية, يعرف الجهاز العصبيالمعوي حاليا بكونه دماغا ثانيا مستقلا بذاته. وبرغم أننا لانزال غير قادرينعلى الربط بين السلوكيات المعقدة مثل حركة الأمعاء والإفرازات المعوية, وبينخلايا عصبية محددة, فإن الأبحاث الجارية في هذا المجال تتقدم بسرعة هائلة, مما سيؤدي لحدوث تطورات مهمة في تدبير الأمراض الوظيفية للأمعاء.
منالناحيتين التركيبية والكيميائية, يعد الجهاز العصبي المعوي دماغا بحد ذاته, فبين تلافيف الأمعاء التي يبلغ طولها أمتار عدة, تقبع شبكة معقدة من الخلاياالعصبية التي يتحكم في أنشطتها عدد من الناقلات العصبية والمعدّلات العصبية, أكبر بكثير مما يوجد في أي مكان آخر من الجهاز العصبي الطرفي, مما يسمحللجهاز العصبي المعوي بممارسة أنشطته بصورة مستقلة عن الجهاز العصبي المركزي – وهي صفة فريدة أتاحت لعلماء البيولوجيا العصبية المعوية دراسة تطور الخلاياالعصبية والوسائط الكيميائية للسلوك المنعكس داخل بيئة المختبر, مما أدىلظهور فرع علمي مستقل هو طب أعصاب الجهاز الهضمي.
نبذةتاريخية
يرجع البحث في طب أعصاب الجهاز الهضمي للقرن التاسع عشر, حيثأظهر الباحثان البريطانيان وليام بايلس وإرنست ستارلنج أن الضغط على تجويفالبطن في الكلاب المخدّرة يؤدي إلى انقباض الفم وارخاء الشرج, يليها حدوثموجة دافعة, وهو ما أطلق عليه وقتها اسم (قانون الأمعاء), ويعرف الآن باسممنعكس التمعج, بقوة تكفي لدفع الطعام عبر السبيل الهضمي. ونظرا لأن هذاالمنعكس يظل فاعلا حتى بعد قطع الأعصاب الخارجية الواصلة إلى الأمعاء. وقداستنتج بايلس وستارلنج – محقين – أن الجهاز العصبي المعوي عبارة عن محور ذاتيمن النشاط العصبي يعمل بصورة مستقلة بدرجة كبيرة عن الجهاز العصبيالمركزي.
وبعد ذلك بثمانية عشر عاما, أثبت العالم الألماني ترندلنبرجصحة هذه الاكتشافات بإظهار إمكان إحداث منعكس التمعج خارج الجسم الحي فيالأمعاء المعزولة لحيوانات التجارب, دون مشاركة من الدماغ, أو الحبل الشوكي, أو العقد القحفية. كان ترندلنبرج على علم بأن هذه الاكتشافات فريدة من نوعها, فليس هناك عضو طرفي آخر يمتلك مثل هذا الجهاز العصبي الداخلي المعقد, فإذا تمقطع الاتصالات العصبية بين الدماغ والمثانة أو العضلات الهيكلية على سبيلالمثال, فستتوقف جميع الأنشطة الحركية لهذه الأعضاء, أما إذا تم قطعالاتصالات العصبية إلى الأمعاء, فستظل وظيفتها كما هي دون تغير.
تمنشر أبحاث ترندلنبرج عام 1917, ويبدو أن هناك عددا من معاصريه كانوا يشاركونهالرأي, كما يتضح من وصف الجهاز العصبي المعوي داخل كتاب جون لانجلي الكلاسيكيعن الجهاز العصبي المستقل, والمنشور عام 1921. وقد توقع لانجلي أن هناكالملايين من الخلايا العصبية في الأمعاء, وأنها تؤلف أحد الأجزاء الثلاثةالتي وضعها للجهاز العصبي المستقل, الودي (السمبتاوي), واللاودي (الباراسمبتاوي), والمعوي.
كان لانجلي صاحب ومحرر المجلة الفيزيولوجية (مجلة علم وظائف الأعضاء), ولسوء الحظ فقد كانت علاقته سيئة بالكثيرين منزملائه. ولذلك, فبعد وفاته, قامت هيئة التحرير الجديدة للمجلة الفيزيولوجيةبإعادة تصنيف العصبونات المعوية على أنها جزء من الإمداد العصبي للعصب الحائر (المبهم vagus), والذي يتحكم في حركة الأمعاء. وبرغم أن هذا التصنيف صحيح إلىحد ما, فإنه أدى إلى إهمال مفهوم وجود جهاز عصبي معوي مستقل – فقد انشغلالباحثون بمتابعة التطورات المتلاحقة في مجال الناقلات العصبية, حيث تمالتعرف على الإبينفرين والأستيل كولين كناقلات عصبية في الجهازين السمبتاويوالباراسمبتاوي (برغم أن النقال العصبي الفعلي للجهاز السمبتاوي قد اكتشفلاحقا أنه النور إبينفرين). وقد ظلت هذه النظرية سائدة حتى عام 1965, عندماأثبت الباحث الأمريكي مايكل جيرشون وجود ناقل عصبي ثالث, وهو السيروتونين, يستهدف الجهاز العصبي المعوي.
ولتجدد الاهتمام بالجهاز العصبي المعويجذور تاريخية قوية, فمنذ ما يقرب من 100 عام, أجرى الطبيب الأمريكي بايرونروبنسون أبحاثا متعمقة عن الموضوع, ضمّنها كتابه المثير للإعجاب بعنوان (الدماغ البطني والحوضي), والمنشور عام 1907. ويخلص كتاب روبنسون هذا إلى أنالأحشاء البطنية تحتوي على جهاز عصبي هائل ومعقد, يقوم بالتحكم وتنظيمالعمليات الحيوية للأحشاء البطنية.
ولم يكن روبنسون ولانجلي وحيدين فياهتمامهما بالجهاز العصبي للبطن, فقد كان إدجار كايس, والذي أطلق عليه اسمأبي الطب الشمولي, من كبار المتحمسين لفكرة وجود جهاز عصبي بطني مستقل. كانكايس يعتقد أن الأنماط (المجهولة المنشأ) من بعض المتلازمات العصبية, مثلالصَرَع والشقيقة (الصداع النصفي), تنتج عن أسباب بطنية. وقد اقترح كايس عدداكبيرا من المعالجات الطبيعية لهذه المتلازمات.
الدماغ الثاني… كيفتفكر الأمعاء?
يبدو الهضم عملية مألوفة لدرجة أن أغلب الناس يفضلونعدم التفكير فيها. ولحسن الحظ, فليس عليهم أن يفكروا بذلك – على الأقلباستخدام أدمغتهم التي في رءوسهم! وبرغم أن قليلين على علم بذلك, فالبشر (والحيوانات الأخرى) يمتلكون دماغا ثانيا يتحكم في أغلب الوظائفالهضمية.
في أعماق أحشائك, تقبع ذات حركية معقدة – وهي جهاز عصبي كامليحتوي على خلايا عصبية أكثر من تلك التي يضمها الحبل الشوكي, بل وأكثر منالخلايا التي يحتوي عليها بقية الجهاز العصبي الطرفي – هناك أكثر من 100مليون خلية عصبية في الأمعاء الدقيقة وحدها! قد تسهم اضطرابات (الدماغالمعوي) هذا في حدوث متلازمة القولون العصبي, وهي حال مرضية تصيب نحو 20% منسكان البلدان الصناعية, ويعتقد أنها مسئولة عن خسائر تقدر بنحو 8 ملياراتدولار من أموال الرعاية الصحية سنويا في الولايات المتحدة وحدها. ويعانيضحايا هذا المرض من نوبات من الإسهال أو الإمساك المزمن أو كليهما بالتبادلفي بعض الأحيان. ويعد تشخيص القولون العصبي أكثر تشخيص يتوصل إليه أطباءالجهاز الهضمي. إن وظيفة الجهاز الهضمي معقدة للغاية, فإذا كان على الدماغ أنيتحكم فيها, لتوجب عليه أن يخصص عددا هائلا من الخلايا العصبية لهذا الغرضوحده! ولذلك يرى العلماء أن وظيفة الجهاز العصبي المعوي مستقلة عن الجهازالعصبي المركزي. وعلى الرغم من ذلك, فمن الممكن أن يؤثر الجهاز العصبي المعويعلى الجهاز العصبي المركزي عن طريق كل من المنعكسات العصبية والبيتيداتالعصبية. ويقدر الباحثون أن 80% من ألياف العصب المبهم تعد واردات حشوية, وأظهرت الأبحاث الحديثة وجود تراكب هائل بين نشاط الببتيدات العصبية في كل منالأمعاء والدماغ. ويعد الجهاز العصبي المعوي مجالا خصبا للأبحاث حاليا, حيثنشرت أكثر من 600 مقالة علمية في الموضوع منذ عام 1985!
الصرعالبطني
تم التعرف على وجود ارتباط بين الأعراض البطنية والصرَعمنذ زمن بعيد, فعلى سبيل المثال, كانت (الاضطرابات المعدية والمعوية) ينظرإليها كعوامل سببية رئيسية من قبل الأطباء في القرن التاسع عشر وأوائل القرنالعشرين.
وتعد (الأورة) مثالا آخر على الارتباط البطني للصرَع, وهيشائعة في بعض أنواع الصرع, فنوبات صرع الفص الصدغي بدأ بالأورة. ومن وجهة نظرطب الأعصاب, فهذه الأورة هي في الواقع نوبة خفيفة تسبق النوبة الصرعيةالأولية, ويمكن اعتبارها تحذيرا بقرب حدوث النوبة. وفي أغلب الأحيان, تظهرالأورة في صورة اضطراب مبهم في المعدة وينتقل إلى الصدر.
وقد أعادالطب الحديث اكتشاف الصلة بين الصرَعَ والبطن, وهناك عدد قليل من الأبحاثالتي نشرت في الستينيات من القرن العشرين, والتي لفتت الأنظار إلى الملامحالبطنية المتعلقة بالصرَعَ. وخلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة, ذكرتتقارير كثير من الأطباء الممارسين الجوانب المتعددة للصرع البطني, والتيتشمل: ألم البطن, والغثيان, والانتفاخ, والإسهال, مع مظاهر متعلقة بالجهازالعصبي المركزي مثل الصداع, والتخليط, والإغماء. وعلى الرغم من أن الأعراضالبطنية قد تتشابه مع تلك الموجودة في حال القولون العصبي, فإنه من الممكنالتفريق بينهما بوجود بعض التغير في مستوى الوعي أثناء النوبة, مع تغيراتشاذة في تخطيط كهربية الدماغ.
ومن أهم المشكلات التي تواجهنا فيمحاولتنا لفهم الصرَعَ البطني, نجد التحديد الدقيق للعلاقة بين الأعراضالبطنية والنشاط العصبي الشاذ في الدماغ. كما تلقى دور العصب المبهم اهتماماخاصا يتمثل في إجراء جراحي يتم فيه زراعة ناظمة في العصب المبهم بأعلى الصدر. وقد أدى التنبيه المنتظم للعصب المبهم بواسطة الناظمة إلى تقليل أو إزالةالاختلاجات في بعض المرضى المستعصين على العلاج. فإذا كان تنبيه الجهازالعصبي الطرفي, ممثلا في هذه الحال بالعصب المبهم, يمكنه تقليل النشاط العصبيالشاذ في الدماغ, فربما كانت الاستثارة المرضية لهذا العصب, أو غيره منالأعصاب الطرفية, تلعب دورا في سببيات بعض أنواع الصرَعَ.
الشقيقةالبطنية
من وجهة النظر الطبية, تظهر الشقيقة (الصداع النصفي: migraine) كمرض جهازي مركب, يظهر على هيئة توليفات متباينة من الأعراضالعصبية, والهضمية, والمستقلة (الأوتونومية). وبرغم أن المكونات العصبيةتستأثر بمعظم الاهتمام في التشخيص والعلاج الطبي, فإن وجهات النظر التاريخية – والمعاصرة أحيانا – تخلع على الأعراض الهضمية مكانة مميزة.
ويميلالمنظور التاريخي لمتلازمة مثل الشقيقة لوضع جميع الأعراض في الاعتبار نحوتفسير أكثر شمولا للمرض. ولذلك, فقد تلقت الملامح الهضمية الرئيسية للشقيقةاهتماما أكثر بكثير, فيما يتعلق بكل من السببيات والعلاج.
وقد ركزتمعالجات الشقيقة في الماضي على الملامح الهضمية مباشرة, من خلال مجموعة كبيرةمن المعالجات تشبه الطبيعية بهدف تحسين وظائف الهضم, والتمثيل الغذائي, والإخراج عبر الأمعاء.
أما العلوم الطبية الحديثة, فقد اعترفت بإعادةاكتشاف الارتباط البطني بالشقيقة بصور عدة, أهمها الاعتراف بوجود صورةإكلينيكية مستقلة, أطلق عليها اسم (الشقيقة البطنية), والتي يتم تشخيصها فيالأطفال أكثر من الكبار. وقد خلصت الأبحاث المتعددة التي أجريت بهذا الخصوصإلى وجود أدلة مؤكدة على أن الألم البطني المتكرر يعد واحدا من الملامحالمبكرة للشقيقة, ويدعم بقوة وجود ارتباط سببي بين الألم البطني الراجعوالشقيقة. وقد اكتشفت العلاقة بين الجهاز الهضمي والشقيقة أيضا في صورةحساسية لبعض أنواع الأغذية, فكان المتخصصون في الحسياسية يرون أن التعب, والعوامل العصبية والعاطفية, تحدث تغيرات في الأنشطة الحركية للجهاز الهضمي, مما يؤدي إلى ركود الطعام في الاثنى عشري, ويؤدي ذلك لتشجيع امتصاص مولداتالحساسية, ويستجيب الجسم لذلك بالشعور بالصداع النصفي (الشقيقة). ويذكر أولئكالعلماء أن الأنظمة الغذائية الخاصة بالحساسية تؤدي إلى شفاء 5% من المرضى, وإلى تحسن جزئي في 45 من المصابين بالشقيقة.
التوحد ذو الملامحالمعوية
يظهر المصابون بالتوحد ثلاثة أنواع من الأعراض, تعطلالتفاعل مع المجتمع, ومشكلات متعلقة بالتواصل والتخيل اللفظي وغير اللفظي, ووجود أنشطة واهتمامات شاذة أو محدودة للغاية. وعادة ما تظهر أعراض التوحدخلال السنوات الثلاث الأولى من العمر, وتستمر طوال الحياة. وعلى الرغم من أنهذا المرض لا علاج له حتى الآن, فإن التدبير المناسب له قد يساعد على النموالطبيعي للطفل, ويقلل من السلوكيات غير المرغوب فيها. وقد أضافت الأبحاثالطبية الحديثة مرض التوحد إلى القائمة المتنامية دوما للأمراض العصبية ذاتالملامح البطنية, حيث تؤكد تلك الأبحاث على وجود نمط مميز من التهاب الأمعاءفي نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد. وقد يؤدي فهم العلاقة بينالأمعاء والدماغ في مرضى التوحد إلى مزيد من الفهم لهذا المرضالمعوّق.
وقد ظهرت أدلة جديدة على دور العامل المعوي في مرضى التوحد, عندما وجد أن مدة السيكريتين فعالة بصورة مدهشة في علاج التوحد لدى بعضالأطفال, وهي مادة طبيعية يفرزها الجهاز الهضمي لجميع الثدييات. وعادة ما يتمإعطاء السيكريتين عن طريق الحقن الوريدي البطيء, وهو ما يعرف بالتسريب. وقدحصلت هذه المادة على موافقة هيئة الأغذية والأدوية, وهي الجهة المسئولة عنمنح التراخيص للأدوية الجديدة في الولايات المتحدة, وذلكلعلاج الاضطراباتالهضمية, على أنها تعتبر علاجا لا يجوز صرفه إلا بموجب وصفةطبية.
المضامين الإكلينيكية
إن احتمال كون أمراض عصبية مثلالصَرَع, والشقيقة, والتوحد, قد تكون ناجمة عن اضطرابات الجهاز الهضمي, يطرحبعض الأسئلة المحيرة فيما يتعلق بالممارسة الطبية الإكلينيكية والأبحاثالأكاديمية. وتتضمن هذه الأسئلة: ما طبيعة المرض? وهل يمكن قياسها? أوإذا ظهر (أو افترض) وجود المرض, فما أفضل السبل العلاجية المتاحة? وهل هناك أي دليليدعم المعالجات التي تركز على العوامل المرضية في الجهاز الهضمي? وأخيرا… هل يمكن شفاء هذه الأمراض? وللإجابة عن هذه الأسئلة, يدلنا التاريخ على أنالعلاج الطبي للصرَعَ والشقيقة في الماضي كثيرا ما كان يضم معالجات موجهةللملامح البطنية لهذه الأمراض. وبصورة خاصة, كان لأبحاث روبنسون تأثير كبيرعلى بعض ممارسي (الطب البديل) – والذي كان لايزال في مهده – في أواخر القرنالتاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وعلى الرغم من أن المعالجة بتقويمالعظام قد أصبحت جزءا معروفا من الممارسة الطبية المعاصرة, فإن المبادئوالأساليب المعتمدة من قبل الممارسين التقليديين للمعالجة بتقويم العظام (مثلالمعالجة اليدوية, والحمية الغذائية, والمعالجة المائية) قد استخدمت أيضا منقبل العديد من ممارسي بعض فروع الطب البديل, مثل تقويم العمود الفقري باليد, والمعالجة الطبيعية. وقد تلقت هذه الأنماط العلاجية اهتماما متزايدا كمعالجاتمكملة للطب التقليدي, فقد استخدمت المعالجة اليدوية في علاج الشقيقة والصرع, واستخدمت الحمية الغذائية في علاج الشقيقة. ويستخدم العلاج المولد للكيتوناتبصورة متزايدة في علاج الصرع, كما استخدمت المعالجة المائية وكمادات زيتالخروع على البطن في علاج الصرَعَ والشقيقة.
ماذابعد?
يمكن تناول الأمراض العصبية ذات الملامح الجهازية (وخصوصاذات الملامح الهضمية المهمة) من منظور الطب التكميلي, والذي يدرك دور الجهازالعصبي البطني من حيث السببيات والعلاج. وعن طريق التوفيق بين المقارباتالتاريخية والإكلينيكية المبنية على أجهزة الجسم المختلفة, وبين الأبحاثالحديثة المتعلقة بالجهاز العصبي المعوي, يمكن خلق أسلوب تكميلي يجمع بينأفضل خصائص الممارسة الطبية الحديثة, مع الأنظمة العلاجية التقليديةوالبديلة, والمتوافقة مع الحقائق المؤكدة لعلمي التشريح والفيزيولوجيا (علموظائف الأعضاء).
وعلى الرغم من أن الصرَعَ والشقيقة من بين الأمراضالشائعة, فإن النمط البطني لكل منهما نادر بصورة عامة, وبناء على المعطياتالتاريخية والحديثة المتوافرة لدينا, يمكن القول إن الصرَعَ والشقيقةالمجهولي المنشأ يمكن فهمهما بصورة أكبر إذا تم استقصاء الأعراض البطنية لكلمنهما بصورة أكثر تفصيلا. وقد لا يكون الصرَعَ والشقيقة البطنيان نادرين فيالحقيقة, لكن الطب الحديث يعتبرهما نادري الحدوث لأن قليلا فقط من الاهتمامقد أعطي لفهم معنى الأعراض البطنية المرتبطة بهذه الحالاتالمرضية.
وربما كانت الأنماط المجهولة المنشأ لكلا المرضين تنطوي علىأسباب بطنية, وبالمثل, فإن الجوانب البطنية لمرض التوحد تمثل علامات مميزةلمجموعة فرعية مهمة من هذا الاضطراب الذي يسبب كثيرا من الإعاقة للمصابين بهوالكثير من الضيق لذويهم.
ويجب أن تركز الأبحاث المستقبلية المتعلقةبمسببات وعلاج هذه الحالات المرضية على اكتناف الجهاز العصبي المعوي فيها. ومن وجهة النظر الإكلينيكية, فقد يشير وجود ملامح بطنية مؤثرة إلى ضرورة أنتشتمل الخطة العلاجية على عناصر تقليدية (مثل الحمية, والمعالجة المائيةللقولون العصبي, والمعالجة اليدوية), والتي قد تؤثر بصورة إيجابية على الدماغالبطني والجهاز العصبيالمعوي
منقول