أراد الثعلبُ أن يكون مهيباً بين الحيواناتِ فوضع لبدة أسدٍ حول رقبته، وأخذ يمشي متبختراً..
ـ رآه ضبعٌ في الطريق، قال الضبع في نفسه: أسد!! يا ساتر!. وركض مسرعاً مبتعداً عن طريقه..
ابتسم الثعلب وهزّ رأسه فرحاً ثم دوّر يده في الهواء وقال: لقد انطلت اللعبة على الضبع المغفّل..، هذا واحد من المغفلين.
– واصل الثعلب سيره، وقرب شجرة رأى ثلاثة أرانب قال أحدهما: ياجماعة اهربوا … إنه أسد.
– وهربت الأرانب مذعورة متقافزة هنا وهناك بسرعة رهيبة.. ابتسم الثعلب وهزّ رأسه فرحاً ودقَّ يده على صدره..، وقال مخاطباً نفسه:
لقد أحسنتَ التمثيلَ يا أبا الحصين..
ـ وحينما رآه غزال بعد فترة قصيرة، ذُعرَ الغزالُ في الحال وأخذ يقفز قفزاتٍ هائلة، وهو لا يصدّقُ أنه أفلتَ من فم الأسد..
قهقه الثعلب وانقلب على ظهره من شدّة الضحك وهو يُردد:
مغفّلون.!! لقد أعماهم الخوف جميعاً، وكوّر يدهُ ثم بسطها في الهواء وقال:
يا لك من ممثل بارع يا أبا الحصين!!
ثم سار، وحين اقترب من مزرعة الدجاج، صرختْ دجاجة:
أسد!! يا للمصيبة!! كلنا اليوم سنكون في بطنه..
تجمعتِ الدجاجاتُ قربَ القن خائفاتٍ، انتبه الكلب وردان، فتح عينيه وقال: ما الأمر؟!
قالت دجاجة فزعة: انظر يا وردان مَنْ القادم؟!!
تطلّع وردان إليه مليّاً، وتشمم الهواء وقال: اللبدة لبدة أسد، لكن المشية مشية ثعلب. وقالت حمامة من فوق غصنها: اللبدة لبدة أسد، ولكن الوجه… والذنب ذنب ثعلب.. حينئذ نهض وردان، وأطلق نباحه عالياً صاخباً..
انتفض الثعلب مذعوراً فتعثر في مشيته.. فسقطت اللبدة على الأرض ثم ولّى هارباً… وقهقهات الدجاج تلاحقه..
يسلموؤوؤو